اتصل بنا
 

هل تكون الصين وقود الحرب الروسية في أوكرانيا؟

نيسان ـ نشر في 2023-03-21 الساعة 14:54

x
نيسان ـ ماذا يحدث حين يلتقي أخطر رجلين في العالم؟ يتساءل المؤرخ الأمريكي من أصل صيني غوردون تشانغ، قبل أن يجيب: "نحن على وشك معرفة الإجابة. فقد التقى فلاديمير بوتين وشي جين بينغ وجهاً لوجه للمرة الأربعين.
يبدو أن النظام الصيني قد تجاوز خطوط جو بايدن الحمراء
تقرر عقد القمة قبل الموعد المتوقع، ذلك أن صحيفة "وول ستريت جورنال" أوردت في 21 من الشهر الماضي أن الرئيسين سيلتقيان "إما في أبريل (نيسان) وإما بداية مايو (أيار)".وأعلن عن اللقاء قبل ساعات من إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أمراً بالقبض على بوتين، بتهمة تهجير الأطفال الأوكرانيين. وكان على موسكو وبكين أن تعرفا أن الأمر سيعلن قريباً، ما يجعل هذه الرحلة طريقة تعبر بها الصين عن دعمها لجرائم الحرب الروسية المفترضة في أوكرانيا.
وأثناء اللقاء سيُعرب كل من شي وبوتين عن دعمهما لبعضهما، وتتوقع وسائل الإعلام الروسية أن يقوما بتوقيع اتفاقيات مهمة.

خطة سلام
وأكد مؤلف كتاب الانهيار القادم للصين The Coming Collapse of China في مقاله بموقع "1945" الأمريكي أنه تتخلل القمة مباحثات عن خطة السلام التي اقترحتها بكين، والمكونة من 12 نقطة تحت عنوان "موقف الصين من التسوية السياسية لأزمة أوكرانيا".
وسيقوم شي بلا شك بالحث على الموافقة على اقتراحه لدعم نجاح الصفقة بين إيران والسعودية التي توسط فيها دبلوماسيون صينيون.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن الاقتراح الصيني "قوبل بالتجاهل" لسبب وجيه. ووصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي دعوة الصين لوقف إطلاق النار الفوري، بأنه "إقرار بانتصار روسيا". وقال إن وقف القتال سيتيح الفرصة أمام القوات الروسية للتعافي "كي تبدأ مجدداً في مهاجمة أوكرانيا، وفي الوقت الذي يناسبها".

حقائق عن الدعم الصيني للحرب في أوكرانيا
يقول المراقبون إن أوكرانيا حققت تقدماً في ميدان المعركة، وهو ما تعلمه بكين. كما أن السماح لروسيا بإعادة تنظيم أمورها يفيد فقط الطرفين الروسي والصيني. وفي واقع الأمر، تخوض أوكرانيا حرباً بالوكالة بين القوى العظمى، وتدعم الصين روسيا في هذه الحرب.
وتعلم كل من الصين وروسيا مكاسب تلك الحرب؛ إذ يريد بوتين الاستيلاء على أوكرانيا، وتدعمه الصين بقوة. فعلى سبيل المثال، أعطت الصين الضوء الأخضر لغزو أوكرانيا، كما أصدرت روسيا والصين بياناً مشتركاً مكوناً من 5300 كلمة بعد لقاء بوتين وشي في 4 فبراير (شباط) 2022، أي قبل 20 يوماً على الهجوم الروسي. من هذا المنطلق، أعلنت الدولتان قيام شراكة "بلا حدود" بينهما.
ولا تنطوي عبارة "بلا حدود" على أي مبالغة: فها هي الصين تمول الحرب الروسية بزيادة عمليات شراء السلع.
ويضاف إلى هذا أن بكين راحت تقدم خدمات مالية لروسيا، بعد أن قامت أمريكا وشركاؤها بحظر البنوك والمؤسسات الروسية.
كما تضع بكين دبلوماسيين في خدمة موسكو، وتقوم وسائل الإعلام الخاصة بالحكومة المركزية والحزب الشيوعي في الصين بتضخيم المعلومات المغلوطة حول الحرب الروسية، علاوة على تقديم الصين مساعدات فتاكة.
وأفاد أحد التقارير أن الصين أمدت روسيا بإحداثيات مكانية مستقاة من المسيرات الصينية التي تستخدمها أوكرانيا، كي تتخلص من مشغلي تلك المسيرات. ومؤخراً، أشارت بعض الدلائل إلى أن الصين باعت مسيرات لـ "فاغنر غروب" الروسية.
ولم تنفك بكين تمد روسيا باحتياجاتها الفورية. ففي نوفمبر (تشرين الثاني)، أوضح موقع "ديفنس إكسبرس" الأوكراني أن طائرة شحن من طراز An-124 تنقل المنتجات الحربية من مدينة تشنجتشو الصينية إلى روسيا يومياً، وأن الطائرات الروسية تغلق أجهزة الإرسال والاستقبال حين تقلع. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أفاد موقع "ذا واشنطن فري بيكون" أن الطائرات كانت تحمل ذخيرة وأشياء أخرى.
ولطالما رفضت إدارة بايدن الاعتراف بمساعدات الصين الفتاكة، قائلة إن بكين تفكر في تقديمها. أما الآن، فقد صارت واشنطن مضطرة للاعتراف بذلك. وفي منتصف هذا الشهر، أفادت وكالة "كيودو نيوز" أن الولايات المتحدة أكدت وجود بقايا ذخيرة صينية في ميادين القتال الأوكرانية".

تجاوز الخطوط الحمراء
ووفق الكاتب، يبدو أن النظام الصيني قد تجاوز خطوط جو بايدن الحمراء، وأن القيادة الصينية قلقة بشأن ما سيحدث، ما يفسر أيضاً توقيت رحلة شي إلى موسكو.
على أي حال، يقول الكاتب، يبدو أن هناك سياسات تنسيقية بين بوتين وشي من شأنها تقسيم النظام العالمي إلى معسكرات، بحيث تصبح الدولتان مركزاً للمحور الجديد. من ثم، يبدو أن الحرب الأوكرانية هي أولى الصراعات الدائرة في عالم منقسم، ما يجعل البعض يطلق عليها "الحرب الباردة الثانية".
وفي مايو (أيار) الماضي، صرح هنري كيسنجر لصحيفة "فاينانشيال تايمز" أننا نعيش حقبة جديدة".

جو بايدن متذبذب
في مستهل هذه الحقبة، أخذت روسيا والصين المبادرة. على الجانب الآخر، لا يعلم الرئيس بايدن ما يجب أن يفعله، إذ يحتاج العالم الحر لرئيس مثل رونالد ريغان، لا مثل جيمي كارتر. وفي اللحظة الحالية، يشبه بايدن كارتر!
كما تتشابه هذه الحقبة مع نهاية ثلاثينيات القرن العشرين، حين اضطربت دول الغرب الديمقراطية الكبرى.
وتُحرك روسيا والصين الأحداث، إذ وصفت وزارة الخارجية الصينية زيارة شي لموسكو بأنها "رحلة غرضها الصداقة" وأنها "سترسّخ الثقة والتفاهم المتبادلين بين الصين وروسيا وتقوي الأسس السياسية والدعم الشعبي للصداقة الطويلة الأمد بين الشعبين".
وترى بكين أن الحقبة الجديدة ستستمر لمدة طويلة. من ثم، ما سيفعله الرئيس الأمريكي في هذه اللحظة سيؤثر على الأجيال القادمة.

نيسان ـ نشر في 2023-03-21 الساعة 14:54

الكلمات الأكثر بحثاً