اتصل بنا
 

كوبا تتصدى وتساهم في النصر الروسي

نيسان ـ نشر في 2023-04-19 الساعة 14:55

روسيا الإتحادية تنتصر على مؤامرة الحرب الأوكرانية الغربية بقيادة أمريكا وتوجه سياستها الخارجية نحو شرق العالم وجنوبه.
نيسان ـ انتصار روسيا الإتحادية على مؤامرة "الحرب الأوكرانية" الغربية بقيادة أمريكا واضح وضوح الشمس، وهي لا تقبل بأقل من النصر، وقادرة عليه، ليس فقط بما تملك من ترسانة عسكرية تقليدية حديثة، وأخرى نووية عملاقة تحتل عالميا فيها الرقم "1"، وإنما لتوحد جبهتها الداخلية، ولتوجيه بوصلة سياستها الخارجية نحو شرق العالم وجنوبه، وتجاه الدول الصديقة المحاذية للولايات المتحدة الأمريكية مثل "كوبا"، ولقيادتها عالم الأقطاب المتعددة المناهض للقطب الأوحد الغربي التي بدت معالم انهياره واضحة في المقابل، خاصة بعد خسرانه الحرب بالوكالة بالتعاون مع حلف " الناتو " عبر الأراضي الأوكرانية الممثلة بالعاصمة " كييف" بقصد استهداف روسيا الإتحادية، ومحاصرتها ، وإلغاء دورها الدولي، بعد اختراق المؤسسات القانونية العالمية مثل: "الأمم المتحدة"، و "مجلس الأمن" ، " والمحكمة الدولية "، "ومحكمة الجنايات الكبرى"، "وحقوق الإنسان"، " وقمة العشرين "، وغيرهم، وبعد هدر أكثر من (150) مليار دولار، والتسبب في جريمة حرب راح ضحيتها في " الدونباس " وحدها أكثر من (15) ألف قتيل أوكراني وروسي مدني على مدار ثماني سنوات بالتعاون مع نظام " كييف " السياسي المسنود من التيار البنديري المتطرف القادمة جذوره من وسط الجناح الهتلري في الحرب العالمية الثانية 1939 1945، وبالمناسبة فإن روسيا حركت عمليتها العسكرية الخاصة الدفاعية التحريرية الاستباقية بتاريخ 24 02 2022 بقرار رئاسي جماعي تقدمه الرئيس فلاديمير بوتين من وسط قصر " الكرملين " في موسكو وبعد الارتكاز على المادة القانونية رقم 517 سارية المفعول في الأمم المتحدة ، التي تخول الدول المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها.
ويبدو أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الذي أطلق على نفسه من خلال عمله الفني والمسرحي سابقا لقب " خادم الشعب " تحول من حيث لا يدري بسبب إستخدام الغرب له خادما للغرب وخاصة لأمريكا وبريطانيا، واستثماره ضد روسيا عبر التيار البنديري الحاقد، تماما كما حدث وقت الثورات الملونة البرتقالية المبرمجه غربيا، وعبر انقلاب " كييف " الدموي " المشابه كذلك عام 2014 ، لم يصحُ من سكرات خسران عاصمته " كييف " والغرب للحرب الدائرة التي لا تعدّها روسيا حربا أصلا ، وما عملت على ضمه مثل " القرم وأقاليم الدونباس " ليس احتلالا وإنما إعادتها لسيادتها التاريخية، وهي أي روسيا تعدّ أوكرانيا وخاصة العاصمة "كييف" من وسط عمق تاريخها المعاصر تابعا للسيادة الروسية وتطلق عيها مصطلح " كييفسكايا روس "، أي " كييف " الروسية، ولا زال زيلينسكي يجذف تجاه البحث عن مزيد من السلاح الغربي لحرق بلاده أوكرانيا أولا عبر جلسات " رامشتاين " في زمن استحالة إحداث توازن عسكري مع موسكو وحتى بعد الغرب الغبي، وروسيا وحدها قادرة على التصدي لأي حرب نووية واسعة غربية يقودها حلف " الناتو " المعادي لها إنتصارا لـ " كييف "، وما بدأ بالتآمر من طرف الغرب سينتهي إلى خسارة فادحة لا محالة ، ولن تتمكن الجبهة الخاسرة مثل " كييف "، و" الغرب " من فرض شروط السلام والحوار والتفاوض، وروسيا المنتصرة كما هي في تاريخها المعاصر الطويل لن تتراجع سينتيمترا واحدا عن ضمها عبر صناديق الإقتراع و حمايتها العسكرية للأقاليم الخمسة " القرم والدونباس،" دونيتسك، ولوغانسك، وزاباروجا، وخيرسون، وباخموت"، وبالنسبة لروسيا من أساء الأمانة التاريخية منذ عهدي لينين وخرتشوف لا يستحقها، وكان الأجدر بكييف أن حافظت على سيادتها في إطار التحالف مع روسيا الإتحادية وليس مع الغرب وخاصة مع حلف " الناتو " الشرير بالنسبة لها.
وبموضوعية، ومن دون انحياز أقول هنا بأن إصرار روسيا الإتحادية على الدفاع عن سيادتها و على تحرير أراضيها، وعلى اجتثاث التطرف لا يعدّ تطاولا أو إحتلالا، خاصة وأن عمليتها العسكرية الخاصة التي لا تعدّها حربا وحملت حزمة من الأهداف قريبة المدى ومتوسطة وبعيدة في مقدمتها مواجهة الحرب الباردة والعقوبات، وسباق التسلح بعد برمجة الغرب للمؤامرة عليها عبر أوكرانيا، بهدف إلحاق الأذى بأوكرانيا وروسيا معا، وإمعان " كييف – زيلينسكي في الصراع العسكري مع موسكو والاستقواء عليها بالغرب يعطي إشارة على احتمال ضلوع الرئيس زيلينسكي بعلاقة غير شرعية مع الأجهزة اللوجستية الغربية التي في مقدمتها وأقواها مثل الـ " سي أي إيه " الأمريكية، وتصريح الرئيس الكوبي ميغيل ديار كانيل الشيوعي الإنتماء حديثا بأن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل كامل المسؤولية عن الحرب الأوكرانية، إلى جانب تصريح الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون من الصين بأن بلاده فرنسا راغبة بالإنفصال عن أمريكا، وتصريح رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل الاتحاد الأوروبي معني ومهتم بالانفصال عن أمريكا، كلها تصب بعدم أحقية الغرب الأمريكي بتزويد "كييف" بالسلاح في زمن حاجتها للحوار والسلام، وحتى بقبول سلام الأمر الواقع من دون شروط مسبقة، وهو ما سمعته من القيادتين الروسية والبيلاروسية ، وهو ما تحاول الصين الشعبية توصيله لــ " كييف " وللغرب، وتحديدا لأمريكا.
وكوبا معروفة بمواقفها الصلبة مع روسيا السوفيتية، ومع كل السوفييت، ومع روسيا الاتحادية حاليا ، و حقيقة الحرب يصعب تغطيتها بغربال، وهي المحتاجة لاستقصاء محايد ، ومشاريع التضليل السياسي والإعلامي الغربية يصعب تمريرها على المثقفين القادرين على قراءة ما تحت السطور، ولا على المتعلمين العارفين بخبايا الأحداث ، أما الأميون فأعانهم الله، ويصعب أيضا في المقابل شراء ذمم الدول و الشعوب بسبب فقرها من قبل الغرب ، والدعاية السلبية الغربية التي لا تعكس الواقع ويتم وصفها بأنها رمادية لا تعمر وتزول كما جهات إعدادها، ولقد اعتمدت كوبا على سوق السلاح السوفيتي بعد الثورة الكوبية عام 1959، وارتبطت بالاتحاد السوفيتي اقتصاديا حتى عام 1991 ولم يصبها الضجر كما أوكرانيا "كييف" ، ولا زالت تواصل وقفتها الصلبة مع روسيا الإتحادية، وعدّت الولايات المتحدة الأمريكية ذات الوقت بأن أي اعتداء كوبي صاروخي على أراضيها هو إعتداء سوفيتي، ولازالت كوبا تشكل حالة استراتيجية روسية عسكرية متقدمة إن لزم الأمر حتى بعد انهيار حلف " وارسو" الشرقي مقابل بقاء " حلف الناتو " الغربي، وأخيرا، هنا لا مخرج لإنهاء الحرب الأوكرانية التي فرضت على روسيا الأتحادية ، وتم التغرير بالعاصمة " كييف " وسطها إلا بتقديم السلام على الحرب، وبعد ضياع الحوار واتفاقية" مينسك " الضابطة لسيادة أوكرانيا لم يبق أمام "كييف" إلا الإنصات لأصوات سلام، الأمر الواقع والإنفصال عن غرور الغرب وزيف تضليله لها .

نيسان ـ نشر في 2023-04-19 الساعة 14:55


رأي: د.حسام العتوم

الكلمات الأكثر بحثاً