اتصل بنا
 

هل تبرأ الإخوان المسلمون من انفسهم؟

نيسان ـ نشر في 2023-02-20 الساعة 22:44

نيسان ـ صحيح (حرفيًا) أن منصور عباس ليس من الإخوان المسلمين. كذلك رائد صلاح ليس (حرفيا) من الاخوان المسلمين. كلاهما عباس وصلاح ينتميان الى الحركة الإسلامية أو مدرسة الاخوان المسلمين، ويتسميان (حرفيا) الحركة الإسلامية. ولا فرق أيديولوجي بينهما كما لا فرق بينهما وبين الاخوان المسلمين وان لم يكونا ليسا من التنظيم العالمي للاخوان المسلمين والذي لم يعد قائما ولم يعد كما لم يكن يملك ان يطلق او ينفي صفة الاخوان للمسلمين او الحركة الاسلامية على جماعة او فئة من الإسلاميين الا في نظام صكوك الغفران والحرمان.
الشاهد في قصة منصور عباس ان الايديولوجيا الإخوانية (ليست اسلامية ولا سياسية) تجعل اتباعها غير متوقعين، وهذا اخطر وأسوأ ما فيها ، الا تكون متوقعًا. ذلك ان السياسة والايديولوجيا هي ببساطة ان تكون متوقعًا ، لديك دليل سياسي أو ايديولوجي تعرفه ويعرفه جميع الناس. هكذا يمكن الثقة بك وتقدير التعامل معك ائتلافا أو شراكة أو حيادا أو معارضة أو عداوة. العدو المتوقع موثوق اكثر وافضل من صديق غير متوقع. لا أحد يستطيع أن يفهم او يخمن أو يفسر ماذا يؤيد أو يعارض الاخوان المسلمون (بالمعنى الايديولوجي الذي يشمل معظم جماعات الاسلام السياسي) فكل شيء هو نفسه كما هو دون تغيير يمكن ان يكون متوقعا او حراما أو خيانة أو بطولة .
ليست المشكلة في المشاركة في الكنيست أو عدم المشاركة. وربما لو شاركت جماعة رائد صلاح بالانتخابات لكان ذلك أفضل للحركة الإسلامية وحماس والقضية الفلسطينية (ولإسرائيل أيضا) على الأقل سوف يقلل ذلك من حصة منصور عباس ويزيد فرص تماسك وتوحيد الكتلة الفلسطينية.
التبرؤ الاخواني من منصور عباس هو تبرؤ من الذات. صحيح ان الاخوان المسلمين في صيغة رائد صلاح أو حماس لا يوافقون على مواقف منصور عباس. لكن من يصدق وكيف يصدق ان حماس او الحركة الاسلامية التي يقودها رائد صلاح او حزب جبهة العمل الاسلامي او حزب العدالة والتنمية التركي او المغربي او حماس الجزائرية (جماعة محفوظ نحناح) وهي بالمناسبة جزء من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وكانت على الدوام في صف السلطة الحزائرية في مواجهة جبهة الانقاذ التي كان يقودها عباس مدني ؛ من يضمن الا يفعلوا الشيء نفسه الذي فعله منصور عباس ؟

نيسان ـ نشر في 2023-02-20 الساعة 22:44


رأي: إبراهيم غرايبة

الكلمات الأكثر بحثاً