خُــذونا إلى البحر للأديب الأردني ماجد شاهين
نيسان ـ نشر في 2015-10-26 الساعة 20:29
( 1 ) كومة من غبار !
و عـُدْت ُ ،
بـ ِ يد ٍ بدت فارغة ً
لكنّها تلوّح
كلّما لاح للقلب رفيق !
و عدت ُ بيد ٍ أخرى
تتدلّى منها سلّة القش ّ
تحملني و أحملها
أركنها إلى الرصيف
وأنقلها إلى يدي الثانية
التي تعبت من الفراغ
و لم تتعب من المرحبا !
و عدت ُ بقميص ٍ أنهكه العرق ُ
و ساقين لم يتعبا
لكن ّ الرصيف أرهقته زوامير المركبات
و رائحة الباعة
و نساء يستجدين
و أولاد يلهون في انتظار فرجة ٍ في الشاشات !
كلهم يتفرّجون
الأولاد ُ
والبلاد ُ
و الباعة ُ
و النساء المستعطيات ُ
وأنا لا أفقد فرجتي ،
ولا أفقد سلّتي
وما شربت ُ كأسا ً
أو ارتويت منها
إلا كانت بالشوق مُترعة ْ!
و عُدْت ُ ،
بــ ِ كومةٍ من غبار السوق
و فكرة ٍ عن الأحوال
و فكرة ٍ عن الهاربين من البيوت
و الحيطان
أو من شبابيك ٍ قليلة ٍ
و زوايا القلوب ِ المتعَبة !
و عـُدت ُ
بــ ِ سلّة القش ّ العتيقة
نصفها فارغ ٌ
و نصفها الآخر
مكتظ ّ بــ ِ حكايا الناس الموجعة ْ !
( 2 ) طريق ٌ في دربنا !
لأنـّك غِبت
أو تأخـّرت قليلا ً ،
لا صوت للعصافير في النافذة
لا ماء ترق ّ للعازف ِ ،
و لا ثغاء يدنو من عشب الجوار
و لا طريق إلى دربنا
و لا خطى صاعدة ْ !
لأنـّك تأخـرت قليلا ً
يبحث الكلام عن روحه
والمفردة عن صوتها ،
و القصيدة ُ
تدور في الأرجاء
كأنـّما تسعى إلى رائحة ٍ
أو أنـّها قبل الشمس
تبحث ُ عن قلب ٍ لكي تُعاتِبه ْ !
( 3 ) إلى البحر !
.. و اطفيء الضوء ،
فالفراشة ُ تخلع الآن قميصـَها
و تنزع ُ أنشوطة ً زرقاء عن رأسها
و تفكّ أزرار شعرها !
اطفيء الضوء ،
لكي تهبط الفراشة
من سقف الجدار إلى قماش ٍ قليل ٍ ،
واطفيء الضوء
لكي تعدّ لك الفراشة أصابعك
و تقرأ في فمك ما قاله البحر ُ
أو ما قالته يمامات النهار ،
و اطفيء الضوء قليلا ً
أو اصعد إلى حيث الفراشة
و قـُل لها :
اتركي الليل هنا في سقف المكان ،
اتركي العتمة على حالها
و خذينا إلى البحر !