اتصل بنا
 

نعيش المستقبل في الصين

نيسان ـ نشر في 2023-03-01 الساعة 13:34

x
نيسان ـ بقلم لين زياد أصلان
عندما نذكر الصين، يخطر في بال الكثيرين التاريخ العريق والحضارة القديمة والثقافة المميزة وأيضاً اقتصادها المتقدم والصناعات المتنوعة والتكنولوجيا، لكن هل تظنون أن التطور في الصين قد توقف على المباني الضخمة والاختراعات الإلكترونية؟ وهل تعلمون كيف يعيش الصينيون يومهم في ظل هذا التطور؟
من خلال تجربتي في الصين سألخص لكم الحياة اليومية التي نعيشها هنا بجملة واحدة فقط وهي "هاتف نقال كفيل بحل كل شيء" حرفياً كل شيء! كل ما يخطر وما لا يخطر في أذهانكم.
فمثلاً الدفع الالكتروني الذي يعتبر الآن من أحدث طرق الدفع بالعالم، قد انتشر في الصين منذ عام 2013، أما الآن فأصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا في الصين. الدفع الإلكتروني في الصين لا يقتصر فقط على الاماكن عالية المستوى والمدن الكبرى، وهذه من أكثر الأشياء التي أثارت إعجابي في الصين حيث يمكننا أن ندفع بواسطة الهاتف النقال حتى في أبسط وأكثر الأماكن شعبية كأسواق الخضار والقرى وغيرها. وتتم عملية الدفع هذه من خلال تطبيقات معينة، التي تكون موصولة بالحساب البنكي ومن خلال مسحة الرمز (الكود) يتم تحديد المبلغ المطلوب دفعه ويتم السحب من البنك إلكترونياً.
أما بالنسبة لاستخدامات الدفع الالكتروني الأخرى، فلدينا أيضاً المواصلات بأشكالها المختلفة، حيث تعتبر المواصلات من أهم مظاهر التسهيلات التي حققها الدفع الإلكتروني في الصين، حيث يمكننا أن نجد في محطات المترو والحافلات العمومية جهازا خاصا يقوم بمسح الرمز على الهواتف النقالة وذلك بسعر محدد يتم سحبه من البنك. أما بالنسبة للقطارات والطائرات ووسائل النقل الأخرى هنا سندخل في عالم آخر من التسهيلات في الصين وهي الحجوزات من خلال الهاتف النقال، حيث يمكن أن نحجز كل ما يتعلق بالرحلات والسياحة والتذاكر وغيرها من الخدمات. ليس هذا فحسب بل يمكننا أيضاً أن نحجز موعدا في المستشفى فقط من خلال كبسة زر ونتفادى الطوابير الطويلة والإجراءات المعقدة، كما يمكن استشارة الأطباء أيضا من خلال تطبيقات خاصة. في الصين تدخل التكنولوجيا في كل التفاصيل الكبيرة والصغيرة، وتستخدم الرموز على الهواتف النقالة لأغراض الأمن والسلامة في المجتمعات السكنية أيضاً، فمثلاً على بوابة المجمع السكني والمصاعد هناك أجهزة للتعرف على الرموز الموجودة على هواتف السكان ومسحها ليتمكنوا من الدخول. ما ذكرته هو مجرد أمثلة بسيطة على التطور التكنولوجي الهائل الذي دخل في حياتنا اليومية في الصين وجعل "الحياة الذكية" عنوانا للحياة المريحة. حيث أصبحت هذه الحياة المريحة والسلسة، هي من أكثر الأشياء التي تجذب الأجانب ومنهم غير الناطقين باللغة الصينية للعيش والاستقرار في الصين.
الصين دولة تسعى دائماً إلى الأفضل والتقدم المستمر، فهناك دائماً خطط واختراعات تجعلها تسبق العصر بآلاف الأميال. في العديد من الأماكن في الصين يمكننا رؤية الرجال الآليين (الروبوت) اللذين يعملون في قطاع الخدمات، فمن الممكن أن تكون في غرفة الفندق ويأتي رجل آلي لطيف لتوصيل طلبية الطعام ويقول لك بكل لطافة: "شكرا على الانتظار، أتمنى لك يوما سعيدا". بالنسبة للصينين هذا ليس شيئاً مثيرا للدهشة بعد الآن. ففي السنوات الأخيرة طورت الصين مجال السيارات ذاتية القيادة ومرت هذه السيارات بالعديد من الاختبارات والتجارب، وفي عام 2022 أصبحت هذه السيارات موضع اهتمام للكثيرين، ففي العديد من المدن كمدينة ووهان وتشونتشينغ بدأ تفعيل واستخدام هذه السيارات ذاتية القيادة بالكامل (بدون موظف الأمان)، أما في العاصمة بكين فإن الدفعة الأولى من السيارات ذاتية القيادة بالكامل هي الآن في طور التجربة.
بعد تجربتي للسيارات ذاتية القيادة، بصراحة لم أكن أتوقع هذه الدرجة العالية من السلاسة والدقة في القيادة، حيث كان ينتابني التوتر والقلق في البداية، لكن في غضون دقائق قليلة بدأت أشعر بالراحة والأمان وبدأت أثق تماماً بقدرات هذه السيارة العجيبة، لدرجة أنني نسيت تماماً عدم وجود السائق!
عندما قمت بتصوير الفيديوهات القصيرة أعلاه تذكرت بعض مقاطع فيديو "التحديات" المنتشرة بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثلا تحدي قضاء يوم كامل باستخدام الهاتف النقال فقط وغيرها. الصين بكل بساطة، جعلت من التحدي واقعاً!

نيسان ـ نشر في 2023-03-01 الساعة 13:34


رأي:

الكلمات الأكثر بحثاً