يا أمي ؛ كل الألام استفاقت مرة واحدة

نيسان ـ أنا مؤمن بالله ..واعلم انه لم يعد بإمكاني أن أقبل رأسك أو يديك، في أي وقت ولا حتى في مثل هذا اليوم، واكتفي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم :" إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث" والدعاء إلى الله أن يرحمك ويتغمدك بواسع رحمته.
مازلت طفلك وافتقدك كلما قرأت كتابات الاخرين لأمهاتهم أغبطهم على أحضان أمهاتهم في أعيادهن ومناسباتهم ، دام فضل الله عليهن ورحمك الله رحمة واسعة
صدقيني، ما زلت أشعر بدفء وحنان حضنك كلما قست عليَ الحياة واهرب اليك واسمعك تقرأين المعوذات وتهدهدين عليّ بـ "الله يرضى عليك .."
يا أم ، وإن رحل الجسد، الطاهر الجميل ، فـ "الحاكورة " تألفك و "الحوش"، والدار والأولاد والجيران والاهل والعشيرة، يا جميلة الجميلات .. الاسم الحميل (هدى ) والرسم ايضاً : الجسم نحيل و دقيق و رشيق، سبحان الله الذي رسم العيون الزرقاءوالوجه الابيض الصبوح المائل إلى الحمرة، الذي اكتمل بمعاني الخجل، والرقة، والإيمان.
كانت أمي تنتظرني كعاشقٍ، فهي ترقب السماء العالية، بيدين ملؤها الإيمان والأمل، امي وفّيه لدنياها ولم تخلع "المدرقة" السوداء ، وفاء لحزن قديم وفيه شهداء الكرامة والترمل وسنوات عجاف، الا عندما غادرت إلى الاخرة،
امي خلقتي دائما مساحات من الفرح ونمت ابتسامتك كـ وردة جورية على حافّة الطريق، ومنذ العام 20/3/2021، وانا منغمسا بالغياب، ويجيءُ العيد بملامح قاسية، وأنا أكثر حنينا واغترابا.
-رحمك الله - امي، طالما توكأت على ظمأ الصبر، وعزم الايمان .. عيدك يعيد حكاية الذين مروا من هنا وطنوا المكان، و يتصفح سنوات من اللهاث والتعب، الفقر وضحكات الاطفال و تراويد النشميات ايام الحصاد وافراح الاحبة الذي اختلط بقدوم الحلال والضيوف ..
يا أمي ؛ كل الألام استفاقت مرة واحدة، حين جاءت الذكرى
رحمك الله يا أمي وكل عام وأنتن بخير يا امهات البشر!