اتصل بنا
 

كتبت رئيسة التحرير: 'بين رفاهية القول وفقر الإنجاز.. الصفدي يتمختر'

نيسان ـ نشر في 2023-02-12 الساعة 15:11

كتبت رئيسة التحرير: بين رفاهية القول
نيسان ـ يبدو أن رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي يسابق ساعة الزمن لتعزيز هويته السياسية، في محاولة مدروسة لأن تكون منضبطة لكنها منفتحة في الوقت ذاته؛ فتضمن له حضورا في سلة الخيارات الأردنية الشحيحة، وقبولا في بيئة شعبية ما عادت تنطلي عليها شعارات السياسيين على إطلاقهم.
بداية ليس الهدف من هذا المقال الغمز من قناة الرئيس الصفدي أو التصيد في كدر الماء، لكنها محاولة لتحليل حركة الرجل الدؤوبة منذ تسلمه قيادة (مجلس العبدلي) وهو العارف يقيناَ أنه مجلس ضعيف الأداء والشخصية، وهو أي البرلمان مساهم إلى حد كبير في حزمة الأضاليل الاقتصادية والسياسية التي أنتجت حالة وطنية هشة غير مسبوقة .
اجتاز الصفدي عقدة الترشح والانسحاب من سباق رئاسة مجلس النواب حيث نجح بامتحان الرئاسة الجليلة ب (104)، وهو نجاح قرأه الجميع قبل أن يحل وقته.
ومما لا شك فيه أن الرجل يمتلك قدرات ذهنية وشبكة علاقات متناقضة حد التطابق مكنته أخيرا من تحقيق حلمه المشروع، بعد أن حافظ على مقعد دائم في مجلس النواب منذ نسخته الخامسة عشرة حتى يومنا هذا، وفي ذات الوقت يدرك أيضا أنه في اللحظات المفصلية تتبدّل قواعد اللعبة في المطبخ السياسي لجهة توجيهها دفة تحكمها ثلاثية الجغرافيا والديموغرافيا، والمصالح .
ومع هذا، فالصفدي رئيس نبيه يعلم أنه إذا فاته الربح فلا مجال للإفلاس، كما يدرك مليا حدود قدراته السياسية لهذا، ومنذ لحظة جلوسه على كرسي الرئاسة بدأ مسعاه البرغماتي بتأمين بيئة حاضنة، ومناخ عام ليس فقط لتعزيز مكانته بل لتجاوز أقرانه مستقبلا مستخدما تحالفات السياسة والإعلام، والقوى المؤثرة .
يدخل الصفدي يوم غد (13/2/2023) شهره الرابع، وقد حفل برنامجه في الأشهر الثلاثة الماضية بنشاطات محلية وعربية أطلق عبرها جملة من تصريحات غير متلعثمة تطرب لها الإذن البشرية، مستغلا مزاج شعبي حاد ويائس من أداء رقابي وتشريعي لمجلس هو أحد أعمدة القرار فيه منذ سنوات .
أخيرا يظلّ الشك يحكم تصريحات الرئيس العاشر لمجلس النواب منذ عودة الحياة البرلمانية ، لكن الشك قد يتحوّل يقينا إذا طفا على السطح ما هو ملموس في الواقع المعيشي المتردي للناس، وعلى ميزان الحرية السالب للصحافيين ، ولانتهاكات حقوق الإنسان المتصاعد ، وغيرها من أحمال أرهقت عقول وجيوب الناس.
مهما تكن الأسباب إلا أن هذه القضايا يحكمها الحق والمشروعية، والواقعية؛ وما ينقصها سوى مواءمة الشعارات مع القرارات، فهل يقوى الصفدي؟
على إحداث إي اختراق استنادا لحجم تصريحاته متجاوزا سطوات الرسمي وتدخلات الأمني. حتى وإن ظهر إلى العلن بعد حين أن الرجل جاء لتأدية مهام بعينها.

نيسان ـ نشر في 2023-02-12 الساعة 15:11


رأي: فلحة بريزات كاتبة

الكلمات الأكثر بحثاً