اتصل بنا
 

الروابدة : أحزابنا (حذو النعل بالنعل)

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2023-02-01 الساعة 12:36

الروابدة : أحزابنا (حذو النعل بالنعل)
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..
لم أسمع تعبيراً أدق من تعبير دولة عبد الرؤوف الروابدة وهو يقيّم تجربتنا الحزبية المشوهة، ويقصد بها استنساخ تجربة تسعينيات القرن الماضي، بكامل عيوبها ونزيفها، على مشهدنا اليوم، وهو يقول : " حذو النعل بالنعل".
المتحدث ليس معارضاً أو باحثاً عن كرسي هنا أو وظيفة هناك، لقد شغل الروابدة أرفع المناصب السياسية قبل أن يعتكف في مكتبته الغنية بالعلم والثقافة والسياسة والفن، لكنه يصرخ محذراً من خطورة تسليم مستقبل الأردن السياسي لهواة بلا تجارب ولا حتى أوزان سياسية.
فيما ينخرط زملاء دولة عبد الروؤف الروابدة في الجاهات والعطوات العشائرية، يصر أبو عصام على اتخاذ موقف صريح وحازم، لا يداهن به ولا يجامل، وهو في ذلك منحاز للأردن، كل الأردن، في مواجهة رؤوس (حليقة)، تأخذ البلد إلى المجهول.
ما قاله أبو عصام على إذاعة حسنى يقوله الأردنيون في جلساتهم الخاصة، ويكتبه البعض صراحة، لكنّ عمان تصر على المقامرة بمستقبل البلاد.
دعونا نفحص ما قاله الروابدة، ونتأمل حالة "التسييل" الحزبي الحاصل اليوم في شوارعنا ومجالسنا.
الروابدة الذي كان أول رئيس وزراء في عهد الملك عبد الله الثاني، وظل قريباً من مطابخ القصر حتى جاءوا بقانون اللامركزية، فقال جملته الشهيرة بوجه الجميع؛ رداً على كل التشوهات التي لحقت بالقانون. قال :"هذا القانون لا اب له". ثم غادر مجلس الملك واستقر على تلته الخضراء في قرية ابو نصير.
جميعنا يدرك خطورة بقاء إدراة بعض مؤسساتنا رهينة بيد هواة ومتنفعين أو تائبين (سياسياً) بغرض التنفيع و(التزبيط)، وإطفاء الديون، وجميعنا يعلم أن الحكومات المتعاقبة تتحمل مسؤولية زراعة (مرتزقة) بلا أدوات ولا معرفة، بتربة مؤسساتنا ودوائرنا الرسمية، ثم صاروا مسؤولين بامتيازات ورواتب منفوخة، ففرخوا جلبوا جيلاً جديداً من (المعارضة) النفعية.
ما يمكن كيله من عيوب للإدارة الأردنية كثير، وحتى يستقيم الحديث في سياقه، علينا أن نستعيد حديث الروابدة عن "تصنيع" الأحزاب ولملمتها؛ لنفهم أين يقف صناع القرار وماذا يريدون أكثر من تحويل البلاد إلى (عرباية ترمس) يتناوب على جرها ساسة ومتحمسون من أشباه الرجال.

نيسان ـ نشر في 2023-02-01 الساعة 12:36


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً