اتصل بنا
 

المغرب .. الذكرى 65 للزيارة التاريخية إلى محاميد الغزلان

نيسان ـ نشر في 2023-02-26 الساعة 20:17

x
نيسان ـ احتفل الشعب المغربي أمس السبت، بالذكرى 65 للزيارة التاريخية التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه، إلى محاميد الغزلان بإقليم زاكورة يوم 25 شباط 1958، والتي تعد حدثا مجيدا ومعلمة وضاءة تعكس العلاقات العميقة والمتينة التي ما فتئت تجمع بين العرش والشعب، وكذا العزم الوطيد والرغبة المشتركة في استكمال الوحدة الترابية للمملكة.
وقد استقبل العاهل المغربي آنذاك، وجهاء وشيوخ وممثلي القبائل الصحراوية لتجديد البيعة والولاء، وجسد، في خطابه التاريخي بالمناسبة، مواقف المغرب في مواصلة نضاله من أجل استكمال وحدته الترابية.
وقد شكلت هذه الزيارة التاريخية تعبيرا واضحا وقويا عن عزم الشعب المغربي، بقيادة العرش، على استكمال استقلاله، وحرصه على استرجاع أراضيه.
وهذا ما أكده بشكل صريح بطل التحرير والاستقلال الملك الراحل محمد الخامس، في خطابه إلى سكان محاميد الغزلان، ومن خلالهم إلى الأمة المغربية والعالم اجمع حيث قال: ”… سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا، وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان، وهكذا نحافظ على الأمانة التي أخذنا أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة...‟.
وكشف الملك الراحل الحسن الثاني، عند زيارته لمحاميد الغزلان يوم 11 أبريل 1981، في خطابه بالمناسبة، عن المضامين السياسية لزيارة والده، وعن الدلالات التاريخية العميقة التي يرمز إليها هذا الحدث الوطني المجيد، حيث قال مخاطبا سكان محاميد الغزلان: ”… إن الذاكرة ترجع بنا إلى الوراء، ترجع بنا إلى سنة 1958 حينما زاركم والدنا المنعم محمد الخامس، وإننا لنذكر تلك الزيارة باعتزاز وتأثر، نذكرها باعتزاز، لأن من هنا انطلق صوته رحمة الله عليه مطالبا باسترجاع الأراضي المغربية حتى تتم الوحدة الوطنية، ونذكرها بتأثر لأنها لم تكن صيحة في واد بل كانت نداء وجد أعظم صدى، وكان درسا في السياسة والصبر والمصابرة، ها نحن اليوم نجني ثماره‟.
لقد أعلن المغفور له الملك محمد الخامس، فور عودته مظفرا منصورا من المنفى السحيق إلى أرض الوطن، يوم 16 نونبر 1955 حاملا إلى الشعب المغربي الأبي بشرى الحرية والاستقلال، حرصه على إعادة بناء الكيان الوطني على أسس الاندماج بين مناطقه وأقاليمه وتحطيم الحدود الوهمية المصطنعة الموروثة عن العهد الاستعماري. فقبل أيام من زيارته لربوع ورزازات وزاكورة، ألقى خطابا بعرباوة يوم 16 فبراير 1958 جاء فيه: ”… وإن مجيئنا الرمزي إلى هذا المكان ليؤذن بأنه لن يبقى بعده شمال وجنوب إلا في الاصطلاح الجغرافي العادي وسيكون هناك فقط المغرب الموحد...‟.
وبقدر ما كانت هذه الزيارة الملكية تجسيدا للعلاقات القائمة على امتداد قرون بين العرش والشعب المغربي، بقدر ما كانت تأكيدا وتثمينا لنضال وإصرار أبناء المناطق الجنوبية من أجل التحرير والوحدة الترابية.
لقد أظهر أبناء الأقاليم الجنوبية تمسكا قويا وراسخا بدينهم ووطنهم وملكهم، كما أبدوا اعتزازا عميقا بانتمائهم إلى الرصيد النضالي التاريخي الذي جمع سكان الصحراء بإخوانهم في سائر مناطق البلاد خلال فترات تاريخية ونضالية ضد الاحتلال الأجنبي.
وعلى هذا النهج الثابت، يواصل الملك محمد السادس، ملحمة الدفاع عن الوحدة الترابية وصيانتها وتثبيت مغربية الأقاليم الصحراوية التي كانت وستظل جزءا لا يتجزأ من أركان الوطن في ظل السيادة الوطنية.
وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى العديد من المكتسبات الإيجابية التي حققها المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، في ملف وحدته الترابية، وافتتاح دول عربية وافريقية وامريكية، قنصليات عامة في مدينتي الداخلة والعيون للصحراء المغربية، ومن تلك الدول، المملكة الأردنية الهاشمية التي افتتحت قنصلية عامة لها في مدينة العيون.

نيسان ـ نشر في 2023-02-26 الساعة 20:17

الكلمات الأكثر بحثاً