اتصل بنا
 

زلزال إصلاح العلاقات السياسية والخلافات العربية

نيسان ـ نشر في 2023-03-13 الساعة 12:14

x
نيسان ـ عبد الله اليماني
الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وتركيا تبعه زلزال سياسي تجسد في فتح الرصد الذي وضع على سورية عبر إقصائها وإبعادها عن بيتها ومجتمعها العربي ، حيث تشهد سورية قطيعة عربية منذ 12 عاما . وأول زعيم عربي وعالمي فك الرصد السياسي هو جلالة الملك ( عبد الله الثاني ) الذي بادر بالاتصال الهاتفي مع أخيه سيادة الرئيس السوري الدكتور( بشار الأسد) ، ووضع إمكانات الأردن تحت تصرفه ، مما ترك أطيب الأثر في قلوب الأردنيين والسوريين ، وهذا الموقف ليس الأول ولن يكون الأخير، فالأردن لم يقطع علاقاته مع سورية. وقد أقام ( الأردن ) جسرا ( جويا وبريا ) إذ انطلقت الطائرات والحافلات محملة بمساعدات إغاثة وأدوات طبية عاجلة . وعلى المستوى الرسمي والشعبي تدفقت المساعدات لدعم المتضررين في سورية من الزلزال المدمر.
والخطوة الملكية الهاشمية لاقت إشادة دبلوماسية فقال القائم بأعمال السفير السوري ، في الأردن السفير (محمد عصام) نيال ) أن اتصال جلالة الملك ( عبد الله الثاني ) مع أخيه سيادة الرئيس ( بشار الأسد ) ، موقفا يفتخر به، إذ حمل مشاعر صادقة، وعواطف نبيلة، ومثل صورة من صور التضامن العربي ، التي نحن أحوج ما نكون إليها في ظل ما يعصف بمنطقتنا، والعالم من أزمات سياسية واقتصادية ، مؤكدا أن الخطوة حظيت بما تستحق من التقدير من قبل سيادة الرئيس بشار الأسد. ونحن ممتنون لجلالته ، وللشعب الأردني الشقيق لهذا الموقف المشرف إلى جانب الشعب السوري بتقديم كل ما هو ممكن .
وشدد قائلا : نعمل دائما على تعزيز العلاقات بين بلدينا في مختلف المجالات، بما يعود بالخير والمنفعة على الشعبين الشقيقين، والله يوفقنا لعودة الأمور قبل الحرب الإرهابية التي شنت على سورية. منوها أن ما يُسمّى بقانون ( قيصر ) هو إجراء قسري أحادي ، واللا شرعي وقانوني ، وفقا لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة والواقع أنه تسبب بضرر للأردن الشقيق، ربما بمثل ما سببه لسورية. ورفع الحصار عن سورية هو مطلب شعبي أردني .
ومن جانبه أشاد ( دبلوماسي عربي كبير ) عمل في ( عمان ) ، كان قريبا من ( الحدث ) المحلي والعربي والدولي ، بقوله : إني اعتبرها خطوة ( إيجابية و( نحن نتابع بارتياح التطورات الإيجابية ) التي تشهدها العلاقات السورية الأردنية ، وآخرها اتصال هاتفي مع الرئيس بشار الأسد، للتعزية بضحايا الزلزال المدمر، الذي ضرب سورية ، والزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأردني ، أيمن ألصفدي إلى ( دمشق ) ، ولقائه الرئيس( الأسد ) ووزير الخارجية السوري ، إضافة إلى التعاطف والدعم الرسمي والشعبي الواسعين المقدرين ، مع (أشقائهم السوريين ) في هذه الظروف الصعبة.
وأضاف ( لقد توجت هذه التطورات جهودا ، دبلوماسية شكلت خطوة كبيرة ، في الاتجاه الصحيح، ونأمل أن ( يكون لها ما بعدها ) ، وان تتوج بعودة هادئة ، تبذل منذ عدة سنوات ، لـ ( إعادة ترتيب العلاقات ) بين ( دمشق وعمان ) ، بما يخدم مصالح ( البلدين والشعبين الشقيقين ) وقضايا العرب الرئيسية . ونأمل بعودة العلاقات ( السورية الأردنية ) إلى وضعها الطبيعي والأخوي ، وأن تسهم في إنهاء الوضع القائم منذ أكثر من (عقد من الزمان ) ، في العلاقات بين بعض الدول العربية)).
وزيارة مسؤول أردني ( رفيع ) المستوى ، إلى سورية ، (أيمن ألصفدي ) منذ بدء الأزمة السورية في عام 2011م . تحمل مضامين سياسية بغطاء إنساني اخوي . وأرى أن هبة المجتمع العربي ، والدولي هبة ( إنسانية ) لا تخلو من الدلالات السياسية .
زلزال إصلاح العلاقات السياسية والخلافات العربية
والانطلاقة الأردنية التي قادها الملك ( عبد الله الثاني ) ، حال وقوع الزلزال في ( 6 ) من شهر شباط الماضي، والجهود الاغاثية والدبلوماسية تسيران جنبا إلى جنب في ( خطين متوازيين ) . إذ سارعت دول عربية بإرسال كبار المسؤولين إلى سوريه ، ولدوافع ( إنسانية ) ، سارعت حوالي 16 دولة عربية إلى تقديم مساعدات عاجلة لدعم المتضررين من الزلزال ومواجهة آثاره التي ( خلّفها) .
وسياسيا : زار دمشق وفد برلماني عربي لأول مرة ، يمثل الشعوب العربية ، وقابل الوفد الرئيس( الأسد ) ، ورئيس وأعضاء مجلس الشعب السوري . وقد نقلوا رسائل من ملوكهم ورؤسائهم له تتضمن ( مواساتهم ووقوفهم وتضامنهم ) مع سورية ، فضلا عن فتح الأبواب أمام الدول العربية بإرسال كبار مسؤوليها لزيارة سورية. زيارات حملت في شقها المعلن تعاطفهم الإنساني جراء الخسائر المادية والبشرية التي خلفها الزلزال، وفي شقها السياسي على تجاوز الخلافات ، والعمل على إعادة سورية لمكانها الطبيعي في البيت العربي ، باستئناف العلاقات…

نيسان ـ نشر في 2023-03-13 الساعة 12:14


رأي:

الكلمات الأكثر بحثاً