اتصل بنا
 

الواقعية السياسية تُسيطر على الإيقاع الأردني

إعادة ترويج ما يقوله مسؤول أمريكي:
“حل الدولتين تراجع لـ10 سنوات”
جذب عمّان لمسار “السّلام الاقتصادي” أفضل وصفة للتّأثير بحُكومة إسرائيل

نيسان ـ نشر في 2023-02-12 الساعة 07:33

x
نيسان ـ تزداد القناعة وسط النخب والدوائر السياسية الأردنية بأن حل الدولتين في مسار القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل انتهى تماما وخرج على السكة.
وذلك في ظل تاكيدات قدمها مسؤولون أمريكيون فيما يبدو على هامش الاحتكاك المباشر مع مسؤولين في الاردن في الفترة الماضية وايضا في ظل ما يمكن فهمه واستنتاجه من لقاء تشاوري عقده الملك الأردني عبد الله الثاني بعد زيارته الأخيرة لواشنطن مع مدرسي مادة العلوم السياسية في بعض الجامعات الأردنية، الأمر الذي يعكس تفاعلا إيجابيا مع الوقائع ضمن ما يسمى بمسار التكيّف مع الوضع الحالي.
ومن المرجح أن مسؤول القضية الفلسطينية في طاقم الخارجية الأمريكية هادي عمرو أبلغ بعض النخب الإعلامية والسياسية الفلسطينية مؤخرا على هامش لقاء خاص في عمان وآخر في واشنطن بأن الإدارة الأمريكية تتحدّث علنا عن حل الدولتين لكن لا يوجد لديها خطة من أي صنف لتفعيل هذا الحل وللضغط على الاسرائيليين والفلسطينيين أو أحدهما في اتجاه فرض هذا الحل أو تحويله إلى برنامج سياسي.
هادي عمرو أبلغ فلسطينيين أيضا التقاهم في واشنطن قبل مشاركته في بعض فعاليات زيارة الوزير انتوني بلينكن الى المنطقة مؤخرا بأن السنوات العشر المقبلة لن تشهد تفعيلا لبرنامج حل الدولتين باي صيغ او اي شكل من الاشكال مما يوحي ضمنا بان هذا هو الخيار او السيناريو الامريكي المتاح حاليا بعيدا عن اي حسابات لها علاقة بانتخابات الحزبين الديمقراطي والجمهوري على الارجح.
وفهم هذا السياق ايضا من خلال تفاعلات عن بعض مدرسي الجامعات الاردنية خلال لقاء تشاوري بالقصر الملكي تحدث فيه الملك عن زيارته الاخيرة لواشنطن والتي تخللها مباحثات عمليا مع الرئيس جو بايدن و محاولة للغوص في اعماق الموقف الاردني والذي يشمل برنامج التهدئة بصورة خاصة باعتباره البرنامج الوحيد الذي تعمل عليه الادارة الامريكية الان تحت عناوين كيفية التعامل مع التحديات التي يفرضها ايقاع حكومة اليمين الاسرائيلي الحالية.
والاشارة السياسية هنا واردة الى ان التهدئة و تحسين معيشة الفلسطينيين هما الحل الامثل في كبح جماح تطرف الحكومة الاسرائيلية.
ومن اللافت جدا للنظر ان السياسيين والمسؤولين الاردنيين اكثروا من الحديث مؤخرا واصدار الاشارات تحت عنوان الواقعية السياسية ومسارات التكيف بالرغم من كل ما يقال في اروقة الاردنيين عموما عن مخاطر مسار التكييف.
وعن التحديات التي يفرضها هذا المسار على اسئلة عالقة أردنية من وزن الدور الوظيفي للاردن في الضفة الغربية مستقبلا ومخاطر التشبيك او مخاطر أردنة مشكلات السكان في الضفة الغربية في ضوء وقائع الحال.
وفي ضوء اندفاع النظام العربي الرسمي تحت عناوين السلام الابراهيمي أو اتفاقيات ابراهام ويزيد التنظير بشكل واضح في الاردن لمسالتين في السلوك السياسي الاردني المرتبط بالقضية الفلسطينية.
والمسالة الأولى هي تحول الوصاية الهاشمية في القدس الى عبء حقيقي سياسيا مع اقتراحات هنا وهناك تحاول رفع الغطاء عن فيتو اردني قديم باحتكار مسالة الوصاية والرعاية وفي المسالة الثانية تمهيد ملموس لحضور قمة الرباط أو النقب رقم 2 والتي ينظر لها باهتمام شديد بعد ضغط امريكي عنيف على انها محطة في غاية الاهمية تحدد بوصلة ومقدار التكيف الاردني مع الوقائع الجديدة.
ونقل عن هادي عمرو ايضا وهو الدبلوماسي العربي الامريكي الذي يشارك في حوارات جانبية او في الظل الاشارة المباشرة الى ان وزارة الخارجية الامريكية مهتمة جدا وللغاية بجذب الاردن والسلطة الفلسطينية للمشاركة في مؤتمر النقب 2 باعتباره هدف اساسي في المرحلة الحالية بالرغم من غياب الأفق السياسي.
وتحت عنوان التعويض في المسار الاقتصادي ولم تعلن عمان بعد موقفا محددا من حضور النقب 2 لكن الشعور وسط السياسيين يتزايد بأن الحكومة الأردنية قد تُشارك بنمط تمثيلي ليس رفيع المستوى في هذا المؤتمر والذي يعتبر ذروة سنام التفاهمات الإبراهيمية في عامها الثالث على الأقل.راي اليوم

نيسان ـ نشر في 2023-02-12 الساعة 07:33

الكلمات الأكثر بحثاً