اتصل بنا
 

الملك يعمل بيده

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2023-03-06 الساعة 07:47

نيسان ـ منذ أشهر وتحديدا منذ أن أرسل الملك رسالة واضحة للحكومة بضرورة البدء بوضع البرنامج التنفيذي لخطة التحديث الاقتصادي بعد ضياع أشهر دون تحقق هذا نلاحظ جميعا المتابعة على مدار الأيام لما تقوم به الحكومة في تنفيذ رؤى التحديث الاقتصادي والإداري، وهناك كل أسبوع على الأقل اجتماع مع جزء من الحكومة للمتابعة ومعرفة ماذا تم.
الملك دائما يتابع أعمال الدولة لكنه يتعامل هذه المرة بشكل حثيث وهناك كل أسبوع اجتماع واحد على الأقل مع جزء من الحكومة لمتابعة ماذا تم وماذا لم يتم، وهذا أثمر نشاطا حكوميا متتابعا أشاد به الملك في اجتماع السبت الماضي، فالملك يشتغل بيده ويدخل في عملية التنفيذ بكل تفاصيلها لأنه لايريد أن تتكرر عملية تضييع أي وقت، فنحن في وضع لا نملك فيه ترف إضاعة أشهر دون عمل شيء، والملك الذي أطلق مشروع التحديث بمساراته الثلاث يعلم معنى المشروع وتأثيره على مسار الدولة، ويريده مشروعا للدولة وبرنامجا للحكومات تقوم كل حكومة بتنفيذه مادامت موجودة.
مؤكدا أن برنامج عمل الملك اليومي والشهري والسنوي مكتظ بقضايا خارجية وداخلية مهمة، بل إن القضايا الخارجية هي من صلب قضايانا الداخلية مثل ملف فلسطين وسورية والعراق وتداخل الأزمات هناك مع أمننا واقتصادنا، وهنالك علاقات دولية تحتاج كل يوم للمتابعة لخدمة مصالح الأردن، وهناك مؤسسات عسكرية مهمة يتابع عملها وتطويرها وكل تفاصيلها، وهناك العلاقة مع الأردنيين والتواصل معهم، لكن أن يعطي الملك كل هذا الاهتمام وأن يتابع أسبوعيا وربما كل يوم ماذا تم فهذا يؤشر على ما يأمله الملك من مسارات التحديث لتطوير عمل الدولة اقتصاديا وسياسيا وإداريا، وأيضا لأنه لا يريد أن يترك الأمور ثم يجد بعد ذلك أن الأمور لا تسير كما يجب، ولهذا فهو موجود في كل التفاصيل ولا يترك لأي مسؤول تنفيذي الفرصة لأي تقصير أو اضاعة وقت لأي سبب.
تجربة طويلة مع حكومات كانت التوجيهات الملكية لها بالنزول آلة الميدان لكنها تنسى أو تكون استجابتها ضعيفة، وكلما أعاد الملك التأكيد شهدنا تواصلا محدودا، وكذلك تجربة برامج التحديث ولهذا فالملك لا يريد أن يعطي للمسؤولين التنفيذيين إلا فرصة العمل وأداء واجبهم مع أن هذا جهد يفترض تلقائيا أن تقوم به الحكومات وتخفف بعض الأعباء عن الملك.
عندما يرى الناس الملك حاضرا ومتابعا لكل أمر فإنهم يطمئنون إلى أن الإنجاز يكون أفضل وأسرع، وإن الأفكار الكبيرة التي تخدم مسار الدولة لاتضيع أو تتراكم ورقا مع آلاف الخطط والاستراتيجيات التي كانت عبر عقود مضت.
الغد

نيسان ـ نشر في 2023-03-06 الساعة 07:47


رأي: سميح المعايطة كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً