الغزو الإعلامي والرداءة
مريم عرجون
كاتبة جزائرية
نيسان ـ نشر في 2023-02-06 الساعة 16:18
نيسان ـ الليل سماؤه عمياء تزحف، و خلف الديار وُجُوم الموت في داري يجر خطاه بشحوب من عَوْرته المَكْنُونة بين الندى و الزهر الأشهب في السوق المُبْتَذَل بذاك الوطن الكئيب وأهل العزم فيه قومان، قوم فاقدون الذات يتَهَكَّمون من فلك نوح وقوم بالعزة ينداح، يواصلون عزهم يزحفون بالقلم بالصور، بالإشارات، بالكلمات هذا التواصل لم يكن بالأمر الحديث بل هو نظام أنزله الله لينظم حياة البشر ويسهلها وفي زمننا هذا شاع ما يسمى" تكنولوجيا الاتصالات" بالوفرة هذا الذي يعتبر أهم الوسائل التي تملكها الأمة "نمط عيش وأسلوب تَدَبَّرَ "، فبدأت هويته بفكرة وانتهت بسَنّ سيف ذو حدين إذا مال أحد الطرفين صار بلاءً ذُلَّ به العُلاء الأوطان والأمراء وعزهم هوى هاوِياً كالزمن الذي لا يعود، هذا السيف الذي آل اليوم هُوة كبيرة في جدار الوطن غير نماء ذو العينين الجاحظتين، يجلس في مَوكِب رحلة الاتصال و بشغف كبير تموج به الشُطوطٌ وسط ضوضاء آتية من جنح دُجى يلتهم عقول المواطنين عبر مضامين الأنترنت إلى الصحافة الإلكترونية و الورقية إلى القنوات التلفزيونية إلى الإذاعات وجميع شبكات التواصل الاجتماعي هذا المنبر الحر الذي سرج نفسه بخيط من خيوط الركاكة في مجتمعنا المنكوب الذي قد نخره الانْحِرَاف بقدرات هائلة و بشكل أَعْوَج وأثر على أفراده بالوضاعة والترهل و غرقوا في ذبذبات الزحف المتضارب التي تَخَلَّلَت وسائل الاتصال و منذ السنوات التي تقيدت بالجهل والظلمة والذُعْر ألزمت نفسها اليوم أكثر من أمس و تَخَطّت خط الدفاع الأول عن الحقوق والمصالح إلى أكْوَام من عمليات القَنْصِ بالحيل، بَسَطَ آذانه مرتعدا عند نوافذ ركب العولمة المارة،فتَهَتَّكَ ينثر سما من إعلامه الرديء، ووسط غرور هذا الانسان السَفِيه اسْتَهْزَأَت بنا الجِيرة والأزمان من سهم صُوِب من ركن الدار، أعلن عن ثورة بتقنيات نظم اتصالات حديثة وفوضى تكنولوجية عظيمة بشبكتها العنكبوتية المروجة للفكر مطَوَّقَة خيوطها المُبْتَذَلة أمام الآلات الصماء بمحتوى برامجها التي لا تسْمِن وَلَا تغْنِي مِن جُوع، ففسُدت فيها أقلامها وتشوهت كاميراتها وصورها وتلوثت ميكروفوناتها بالنفاق وامتازت بالفكر الرديء لا ظَلِيل ولا يُغْنِي مِنَ اللَّهَب، و آضَ محورًا للعالم بل أَضْحت هاته الأخيرة من بين القضايا المعاصرة التي تُطرح بصُورَة متتالية على مَائِدات النقاش العام المتكدس،
فماذا سيحدث غدا في هذه الأمة اذا عَظُمَت رداءة الإعلام فيها، وتفانينا نحن في رحلة القلم التائه في دهاليز الرداءة، ماذا سيحدث لو نهضت المسؤولية الأخلاقية من سباتها المعدوم في هذا الوطن الذي صار يهترأ بمرور الزمن و محصور في زاوية يبكي، متى يستوعب لُبَاب البدايات وينفض غبار التخلف والجهل ويطفو بالفكر الراقي في مواقع الاتصال، فلا بأس اليوم أو غدا أو بعد غد وانطلاقا من ذواتنا التي تجثُ نَاقِمة للزمان والأوطان، والأرباب فنحن هم الأرباب، و الزمان، و الوطن نحن عصارة الأشياء نواتج الحزن الحب الحرب الكره والموت وحتى السعادة اننا كل الدقائق المعلقة على جدار هذا الوطن وان كان هذا الجدار مائلا فإننا هذا الميلان لكن لا بأس بالسير عكس التيار وفي خضمه نحمل رسالة الاتصال الراقي نقرأها بقراءة متأنية وانطلاقا من الدين ومع الدين وصولا إلى الدين والدنيا بهذه الرسالة حتى وإن لم تصل فالرسائل المَهْجُورة تبلغ إلى مَدِيد شواطئها ولو بعد دهر، فما أحوج الأمة لمشروع الاتصال الراقي والنزيه يضمن عزتها وكرامتها الذاتية واستقلاليتها المطلقة التي لا تعترف بقانون الغاب ولا تتبنى إلا المَصْلَحَة المطلقة دينا ومذهبا وأسلوب حياة.
فهل أعيننا عمياء أم نتعامى و هل سنظل أمة لَعَنَّهُمْ الله وَجَعَلْ لهم قُلُوبَا قَاسِيَةًۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۙ؟
فماذا سيحدث غدا في هذه الأمة اذا عَظُمَت رداءة الإعلام فيها، وتفانينا نحن في رحلة القلم التائه في دهاليز الرداءة، ماذا سيحدث لو نهضت المسؤولية الأخلاقية من سباتها المعدوم في هذا الوطن الذي صار يهترأ بمرور الزمن و محصور في زاوية يبكي، متى يستوعب لُبَاب البدايات وينفض غبار التخلف والجهل ويطفو بالفكر الراقي في مواقع الاتصال، فلا بأس اليوم أو غدا أو بعد غد وانطلاقا من ذواتنا التي تجثُ نَاقِمة للزمان والأوطان، والأرباب فنحن هم الأرباب، و الزمان، و الوطن نحن عصارة الأشياء نواتج الحزن الحب الحرب الكره والموت وحتى السعادة اننا كل الدقائق المعلقة على جدار هذا الوطن وان كان هذا الجدار مائلا فإننا هذا الميلان لكن لا بأس بالسير عكس التيار وفي خضمه نحمل رسالة الاتصال الراقي نقرأها بقراءة متأنية وانطلاقا من الدين ومع الدين وصولا إلى الدين والدنيا بهذه الرسالة حتى وإن لم تصل فالرسائل المَهْجُورة تبلغ إلى مَدِيد شواطئها ولو بعد دهر، فما أحوج الأمة لمشروع الاتصال الراقي والنزيه يضمن عزتها وكرامتها الذاتية واستقلاليتها المطلقة التي لا تعترف بقانون الغاب ولا تتبنى إلا المَصْلَحَة المطلقة دينا ومذهبا وأسلوب حياة.
فهل أعيننا عمياء أم نتعامى و هل سنظل أمة لَعَنَّهُمْ الله وَجَعَلْ لهم قُلُوبَا قَاسِيَةًۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۙ؟
نيسان ـ نشر في 2023-02-06 الساعة 16:18
رأي: مريم عرجون كاتبة جزائرية