الكرك.. تنفجر غضبا

نيسان ـ إبراهيم قبيلات..
حين نقول إن الكرك تتفجر غضبا فنحن لا نقصد التهويل ولا التضخيم، إنما نرى الأشياء كما يجب أن يراها المسؤول.
شاهدت مثل آلاف الأردنيين فيديو لشاب كركي غاضب من تحرير مخالفة سير بأربعين ديناراً، بسبب كيس ليمون ثم تطورت الأمور ووصلت حد أن (دحدل) الباص في الوادي.
في هذه الحالة يصبح فعل (الدحدلة) وطنياً بامتياز.
أن يقدم شاب ورب أسرة على (دز) رأس ماله في الوادي فإن القوم لا يمزحون ولا يبحثون عن الشهرة المجانية.
(بحة) كركية تخالطها غصة صادقة حملت لنا رسائل وطنية وبلغة مهذبة بعيدا عن تدخل المخرجين وقصقصة السناريست. الرسائل صيغت بوجع الناس وقهرهم، مباشرة وبلا (هجهجة) فاستقرت بوجدانهم الجمعي.
في (الفيديو) وجع الشباب وأحلامهم المنسية على مكاتب الحكومات، في (الفيديو) قهر الرجال وحشرجاتهم المخنوقة.
في الفيديو حديث كثير عن هجرة منظمة لقرانا وأطرافنا المخنوقة، وفي الفيديو قوانين تطبق بصرامة في وقت لا نحتاج به إلا لليونة وبعض من وعي.
ليونة مع شباب تعثرت مصالحهم وتأخرت أحلامهم وصاروا عبئا على أسرهم فيما تدهش الحكومة بتصريحاتها عن التشغيل والريادة والتمكين.
الريادة ليست فعلاً خاصاً بالتكنولوجيا وتفرعاتها، الريادة أن نبني طوبة من صبر في زحمة الكرك لتعيش الأسر بكرامة.
الريادة أن يخرج شاب نفسه من طوابير البطالة ويعمل إلى جانب أسرته بأبنائه بمطعم صغير، مصرا على "قلب التحديات إلى فرص".
في الفيديو رسائل حارة عن وصول الناس إلى مستويات خطيرة من القهر فلا تستفزوهم أكثر، فالسكون والسكوت صدقوني لن يطول كثير.. فقد بلغ السيل الزبى!!
هل وصلت الرسالة؟