اتصل بنا
 

لصوص آخر زمان

نيسان ـ نشر في 2023-02-10 الساعة 08:19

x
نيسان ـ هل تعيد عملية سطو اربد، التي تمت البارحة، الاعتبار للصورة النمطية لعمليات السطو "المحترمة" وهيبتها المهدورة في الزرقاء!؟ فقد أظهرت المشاهد التي التقطتها كامرات محل صرافة اربد، الذي كان عرضة للهجوم مساء أمس، قدرة ولياقة تنسجم مع حبكات السطو وسير العصابات القوية، على عكس ما شاهدناه قبل يومين في عملية الزرقاء.
شاهدنا أمس شابا مفتول العضلات، يقفز من فوق الحواجز، يهرب الناس من وجهه، وخلال لحظات يجمع غلة محل الصرافة المستهدف، ويقفز مرة أخرى من فوق "الكاونتر" ويلوذ بالفرار، بمنتهى اللياقة والرشاقة، وبما ينسجم تماما مع المتخيل الجمعي عن مهارات العمليات التي لم نحظ بمتابعة مشاهدها إلّا في أفلام الآكشن.
بينما كانت عصابة الزرقاء، وكسلها، موضوعا للتندر والهرج على شبكات التواصل في اليومين الماضيين، فقد حاكت مقطع درامي فاشل، حيث ظهر في المشاهد المنشورة على وسائل التواصل الإجتماعي، عملية بائسة بالمعنى الحرفي للكلمة، فثمة رجلين طاعنين في السن، ويلبسان الفري والأثواب، وسلاحهما مسدس خرز، يمشيان الهوينى بخطى مترددة متعثرة غير معتدة بالمهمة، وهو ما أظهره حجم الملل وعدم الأحتراف في الأداء، بل إن أحدهما تعثر بشيء ما ووقع على الأرض وتأخر أكثر مما يجب في عملية الانسحاب.
قصة الزرقاء كانت محاكاة للموروث القديم في السطو، حيث كان اللصوص يسرقون الأغنام والدجاج، من زرائبها وأقنانها، على مهلهم، في ليالي البرد والعتمة، إذ كان الوقت والظروف جميعها حينها متاحة لهم، حيث كان الناس ينامون بعمق، وربما لا تتجاوز سهراتهم الساعة التاسعة مساء بسبب طبيعة الأعمال من حيث المشقة والجهد، بينما حاكت عملية اربد زمن السرعة والذكاء الاصطناعي، وأظهر اللص رشاقته العالية التي تتوافق مع متطلبات المرحلة.
لكن ثمة عوامل مشتركة جمعت بين العمليتين؛ المصير الواحد من ناحية النهاية الحزينة والجلوس خلف القضبان لفترة طويلة، تواضع المبالغ المسروقة، حجم الجرأة التي تمتعت بها عناصر العمليتين المهاجمة، أو ما يسمى بموت القلب، إذ خاطر رجال بحيواتهم ومستقبلهم وسمعتهم وسمعة عائلاتهم مقابل مبالغ قليلة، لن تحل مشاكلهم حتى لو تمت عملياتهم بنجاح كامل.

نيسان ـ نشر في 2023-02-10 الساعة 08:19

الكلمات الأكثر بحثاً