تطورات إقليمية لافتة
نيسان ـ نشر في 2023-04-19 الساعة 02:49
تفاهمات جديدة بين السعودية وإيران تحدث انفراجات إقليمية، وتشمل تبادل الأسرى ووقف الاقتتال وإيجاد منطقة عازلة على الحدود اليمنية السعودية، وتمت ضمن زيارات رفيعة بين مسؤولين سعوديين ويمنيين وإيرانيين. الاتفاقات تحمل فرصة لإحداث تغيير في إقليم الشرق الأوسط ونزع فتيل الاستقرار وسباق التسلح، ولكن السعودية تخشى أن تكون مجرد وسيلة لشراء الوقت لإيران لتستمر بنشاطاتها المستهدفة للأمن والاستقرار الإقليميين. من عوامل التفاؤل بما يحدث، حجم التأثير الصيني الكبير جدا على إيران.
نيسان ـ بعيد الاتفاق السعودي الإيراني بدأت بعض الانفراجات الإقليمية تحدث وأوضحها بعض التطور اللافت على الملف اليمني.
تبادل للأسرى، ووقف للاقتال من خلال هدنة بعيدة المدى، وإيجاد منطقة عازلة على الحدود اليمنية السعودية أبرز التفاهمات الجديدة. التفاهمات تمت ضمن زيارات رفيعة بين مسؤولين سعوديين ويمنيين وإيرانيين، أثارت موجة من ردود الفعل بين مؤيد ومعارض، وبين محايدين أيضا قالوا بما أن هكذا تفاهمات كانت ممكنة فلماذا لم تتم من قبل، ولماذا ننتظر إلى أن تتكبد السعودية واليمن كل هذه التكلفة. كل هذا كلام منطقي ومقبول ولكنة معضلة الإنسانية منذ الأزل، في أن الصراعات لا بد أن تأخذ وقتها قبل أن يتم حلها أو إنهاؤها، وأن لحظة اندلاع النزاع لا أحد يفكر إلا كيف سيربح النزاع وليس في كيفية تجنبه. بكل الأحوال، الرابح الأول في التفاهمات الأخيرة هو الشعب اليمني بشقيه، ذلك الذي يخضع لسيطرة الحوثي وفي المناطق الأخرى تحت سيطرة الشرعية اليمنية، فقد تكبد هذا الشعب الكثير من الخسارة وتحمل عناء الحرب وراح ضحية حسابات إقليمية بعد أن وجدت إيران المشهد اليمني سانحا لتدخل من خلال الحوثي.
رغم هذه الانفراجات، ما يزال من المبكر الحكم على مستقبل التفاهمات السعودية الإيرانية الأخيرة برعاية صينية. السعودية قالت على الملأ أنها تخشى أن هذه التفاهمات شبيهة بالاتفاقات مع هتلر العام 1938 قبل أن تندلع الحرب العالمية الثانية، بل إن التاريخ يقول إن ما حدث 1938 كان أحد أسباب الحرب العالمية العام 1939. الخشية أن الاتفاقات السعودية الإيرانية الأخيرة ستكون وسيلة وفرصة لشراء الوقت لكي تستمر إيران بنشاطاتها المستهدفة للامن واستقرار الإقليميين. فيصل نجاح الاتفاق الأخير بين السعودية وإيران أن تقوم إيران فعلا وقولا بالكف عن أية نشاطات من شأنها تصدير عدم الاستقرار، وأن تكون دولة طبيعية تسعى لاستقرار شعبها وذاتها، وأن تسعى للرفاه والاستقرار للإيرانيين، لا أن تستمر بإنفاق البلايين على أجندات إقليمية وفكر تصدير الثورة. هل ستفعل إيران ذلك؟ غير واضح للآن ومن المبكر الحكم ما اذا كانت إيران ستغادر مربع المراوغة وقول عكس ما تفعل. ما هو واضح أن اتفاق إيران مع السعودية فرصة حقيقية لإحداث تغيير في إقليم الشرق الأوسط، ونزع فتيل الاستقرار وسباق التسلح، والذهاب بالاتجاه الطبيعي للدول وهو البحث عن الأمن والرفاه للشعوب.
من عوامل التفاؤل بما يحدث، حجم التأثير الصيني الكبير جدا على إيران، فالصين سبب الأكسجين الأساسي الذي تتنفس منه إيران، تساعدها أن تنجو من خنق نظام العقوبات الصارم المفروض عليها من الغرب بسبب البرنامج النووي، فالصين تستورد النفط الإيراني وتساهم في دفعات مالية تحتاجها إيران بشدة لاقتصادها المخنوق، ولذا فإيران ستفكر مليا وطويلا قبل أن تعبث أو لا تطبق تفاهمات كانت الصين الوسيط فيها.
(الغد)
تبادل للأسرى، ووقف للاقتال من خلال هدنة بعيدة المدى، وإيجاد منطقة عازلة على الحدود اليمنية السعودية أبرز التفاهمات الجديدة. التفاهمات تمت ضمن زيارات رفيعة بين مسؤولين سعوديين ويمنيين وإيرانيين، أثارت موجة من ردود الفعل بين مؤيد ومعارض، وبين محايدين أيضا قالوا بما أن هكذا تفاهمات كانت ممكنة فلماذا لم تتم من قبل، ولماذا ننتظر إلى أن تتكبد السعودية واليمن كل هذه التكلفة. كل هذا كلام منطقي ومقبول ولكنة معضلة الإنسانية منذ الأزل، في أن الصراعات لا بد أن تأخذ وقتها قبل أن يتم حلها أو إنهاؤها، وأن لحظة اندلاع النزاع لا أحد يفكر إلا كيف سيربح النزاع وليس في كيفية تجنبه. بكل الأحوال، الرابح الأول في التفاهمات الأخيرة هو الشعب اليمني بشقيه، ذلك الذي يخضع لسيطرة الحوثي وفي المناطق الأخرى تحت سيطرة الشرعية اليمنية، فقد تكبد هذا الشعب الكثير من الخسارة وتحمل عناء الحرب وراح ضحية حسابات إقليمية بعد أن وجدت إيران المشهد اليمني سانحا لتدخل من خلال الحوثي.
رغم هذه الانفراجات، ما يزال من المبكر الحكم على مستقبل التفاهمات السعودية الإيرانية الأخيرة برعاية صينية. السعودية قالت على الملأ أنها تخشى أن هذه التفاهمات شبيهة بالاتفاقات مع هتلر العام 1938 قبل أن تندلع الحرب العالمية الثانية، بل إن التاريخ يقول إن ما حدث 1938 كان أحد أسباب الحرب العالمية العام 1939. الخشية أن الاتفاقات السعودية الإيرانية الأخيرة ستكون وسيلة وفرصة لشراء الوقت لكي تستمر إيران بنشاطاتها المستهدفة للامن واستقرار الإقليميين. فيصل نجاح الاتفاق الأخير بين السعودية وإيران أن تقوم إيران فعلا وقولا بالكف عن أية نشاطات من شأنها تصدير عدم الاستقرار، وأن تكون دولة طبيعية تسعى لاستقرار شعبها وذاتها، وأن تسعى للرفاه والاستقرار للإيرانيين، لا أن تستمر بإنفاق البلايين على أجندات إقليمية وفكر تصدير الثورة. هل ستفعل إيران ذلك؟ غير واضح للآن ومن المبكر الحكم ما اذا كانت إيران ستغادر مربع المراوغة وقول عكس ما تفعل. ما هو واضح أن اتفاق إيران مع السعودية فرصة حقيقية لإحداث تغيير في إقليم الشرق الأوسط، ونزع فتيل الاستقرار وسباق التسلح، والذهاب بالاتجاه الطبيعي للدول وهو البحث عن الأمن والرفاه للشعوب.
من عوامل التفاؤل بما يحدث، حجم التأثير الصيني الكبير جدا على إيران، فالصين سبب الأكسجين الأساسي الذي تتنفس منه إيران، تساعدها أن تنجو من خنق نظام العقوبات الصارم المفروض عليها من الغرب بسبب البرنامج النووي، فالصين تستورد النفط الإيراني وتساهم في دفعات مالية تحتاجها إيران بشدة لاقتصادها المخنوق، ولذا فإيران ستفكر مليا وطويلا قبل أن تعبث أو لا تطبق تفاهمات كانت الصين الوسيط فيها.
(الغد)
نيسان ـ نشر في 2023-04-19 الساعة 02:49
رأي: د.محمد المومني