اتصل بنا
 

يا ليتني نائبًا فاسدًا!

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2023-02-10 الساعة 20:08

يا ليتني نائبا فاسدا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..
لم تستوقفني فكرة النيابة بنسختها الاردنية "الفريدة" ، إلا مؤخراً، بعد أن صارت (سوريالية مُغرقة في الفرادة ) بفعل قوانين مشوهة تنتج أسوأ ما في مجتمعنا من عيوب، ثم تمنحهم (فوانيس) سحرية في خرق أسس التعيين والنقل والوجاهة وحتى في زراعتهم اجتماعيا وسط الخطوط الأولى.
في الاردن، متاحٌ، أن تصبح نائبًا وثريًا وسيدًا قائدًا تمنح (صكوك) عدم المحكومية ليس لأفراد أسرتك (المجرمين) وحسب، بل لكل الخارجين عن القانون من قواعدك الانتخابية، وبأمكانك أيضًا الإغداق عليهم بالمنافع والاعطيات طوال فترة وجودك (مسحجاً)، أسف أقصد نائباً في العبدلي.
سيكون في مقدورك كذلك الدخول على (طوابق) المؤسسات المستقلة، إذا اتقنت الدور، وتوظيف كل المنتفعين من شاكلتلك في القواعد الانتخابية، عند أي عثرة من شمال الأردن حتى جنوبه، وإذا استطعت اقناع (مراكز القوى) بقدرتك وإمكانية (جماعتك) على نزع الالغام من دروبهم، ومحاربة كل من يقف أمامهم وأمام فسادهم .
دعوني أتحدث عن نفسي حتى لا أتورط بقضية جديدة في سجلات الادعاء العام.
اريد أن أبدأ بتعيين ابني بمنصب (مستشار ) لنحو عشر مؤسسات وطنية، شريطة أن لا يزورها سوى مرة واحدة في الشهر لاستلام رواتبه، وأن تكون جميعها من فئة (المساهمة العامة) كما علي واجب العدالة بتوزيع (المغانم) فيما بين المحاسيب والمعارف والاقرباء وفق ما ارتضيه (أنا وحدي ودون سواي) من معايير الأفضلية والأحقية.
اما الأصدقاء رداد وعدنان واحمد وعلي ووسام وحسن وحسين فسأكتفي بفتح نوافذ الحياة أمامهم وعلى الطريقة (الحاتمية) في تفتيت التحديات وتحويلها إلى فرص ثمينة، شريطة أن لا يكون هناك (تنافس) يؤثر على تمدد (العائلة) القابضة على جمر التعب، وبما ترفّع عنه رداد (النجل) وشيقيقاته.
سأترك لهم مغنم (التشبيك) الايجابي مع الجهات المانحة وسأمنح (شركاتهم) العطاءات الحكومية فضلا عن توسيع الشراكة الفعلية مع القطاع الخاص.
لا تسألوني عن الثمن فالجميع يعرف تفاصيله. سأتكفل بإلهاء القواعد الانتخابية بسلسلة وعود كاذبة، وإذا اضطررت لاتخاذ خطوات متقدمة سأغدق عليهم بما يفيض من كرم (المراكز) المتناحرة حينما تموج عمان وتغرق في الأزمات، وما أكثر أزماتها ومطباتها.
تحية لكل نائب ينهش من وظائفنا ويكرم بها أبناءه.
تحية لكل مسؤول يسرق بيدرنا ثم يرمي لنا كسرة خبز، لنستمر بالتسبيح بحمده وشكره.
نحن أمة لن يوقظها وخز الإبر..نحتاج أن (ينقعونا) نقعاً في قبور من الهوان والقهر لنبصر دروب نهار الحقوق الدستورية في زمن (السلب النيابي) لما لفظته السلطة التنفيذية من (مكارم) وأعطيات.

نيسان ـ نشر في 2023-02-10 الساعة 20:08


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً