اتصل بنا
 

أعمال أنسي الحاج الشعرية تشهد على التأسيس والريادة

نيسان ـ اندبندنت ـ نشر في 2023-03-11 الساعة 17:44

x
نيسان ـ يمثل صدور طبعة جديدة من الأعمال الكاملة للشاعر اللبناني الكبير أنسي الحاج (1937 ــ 2014) عن "دار المتوسط"، مناسبة تستحق احتفاء يليق بمشروع رائد ومؤسس في شعريتنا العربية. فما زال نص أنسي يتناسل في نصوص عشرات من تلامذته في كل أرجاء عالمنا من مشرقه إلى مغربه. ولعل تجديد التذكير بأنسي تزحزح، بشكل ما، نبرة الأسي الممض التي تسربت في مقدمته الفاتنة والقاسية لكتابه "خواتم". فعلى رغم أن تلك المقدمة صدرت في وقت متأخر من دعوات سطوة العلم، إلا أنها تزامنت مع محاولات القوى التي ترعى النظام في هذا العالم تحطيم المراكز الحضارية التاريخية تعزيزاً لمفاهيم خرقاء عن فلسفة ما بعد التاريخ التي أطلقها عدد من المفكرين ممن بارت سلعتهم بعد أقل من عقدين من الزمان على إطلاقها.
لقد حاولت تلك القوى تعميق مذلة الهويات المجرحة تحت سطوة عولمة المعرفة، وكل ذلك كان يمثل نبوءة بتأويلات جارحة لقدرة فنون اللغة عامة والشعر على نحو التخصيص على التعبير عن التحولات التي أحدثها العالم الرقمي بمجازاته اليومية كافة التي تنحو إلى ابتذال المعنى، في ما سماه أنسي: "إفلات الظواهر والحقائق من محيط الكلمة"، بحيث يتساءل: "ألم تعد الكلمات تبلو الحقائق وتبدعها؟ هل حلت الرياضيات محلها؟". لكن ألم أنسي في كتابه "خواتم" لم يكن ألماً يخص شكلاً شعرياً بعينه بل يخص موقف المؤسسات النافذة من فكرة الشعر، على اتساعها وتعقيداتها، باعتبارها فكرة رعوية غير مدينية، تمتح من الماضي ولا تستجيب لحاجات عصورنا الرقمية. فطبقاً لنوازع رجال المال، يجب أن تعم الفلسفة النفعية حتى لو سادت معها الحكمة السيئة. من هنا بدت مقولة والاس فاولي أن معجزة الشعر تكمن في خلوه من المنفعة محط سخرية كثيرين. والشاعر قطعاً ليس طفلاً في متاهة حتى لو بدا نصه منطلقاً من فطرية ساذجة لاسيما في تماهيه مع قيم الماضي، ومع ذلك باتت فكرة الشاعر "القدسي" بحسب وصف والت ويتمان، تخضع لمراجعات غير أمينة من كيانات ساحقة وبلا قلب، لم تساهم سوى في تعميق اغتراب الإنسان كنتاج لسياسة سوقية تجهل حاجات الناس، و"تخضع كل شيء لقانون المنافسة" كما يقول أرنست فيشر.

إن تغول تلك الكيانات الحاكمة ولا إنسانيتها دفعا الشعراء إلى محاولة خلق عالم مواز يستعاد فيه المثال الأفلاطوني، كما فعل شعراء الرومانسية الألمانية الذين هربوا من الحاضر الفج إلى الماضي السحيق، حتى أسرف بعضهم على نفسه، فدعا للعودة إلى القرون الوسطى. ولا ينكر أنسي أن أسباباً من هذا النوع كانت كفيلة بانقطاعه عن الكتابة لسنوات عدة قبل أن يتجاسر وينشر كتابه أو ديوانه "خواتم" في جزئيه العظيمين. لذلك فهو يشير صراحة في مقدمته إلى أنه كتب ديوانه "في صميم معاناة هذه المشكلة وبعد صمت طويل". ثم يضيف: "كنت وما زلت، كلما كتبت عبارة بعد ذلك الصمت أفعل كعائد من الموت أو كمزمع على العودة إليه". وأنسي، لمن يقرأه، لا يخشى اختفاء الفن وحلول ذلك الواقع المشوه محله، لأنه اكتشف مبكراً أكاذيب تلك القوى وأشار بإصبع الحقيقة إلى أن "تلك الديمقراطية الزائفة لم يكن دورها أكثر من أنها" بذلت الكلام وقزمت ورخصت وتجرت وقذفت كل شيء في سباق سرعة بلهاء قضت على التأمل وأحلت الألمعية الدجالة والانتهازية محل الصدق والعمق والجدية والشفافية".
إن مساحات الجدل التي أحاطت بمقولات شعراء كبار ومؤثرين في تاريخ الشعر الإنساني المتأفف من المدنية الحديثة، جعلت تفسيرات المؤسسات الخشنة تنحو إلى اعتبار الشعر مناهضاً للمستقبل. بالطبع ثمة تأويلات خشنة وغير أخلاقية لمقولات تخص جوهر الاعتمال الشعري، ولا يمكن اعتبارها دعوة ضد المدينية. فقد توقف أرشيبالد ماكليش كثيراً أمام تعريف غوته للمدينة باعتبارها "ذلك المكان الذي يستحيل على الشعر أن يعيش فيه"، وقال إن ثمة سخرية في زمننا من مثل هذا الصلف والغرور، لذلك فإن عالمنا يتقبل بروح مرحة فكرة نفي الشعر، واعتبار العلم هو المستقبل الذي يبلغ بالإنسان مرتبة تنأى عن مجهولات الشعراء. لكل هذه الأسباب نصادف تلك الأوصاف الدقيقة في مقدمة أنسي، عندما يتحدث عن أن البشرية تعاقب لأنها تتكلم لغة واحدة، يقصد لغة التلقي، فبدلاً من أن تأخذنا تلك الوحدة البشرية إلى مزيد من الحرية والاستقلال تسوقنا "إلى حظائر الاستعباد". ويعلل أنسي ذلك الموقف بأن العالم الجديد "يروج للنمط الواحد وأحادية التقليد، وببغاوية التصرف والسلوك". ولاشك أن تلك المقدمة تذكرنا بموقف كثير من الشعراء والنقاد الذين نعوا الشعر ربما في تاريخ مبكر عما طرحة أنسي الحاج. وقد نكون في حاجة إلى التذكير بتلك الكلمة المهمة التي قرأها الشاعر الفرنسي سان جون بيرس في حفلة تسلمه جائزة نوبل في عام 1960 عندما أشار إلى أن "الحظوة ليست دائماً للشعر ذلك أن التباعد مستمر، في ما يبدو، بين العمل الشعري ومجتمع تستعبده الضرورات المادية، إنه انفصال يقبله الشاعر ولا يطلبه".
سطوة مشروع وشاعر

لماذا يمارس مشروع أنسي الحاج تلك السطوة على أجيال متباينة المعارف والانتماءات، على تعدد جغرافيتهم؟ هذا السؤال واجهه عشرات من الشعراء، لاسيما عبر تلك المنصات المسمومة التي يتربع على قمتها محافظون يرتدون الجبة أسفل بذلاتهم الأنيقة. ويحق لي ولغيري، في المقابل، أن نسأل هؤلاء: ما الذي قدمتم أنتم من أجل المستقبل؟ ولأن ثمة حياء يمنعني وغيري من الرد على هؤلاء الموتى، إلا أننا يمكننا، بدرجة أكثر حياء، أن نعيد على مسامعهم مقولة يسوع المسيح: اذهبوا أيها الموتى لتدفنوا موتاكم. أما أنسي الذي كتب أخطر بيانات الشعر العربي الحديث ولم يكن قد تجاوز الـ27 من عمره، فقد كان يدرك حجم ما ينتظره مع رفاقه في "جماعة شعر" من مصير. لقد كانت اللحظة التي أطلق فيها أنسي بيانه الأشهر كمقدمة لديوانه الأول "لن" "1960 تجابه مداً قومياً عاتياً احتفى بغوغائية الشعار بأكثر من احتفائه بالمضامين، فكان الحضور الكاسح لطنطنات شعرية رنانة المظهر فارغة الجوهر، وهي لا شك شعرية مصنوعة أو مصطنعة بتعبير" ابن سلام الجمحي "الذي سبقنا إلى وصف تلك الشعرية بأنها شعرية لا خير فيها حتى لو استحسنها عوام الناس.
لذلك بدا أنسي ورفاقه بعيدين من مراكز التأثير، على رغم طليعية دعوتهم للعودة بالشعر إلى مظانه باعتباره ابن لغة تطورت وخاصمت لغة التأليه في كل شعريات العالم الحديث. في المقابل توسعت ظلال ثورات التحرر بعامة ما ساهم في مزيد من نأي الشعر بعيداً من غاياته، وظل أجيراً لدى أنظمة وحكام وخطابات غوغائية لا تؤمن بالصوت الداخلي بل تحتقره. ومع تراجع الأوضاع السياسية وهزيمة تلك الثورات ونكوصها عن التحولات الموعودة، حتى انتهي الأمر بسقوط معظم تلك الأنظمة، بالتزامن مع تحولات نظرية المعرفة والثورة الرقمية ودعوات العولمة وتعميق اغتراب إنسان النيوليبرالية، كل هذا عزز حتمية العودة إلى الصوت الفردي المتمرد التي يراها أنسي بديلاً عن الجنون ويقول "المتمرد ينبغي أن يقف في الشارع ويشتم بصوت عال يلعن وينبئ هذه البلاد، وكل بلاد متعصبة لجهلها ورجعيتها، وهو تصور يتقاطع مع ما قاله جورج ريفي: ’إن الشاعر بقدر ما يمثل تهديداً للنزعة الامتثالية فهو أيضاً يمثل تهديداً مستمراً للطغاة‘". لذلك فإن وصف أنسي للإنسان العربي بأنه ضحية الإرهاب وسيطرة الجهل وغوغائية النخبة والرعاع على السواء كان يمثل أعلى تعبيرات الحقيقة في ذلك الوقت، ولم يكن أنسي سافراً في تهجمه على ذلك البناء الهش في جملته. فلو تأملنا البيانات التاريخية التي غيرت من مسار الشعر الإنساني مثل بيانات السوريالية أو المستقبلية الروسية وكذلك الإيطالية وبيانات حركة "بيت جنريشن" وكذلك بيانات جماعة "الفن والحرية في مصر" مثالاً، سنجد أنها جميعاً مارست أعلى درجات القسوة والسفور مع واقعها ومع النخب المحافظة. فعلى سبيل المثال جاء بيان شعراء المستقبلية الروسية "صفعة في وجه الذوق العام"، ومناهضاً لكل مظاهر التقليد بما في ذلك كبار شعراء روسيا. وقد وصف البيان الماضي بأنه "بالغ الضيق، والأكاديمية وبوشكين أقل وضوحاً من الهيروغليفية. فأطيحوا ببوشكين، بدستويڤسكي، بتولستوي... إلخ، إلخ، من سفينة الحداثة. إن من لا ينسى حبه الأول لن يتعرف على حبه الأخير".
مجلة "شعر"

أسس أنسي مع أقرانه في جماعة "شعر" في عام 1957، وأصدرت مجلتها الأشهر حاملة اسم الجماعة التي التأمت من كل من يوسف الخال، وأدونيس، وخليل حاوي، ونذير العظمة، وأسعد رزوقة، وخالدة سعيد، وشوقي أبي شقرا، وعصام محفوظ، ومحمد الماغوط، وجبرا إبراهيم جبرا، وفؤاد رفقة. غير أن معضلة أنسي ورفاقه كانت تكمن في جذرية الطرح الجمالي الذي صاحب دعوتهم لقصيدة النثر، وقد ظل السؤال المؤرق الذي طرحه أنسي في بيانه: "هل يمكن أن نخرج من النثر قصيدة؟ سؤالاً جوهرياً حتى لحظتنا الراهنة لاسيما في تعدد مصادر إجابته". وعلى رغم أن المقدمة تشير إلى الفوارق النوعية بين طبيعة النثر وبين طبيعة الشعر، إلا أن أنسي قدم إجابة مبكرة على هذا التساؤل، ولن ينتقص منها اتهامه بالتأثر بالرمزية الفرنسية أو انفتاحه على ثقافات متعددة ونوعية، استطاعت تحطيم قيودها في وقت مبكر من القرن الـ17. ويجيب أنسي بأن "قصيدة النثر وحدة واحدة لا شقوق بين أضلاعها وتأثيرها يقع ككل لا كأجزاء، لا كأبيات وألفاظ". من هنا كان تصور أنسي بأن العناصر النثرية يجب أن تدخل في "كتلة لا زمنية"، وهذا هو الطريق لتخليص اللغة من وظائفها النثرية المحضة.
ويضرب مثالاً على ذلك بدخول عناصر مفسدة للشعرية مثل السرد والوصف باعتبارهما عنصرين يحملان معنى التقريرية والإنشاء. غير أن انسحار أنسي بكتاب سوزان برنار "قصيد النثر من بودلير إلى أيامنا" لم يكن قيداً على تصوراته عن مصادر إنتاج الشعرية، فكان بين أول من ضربوا عرض الحائط بالمواصفات الثلاث التي طرحتها برنار تمييزاً لقصيدة النثر عن غيرها من الأشكال الشعرية، التي حددتها في الإيجاز، والتوهج، والمجانية، كما أشار أنسي في مقدمته إلى حديث إدغار آلان بو عن ضرورة أن تكون قصيدة النثر بالضرورة قصيرة لأن التطويل يفقدها وحدتها. ومع ذلك نطالع قصائد لأنسي تصل أحياناً إلى 40 صفحة ولا تغادر في سطر واحد فكرة التكثيف التي تميز اللغة الشعرية. ربما كان منطلق أنسي في تمرده هنا اعتقاده الجازم الذي عبرت عنه مقدمة "لن" بأن الشعر ليس صاحب لسان جاهز، وليس لقصيدة النثر قانون أبدي. ولاشك أن أنسي بتصوره هذا، فتح أفقاً للتجديد أمام قصيدة النثر استمر إلى يومنا هذا، وسيستمر مع أجيال مقبلة، بحيث أن هذا التصور بات واحداً من امتيازات تلك القصيدة، فهو على الأقل جنبها الوقوع في أسر الأنماط سابقة التجهيز.
تراث المستقبل

أظن أن متابع نص أنسي الحاج سيدرك أن معالجته في قراءة سريعة كتلك القراءة عمل أخرق، وينتقص من شأن شاعره، الذي ترك لنا تراثاً باذخاً تتجدد وتلتئم أوصاله مع كل قراءة. فتأويلات نص أنسي تأخذنا بعيداً في أحايين كثيرة، مرة إلى التاريخ ومرة إلى الحروب وأخرى إلى الأساطير وكذلك الفلسفة. غير أن تطور تجربة أنسي أخذت مسارات عدة بداية من ديوانه "لن"، حيث يحاول ابتكار صورة وتخييلات غير مسبوقة الدلالة في الشعرية السائدة. فمنذ قصيدته "هوية" نجد أن فكرة إبطال الدلالة تمثل جوهراً لوعي أنسي باللغة. وإبطال الدلالة هنا يرتبط بقضية كبرى هي قضية التحليل اللساني التي سادت منذ القدم عند البلاغيين في الشرق والغرب. فعلم الدلالة كما هو مستقر يدرس "الشروط الواجب توافرها في الرمز حتى يكون قادراً على حمل المعنى". وعلم الدلالة عموما هو العلم الذي يدرس معاني الوحدات اللسانية، وهذه الوحدات قد تكون كلمات أو جملاً أو ملفوظات. غير أن أنسي لم يكن يبحث عن تعريفات امتثالية للغة، بل هدم التعريفات كافة التي من شأنها تأطير الرمز ومن ثم تقييد دلالته.

غير أن الرمز نفسه يمثل جزءاً من فكرة التخييل في نصوص أنسي، وكما يتبدى فإن التخييل لديه، بدلاً من أن يكون صراعاً مع اللا معنى حتى يتشكل في صورة غير مسبوقة، فهو يترك فجوات متعمدة في جملته الشعرية ليستكملها القارئ الذي يبدو حسب هذا المفهوم شريك في إنتاج النص وكذلك إنتاج دلالته. لنقرأ بعض الجمل من قصيدة "هوية" ونتأمل تلك الفجوات: "أهتف: النصر للعلم / سوف ينكسر العقرب، وأتذكر هذا كي أنجب بلا يأس"، "سوف يأتي زمن الأصدقاء، لكن الانتظار انتحر". لكن أنسي سرعان ما يعود إلى جوهر الشعر وتأطير دلالة الجملة الشعرية لاسيما في قصيدة "الغزو" التي تبدو فيها صورته الشعرية في طليعة التخييل المبتكر مثل قوله: "البطولة معطف الشهوة". كذلك فإن ظاهرة العنف تبدو للمرة الأولى منتجة للشعرية مثلما يتبدى في قصائد عدة منها مثالاً قصيدة "حوار" وهي حوار مع حبيبته وتنتهي إلى تفكيره في المراثي التي سيكتبها عنها "أفكر في المراثي يا حبيبتي ، أفكر في القتل". وهي قصيدة تتقارب مع قصائد عدة، لها الزخم ذاته مثل قصيدتيه "الثأر"، و"حالة حصار". الديوان كذلك يبدو على مسافة واعية وبعيدة من الغنائية والترهلات العاطفية التي تستجلب ود القارئ، كذلك يبدو مفهوم الوطن، باعتباره كان أقنوماً مقدساً في النص صاحب النزعة القوموية، ليتحول إلى مساحة من الفراغ والظلمة. يقول أنسي في قصيدته "نشيد البلاد": يا بلادي من الأعماق لا أناديك، لم أقرأ قصتك، وأتمناك رحماً لأمزقها".
يستمر ذلك التوتر في ديوان أنسي "الرأس المقطوع" مع تعمق الوعي بوظيفة اللغة في أبعادها الدلالية غير المسبوقة كافة، إلى استمرار حالة العنف الذي يعزز عداء مستبطنا للرومانسية. وهي حالة سيعود عنها أنسي في دواوينه اللاحقة حيث سنعثر على مناخات غنائية ورومانسية شديدة الخصوصية لاسيما في سرة دواوينه "ماضي الأيام الآتية"، "ماذا صنعت بالذهب؟ ماذا فعلت بالوردة؟"، ثم "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع"، وهو ديوان ملهم لعشرات الشعراء الجدد من أجيال متعاقبة إن أهم ما يمكن ملاحظته على نص أنسي هو ربطه الدلالة الشعرية للأفعال، بزمنية من نوع خاص، لاسيما وأن ربط الأفعال بأزمنتها في اللغة العربية بعيد جداً من العقل المؤسس لعلوم اللغة والفقه والفنون بعامة، باعتبار أن الزمن ليس له قيمة في ثقافتنا. فهو بحسب المعتقد الديني، زمن يعيد إنتاج نفسه. أما تخييلات أنسي البارعة فتبدو مصدراً من مصادر الشعرية الجديدة حتى لحظتنا. فعلى رغم انقطاع الدلالة عند الشاعر الكبير عن بداهتها، إلا أنه كان يصارع من أجل أن يتحول الخيال من صراع مع اللا معنى حتى يكتمل معناه، كما يقول أرشيبالد مكليش في أجلى تعريفاته لفكرة التخييل.

نيسان ـ اندبندنت ـ نشر في 2023-03-11 الساعة 17:44

الكلمات الأكثر بحثاً