عبد المجيد عصر المجالي يكتب: انا ترباية مرة
نيسان ـ نشر في 2023-03-08 الساعة 19:18
نيسان ـ كتب عبد المجيد عصر المجالي
مثلما يحدث في أي مجتمع شرقي، لطالما سمعت عبارة " ترباية مرة"، تلك الذي كان الآخر يرميني بها ظنًا منه أنه يعيبني ويزدريني، لكنها كانت تُفرحني كأني أُوتيت كتابي بيميني !
أنا " ترباية مرة" علمتني أن الله لا يضيع أجر المحسنين : " يُمه اعملوا خير يتخبالكم، وإذا ما تلقوه فيكم تلقوه بعيالكم"، أنا "ترباية مرة" كانت تسأل شقيقاتي بعد أن يلدن للمرة الأولى: " الخلفة توجع؟"، وحين تهز الواحدة منهن رأسها بـ (نعم) كانت تقول : ترى عمتك حست بنفس الوجع يوم خلفت جوزك، خلي سعرها من سعري عندك"
أنا " ترباية مرة" علمتني أن التطاول على أعراض الناس دينٌ يسده الإنسان من عِرضه، وأن الجزاء من جنس العمل في كل شيء، فمن ستر يُستر، ومن جبر يُجبر ، ومن كسر يُكسر، ومن صلح قلبه صلح دربه : "ربنا رب قلوب يُمه يا حبيبي ".
أنا "ترباية مرة" علمتني أن أحكم على الأشياء بعين شقيقاتي، فالحياة من زاوية رؤيتهن أكثر رحمة وحنية، لم تقدمني يومًا عليهن، ولم تؤخرني، وكانت بين ذلك قواما !
أنا "ترباية مرة" علمتني أن أُصعر خدي لأهل العفاف والكفاف :" يُمه إلي بحن ع الناس ربنا بحنن عليه"، لكنها في الوقت نفسه علمتني الندية لأيٍ كان: " ترى ما حد أحسن منك.. كلكم عيال تسعة" !
أنا "ترباية مرة" كانت تناديني "يابا" تعويضًا عن أب رحل قبل الأوان بكثير، وتناديني " يُمه" فأشعر أن لقلبي جناحين ويطير !
أنا " ترباية مرة" لم تكن تكتب، لكنها كانت تضع النقود المعدنية في جيبي كلما أنهيت واجب النسخ، ولم تكن تقرأ، لكن قصار السور بصوتها كانت رداءً يحفظ روحي فلا تتسخ !
أنا "ترباية مرة" علمتني أن الطرق المستقيمة أسهل وإن طالت، وأن الغايات النبيلة أجمل وإن استحالت، وأن كلمة الحق أسلم وإن زادت الأوجاع وتوالت !
أنا " ترباية مرة" لولاها لكنتُ نسيًا منسيا، ولولا النساء بالمجمل لكانت حياتنا مُظلمة، مُزرية، وعبثية !
مثلما يحدث في أي مجتمع شرقي، لطالما سمعت عبارة " ترباية مرة"، تلك الذي كان الآخر يرميني بها ظنًا منه أنه يعيبني ويزدريني، لكنها كانت تُفرحني كأني أُوتيت كتابي بيميني !
أنا " ترباية مرة" علمتني أن الله لا يضيع أجر المحسنين : " يُمه اعملوا خير يتخبالكم، وإذا ما تلقوه فيكم تلقوه بعيالكم"، أنا "ترباية مرة" كانت تسأل شقيقاتي بعد أن يلدن للمرة الأولى: " الخلفة توجع؟"، وحين تهز الواحدة منهن رأسها بـ (نعم) كانت تقول : ترى عمتك حست بنفس الوجع يوم خلفت جوزك، خلي سعرها من سعري عندك"
أنا " ترباية مرة" علمتني أن التطاول على أعراض الناس دينٌ يسده الإنسان من عِرضه، وأن الجزاء من جنس العمل في كل شيء، فمن ستر يُستر، ومن جبر يُجبر ، ومن كسر يُكسر، ومن صلح قلبه صلح دربه : "ربنا رب قلوب يُمه يا حبيبي ".
أنا "ترباية مرة" علمتني أن أحكم على الأشياء بعين شقيقاتي، فالحياة من زاوية رؤيتهن أكثر رحمة وحنية، لم تقدمني يومًا عليهن، ولم تؤخرني، وكانت بين ذلك قواما !
أنا "ترباية مرة" علمتني أن أُصعر خدي لأهل العفاف والكفاف :" يُمه إلي بحن ع الناس ربنا بحنن عليه"، لكنها في الوقت نفسه علمتني الندية لأيٍ كان: " ترى ما حد أحسن منك.. كلكم عيال تسعة" !
أنا "ترباية مرة" كانت تناديني "يابا" تعويضًا عن أب رحل قبل الأوان بكثير، وتناديني " يُمه" فأشعر أن لقلبي جناحين ويطير !
أنا " ترباية مرة" لم تكن تكتب، لكنها كانت تضع النقود المعدنية في جيبي كلما أنهيت واجب النسخ، ولم تكن تقرأ، لكن قصار السور بصوتها كانت رداءً يحفظ روحي فلا تتسخ !
أنا "ترباية مرة" علمتني أن الطرق المستقيمة أسهل وإن طالت، وأن الغايات النبيلة أجمل وإن استحالت، وأن كلمة الحق أسلم وإن زادت الأوجاع وتوالت !
أنا " ترباية مرة" لولاها لكنتُ نسيًا منسيا، ولولا النساء بالمجمل لكانت حياتنا مُظلمة، مُزرية، وعبثية !
نيسان ـ نشر في 2023-03-08 الساعة 19:18
رأي: عبدالمجيد عصر المجالي


