اتصل بنا
 

حين يمتطي (تيكتوكجي) صهوة مدرعة.. أليس بهذه البلاد من يُفنّعه؟

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2023-03-27 الساعة 15:04

حين يمتطي (تيكتوكجي) صهوة مدرعة.. أليس
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..
أخطأ متحف الدبابات الملكي وهو يبرر غزو (فرسان) السوشيال ميديا (مكس وضحى) أرض متحف الدبابات، قائلاً :"الهدف كان مخاطبة الجيل الجديد بلغة يفهمونها لاستقطابهم للمتحف ". وكأن العذر أقبح من الذنب.
لكن، لم الغضب ونحن نسير على ما سارت عليه الأمم السابقة، سوى من بعض الفروقات الجوهرية. ألم تنجح الأمم وهي تقدم للإنسانية نموذج (الكوميديا السوداء) وقبله (أدب السجون)؟ لماذا نجلد ذاتنا ونحن ننتج زمن التفاهة و(تفاهة التيك توك)؟
زمان كان للمثل هيبة ورسالة، زمان كان للأشياء طعم ومذاق مختلفان، اليوم مسخنا هيبة الممثل وأضعنا قيمة التمثيل ورسالته، تحت عناوين "المسخرة" و"قلة الحيا".
ما أحوجنا للحظة من ضحك نقرع بها كؤوس (القهقهات) على قيم (تسلعت). لكن زحمة الأسماء المتعطشة للشهرة الإلكترونية، وبأعمال هابطة، أفقدتنا الضحك، وصرنا مسخرة الفن الهابط والأفكار المبتذلة.
زمان، كان الممثل/ الممثلة قصة كبيرة لا تدانيها القصص، كان حلماً صعب المنال لآلاف الحالمين وحتى المتعلمين في أعرق أكاديميات الفن. اليوم ما عليك سوى أن تكون تافهاً لتنهال عليك العروض من كل حدب وصوب.
في الحقيقة، المزعج ليس في مشهد تمثيلي هابط، المشكلة أن صغار القوم صاروا يجلسون على الكراسي الوثيرة، وأطربهم ما يقوله (الجهلة) على (السوشال ميديا)، فقرروا منحهم وقتاً أطول وفرصاً أفضل لتشويه كل ما يمكن تشويهه بين جماهير صارت قطيعاً، يجري توجيههم بعصا راعي التواصل التافه.
في زمن التفاهة صار ممثل بحجم ربيع شهاب (عليوة) لا يجد كسرة خبز، ولا كبسولة دواء فيما يتمختر (المشاهير) بملايينهم الرخيصة وسط (حواكيرنا) الإلكترونية.
مهلاً، من سيقنع تافهاً صار ثرياً بين جمهور من التافهين بحرفية أدوار زهير النوباني وجولييت عواد وعبير عيسى, وشايش النعيمي, وابراهيم ابو الخير, وشفيقة الطل, وربيع شهاب, وآخرون صاغوا رسالة الفن وتحملوا أعباءه.
على أية حال، "الجنازة حارة والميت كلب"، ومرحى لمدرعاتنا..

نيسان ـ نشر في 2023-03-27 الساعة 15:04


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً