اتصل بنا
 

فخامة الأسير.. أيّ موكبٍ هذا!

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2015-10-27

نيسان ـ

كنت أقلب صفحات الصحيفة بحثا عن خبر كنت اعتقد انه في غاية الاهمية، فاستوقفتني صورة بالف خبر.

الصورة تظهر اقتياد جنود الاحتلال لشاب الى جيب عسكري في طريقه ليصبح رقما صعبا جديدا داخل السجون الصهيونية.

نظرت الى الصورة ودققت في عيني الاسير الحر مطولا..ثم حاولت قلب الصفحة، الا انني سرعان ماعدت للصورة، وكلما زدت في النظر وتمحيص ملامح وجه هذا البطل زاد خجلي من نفسي.

رأيت موكبا لاسير ينظر له محتله باستغراب من ثقته بنفسه، دون ان يكترث له "رقمنا الصعب"، وكان محتل اخر يحمل له كوفيته ودفاتر كليته.

في الخلف كان جندي يرقب الموكب ويده على الزناد وكأنه يخشى على كلابه من هذا الاسد المكبل.

حاولت ان افسر ماكان يجول في خاطر بطلنا وقد غاب القلق والخوف عن عينيه وتفاصيل وجهه، لكنني لم اصل الى نتيجة، الا التي شعرت بها عندما زادتني الصورة ثقة بنفسي.

اي ثقة هذه التي التقطتها عدسات الكاميرا، والتي زادت ملتقطها ثقة بنفسه ايضا، فسارع ببثها عبر وكالات الانباء.

تحية للمصور، تحية لمن نقل لنا صورة بالف خبر..لكن التحية الاكبر لمن زادتنا صورته ثقة بمستقبلنا.

فخامة الاسير الذي لا نعرفك او حتى نعرف مصيرك، علمتنا كيف يكون الاسير حرا حتى وهو مكبل ، علمتنا ان المستقبل لايقف عند المحتل، فغدا تتحرر لست وحدك بل ووطنك الذي كان يجول في خاطرك.

نيسان ـ نشر في 2015-10-27

الكلمات الأكثر بحثاً