اتصل بنا
 

المساعدات الإنسانية الاخويه ..طابعها سياسي وغدا موعدنا برفع الحصار عن سورية

نيسان ـ نشر في 2023-02-26 الساعة 12:09

نيسان ـ كان لاتصال جلالة الملك عبد الله الثاني ، مع أخيه سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، أطيب الأثر في قلوب الأردنيين والسوريين ، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ، فالأردن لم يقطع علاقاته مع سورية. فقد اتصل قبل عامين سيادة الرئيس بشار الأسد، مع أخيه الملك عبد الله الثاني، وتبعها زيارة وزير الدفاع السوري إلى عمان، مع استمرار التنسيق الأمني بين البلدين ، برعاية روسية هدفها وقف عمليات تهريب السلاح والمخدِّرات ، من الحدود السورية، وإبعاد المليشيات الإيرانية .التي تتسبب في ازدياد عمليات التهريب بكل أنواعه .
بمعنى أن الاتصالات قائمة ولم تتوقف ، وتتم بين الحين والآخر من خلف الأبواب المغلقة، هدفها زحزحة الجليد الذي يعوق مسيرة الانفتاح على سورية . فأول مرة منذ( 12) عاما، ظهرت ( النخوة العربية ) تجاه سورية ، بإقامة جسر جوي وأسطول بري أردني وعربي ودولي يقوم بإيصال المساعدات الأخوية الإنسانية إلى ضحايا الزلزال في سورية . وهذه هي عادة (الأردنيين ) أصحاب نخوة بينما آخرون يرون وراءها ( دلالات سياسية ) ، هدفها غير المعلن (إعادة سورية إلى الحضن العربي ).
وبغض النظر وعن الهدف منها ، فهناك إشادة ( دبلوماسي عربي كبير ) عمل في ( عمان ) ، وكان قريبا من ( الحدث ) المحلي والعربي والدولي . حيث اعتبرها خطوه ( إيجابية وقال لي هذا ) : الدبلوماسي ( نحن نتابع بارتياح التطورات الإيجابية ) التي تشهدها العلاقات السورية الأردنية ، وآخرها الإعلان ، عن اتصال هاتفي مع الرئيس بشار الأسد، للتعزية والتضامن مع ضحايا الزلزال المدمر، الذي ضرب سورية ، والزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأردني ، أيمن ألصفدي إلى ( دمشق ) ، ولقائه الرئيس( الأسد ) ووزير الخارجية السوري ، إضافة إلى التعاطف، والدعم ( الأردنيين ) ، الرسمي والشعبي الواسعين والمقدرين ، مع (أشقائهم السوريين ) في هذه الظروف الصعبة.
وأضاف ( لقد توجت هذه التطورات جهودا ، دبلوماسية شكلت خطوة كبيرة ، في الاتجاه الصحيح، ونأمل أن ( يكون لها ما بعدها ) ، وان تتوج بعودة هادئة ، تبذل منذ عدة سنوات ، لـ ( إعادة ترتيب العلاقات ) بين ( دمشق وعمان ) ، بما يخدم مصالح ( البلدين والشعبين الشقيقين ) وقضايا العرب الرئيسية . ونأمل بعودة العلاقات ( السورية الأردنية ) إلى وضعها الطبيعي والأخوي ، وأن تسهم في إنهاء ( الوضع الشاذ ) ، القائم منذ أكثر من (عقد من الزمان ) ، في العلاقات بين بعض الدول العربية)).
إن زيارة مسؤول أردني ( رفيع ) المستوى ، وزير الخارجية (أيمن ألصفدي ) إلى سورية ، منذ بدء الأزمة السورية في عام 2011م . تحمل مضامين سياسية بغطاء إنساني اخوي . من هنا أرى أن هبة المجتمع العربي ، والدولي هبة ( إنسانية ) لا تخلو من الدلالات السياسية .
وفي وقت سابق كان وزير الخارجية السوري ( فيصل المقداد ) قد التقى وزير الخارجية الأردني ، ويومها قال ( المقداد ) : ( نتعاون منذ وقت طويل مع الأردن ) .
فالأردن حدوده الشمالية مع سورية مساحتها ما يقرب من ( 380 ) كيلو ويوجد فيها نفوذ لمجموعات إيرانية مسلحة في الجنوب السوري. ( ميليشيات إيرانية ) ، وهذا يعرض الحدود الأردنية إلى ( تهديدات مستمرة ، من قبل ( العصابات الإرهابية وتجار المخدرات ) .
إن سباق التنافس العربي نحو ( سورية ) أتى بعد الزلزال المدمر الأول ، والمتواصل وهو ( الحرب المدمرة ) التي تعرضت له وما زالت. وأدت إلى قطع العلاقات العربية والعالمية معها . وهذه الحرب دفعت ( السوريين ) إلى النزوح من ديارهم حيث تشتتوا وتشردوا في كل أصقاع العالم ، وقتلوا بكل صنوف القتل والموت والدمار .
لهذا كله فأتوقع أن يبادر الرئيس الأسد ، بزيارة الأردن كرد جميل لما قام به جلالة الملك
عبد الله ، والشعب الأردني يتوجهون ب ( فزعتهم ونخوتهم العربية ) نحو الشعب السوري ، وتأتي الهبة الأردنية ،لإخراس الألسن التي، لا ترحب بوقف الحصار الظالم ، والحرب المدمرة ، التي تجاوز عمرها ( 12 ) عاما ، إضافة للعدوان الصهيوني المستمر . ورفع العقوبات عن سورية ، وعودة العلاقات العربية معها، لأن عودتها إلى أسرتها ، وبيتها العربي يعود بالنفع على الشعوب العربية .
فالزلزال زاد الشعب الأردني إصرارا بضرورة إلغاء قانون قيصر ، ووحدة الأراضي السورية وبنفس الوقت رسالة إلى ( الشعوب العربية الحية ) ، أن إخوانكم الشعب السوري ، عنوانها أن (كارثة الحرب) وتبعها ( كارثة الزلزال ) بسببها يعيشون صراع البقاء. في الوقت الذي أصبح بعض أفراد المجتمع منهم الشامت والمنظر السياسي ، والزعيم المنقذ .
يا وليدي لا تحلم لقد ضاعت ( أحلام الوحدة العربية ) . وضاع حلم إقامة الدولة الفلسطينية. وأمام هذا الواقع المرير ، مطلوب من الشعوب العربية الحية ، اليوم إحياء( الاتحاد والوحدة العربية ) من أجل ( رفع الحصار عن سورية) . أما الأردنيون فهم في قلب المعاناة ،ويرددون كفى لقد آن الأوان إلى (رفع الظلم عن سورية وعودتها إلى البيت العربي). يا (وليدي ) لا تنس أن الدم لن يصبح ماء .

نيسان ـ نشر في 2023-02-26 الساعة 12:09


رأي: عبدالله اليماني

الكلمات الأكثر بحثاً