اتصل بنا
 

إشارات كئيبة.. هل اقترب سقوط باخموت؟

نيسان ـ نشر في 2023-03-01 الساعة 13:17

إشارات كئيبة.. هل اقترب سقوط باخموت؟
نيسان ـ تشهد جبهة القتال المشتعلة حول باخموت معارك ضارية بين القوات الروسية والأوكرانية، في وقت تدرس فيه كييف جميع الخيارات في المدينة بما في ذلك الانسحاب الاستراتيجي.
وأكد الجيش الأوكراني أن الوضع "متوتر للغاية" حول باخموت، حيث تحاول القوات الروسية محاصرة المدينة، في ظل تعهدات من الرئيس زيلينسكي بالدفاع عن المدينة المحصنة لأطول فترة ممكنة.
وضع يزداد صعوبة
دمرت الحرب جزءاً كبيراً من مدينة باخموت التي كان عدد سكانها يبلغ 70 ألف نسمة، وتسبب القتال بخسائر فادحة في كلا الجانبين، وأكدت السلطات أن حوالي 5 آلاف مدني، بينهم نحو 140 طفلاً، ما زالوا في المدينة على الرغم من الخطر.
وأقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أول أمس الإثنين، بأن الوضع حول باخموت "يزداد تعقيداً"، بالنسبة للجنود الأوكرانيين الذين يتحدثون عن مشاهد تذكر بالحرب العالمية الأولى، وأكد في رسالته المصورة المسائية اليومية أمس الثلاثاء، أن "أكبر المصاعب هي، كما في السابق في باخموت، روسيا لا تحصي رجالها على الإطلاق، إنها ترسلهم لمهاجمة مواقعنا من دون توقف. المعارك لا تنفك تحتدم".
ونقل مركز الإعلام الرسمي للجيش عن قائد القوات البرية الأوكرانية ألكسندر سيرسكي، قوله: إن "الوضع في محيط باخموت متوتر جداً"، موضحاً أن مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية موجودة على خط المواجهة في هذه المعركة، وتحاول "خرق دفاعات قواتنا ومحاصرة المدينة.
ومن جانبه، أبدى الجندي الأوكراني "فوكس" وعمره 40 عاماً تشاؤمه في حديث مع وكالة فرانس برس، قائلاً: "أفهم أي بلد نحارب ... لديهم أناس أذكياء هناك، أناس يعرفون كيف يقاتلون. يفكرون ويتعلمون، بالطريقة نفسها مثلنا"، وأضاف "أعتقد أن باخموت ستسقط على الأرجح"، مشيراً إلى نقص الذخيرة والقوات في الجانب الأوكراني.
جميع الخيارات متاحة
وفي مقابلة مع قناة "سي إن إن"، وصف مستشار الرئيس الأوكراني للشؤون الاقتصادية ألكسندر رودنيانسكي، الوضع في باخموت بـ "الصعب"، وقال: "ليس هناك سر في ذلك، روسيا تحاول تطويقها الآن، وهم يستخدمون أفضل عناصر من مجموعة (فاغنر) العسكرية، على ما يبدو، الأكثر تدريباً وخبرة".
وتابع "من الواضح أن جيشنا سوف يدرس كل الخيارات حتى الآن، كما تعلمون، سيطروا على المدينة، ولكن، إذا لزم الأمر، سوف يتراجعون بشكل استراتيجي، وإذا انسحبنا، فسوف نتأكد من أننا نحمي المنطقة الواقعة غربي باخموت".
وعند سؤاله عن موعد الانسحاب، قال إن "الأمر متروك للجيش ليقرر عند أي نقطة سيكون الانسحاب"، مضيفاً "سوف يتراجعون، أو سيستسلمون إذا اعتقدوا أن تكلفة الاستمرار تفوق المكاسب" ، وأشار إلى أنه إذا تم الانسحاب فلن يعني ذلك بالضرورة أن الروس سيكونون قادرين على التقدم بسرعة كبيرة، مؤكداً "مهما حدث، ستكون هجماتنا المضادة قاب قوسين أو أدنى قريباً".
وأعرب رودنيانسكي عن إحباطه من وصول الأسلحة الغربية "بعد فوات الأوان"، وأوضح "لقد بدأت بالوصول ولكن للأسف متأخرة، وهذه مأساة، كان من الممكن أن نبدأ في تدريب قواتنا، أو إرسالها إلى ألمانيا قبل أشهر من أجل الاستعداد، لكننا الآن نواجه هذا التأخير، وروسيا تحاول استغلال ذلك الجدول الزمني لمصلحتها الخاصة".
إشارات كئيبة
وفي سياق منفصل، قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن "كييف أرسلت إشارات كئيبة حول عدم قدرتها على الدفاع عن مدينة باخموت المحاصرة"، وذكرت المجلة أن عدداً من المسؤولين الأوكرانيين أشاروا إلى احتمال "إجبار" بلادهم على ترك باخموت لصالح الروس، بعد ضغط روسي واسع النطاق للسيطرة على المدينة التي تمنحها فوزاً استراتيجياً مهماً بعد سلسلة انتكاسات، حيث تعتبر باخموت مفتاح السيطرة على مقاطعة دونيتسك.
وزعم "معهد دراسة الحرب"، ومقره واشنطن، أن القوات الروسية المتمركزة حول باخموت تتبنى تكتيكات استخدمتها مجموعة "فاغنر"، بما في ذلك الهجمات الأمامية من قبل مجموعات أصغر، وذلك بعدما تضاءلت مخزونات المدفعية الروسية خلال القتال الذي دام 6 أشهر للسيطرة على المدينة.
وأوضحت المجلة أن روسيا ترسل قواتها إلى معركة مدينة باخموت منذ يوليو(تموز) العام الماضي، للسيطرة على مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك (منطقة دونباس)، لتحقيق أهداف الحرب المعلنة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

نيسان ـ نشر في 2023-03-01 الساعة 13:17

الكلمات الأكثر بحثاً