اتصل بنا
 

معضلة الأمن الإسرائيلي: عمليات يومية دون مطلوبين ولا إنذار

نيسان ـ نشر في 2015-10-28 الساعة 12:15

x
نيسان ـ

بعد مرور قرابة الشهر على بدء موجة العمليات الحالية لم يتفق قادة الأمن الإسرائيلي بعد على تسمية تصف ما يحدث في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

واعتقد بعضهم أن ما يحدث ليس انتفاضة بالمعنى العام ولا يمكن تشبيه ما يجري بالانتفاضة الثانية ولا حتى بالأولى، بينما اتفق الجميع على أن ما يحدث نوع جديد من الهجمات دون إنذار.

فقد تباهى الأمن الإسرائيلي بإجهاض الانتفاضة الثانية عبر تدمير البنية التحتية للفصائل في الضفة عبر عملية "السور الواقي" بداية وبعدها بـ"الطريق الحازم" و"البيت النظيف" حتى انتهى المطاف بعقد اتفاق العفو عن المطلوبين.

يذكر أن اتفاق العفو أشرف عليه نائب رئيس الشاباك السابق مفتش عام الشرطة الجديد روني الشيخ الذي نجح بوأد ما تبقى من الانتفاضة عبر منح عشرات المطلوبين صكوك عفو مقابل سلامتهم وتسليم سلاحهم.

لكن الشيخ لم يف بوعده فقد نقض وعده لقادة أمن السلطة وقتلت وحدة من المستعربين أحد المعفي عنهم وهو داخل مقر الاستخبارات الفلسطينية في نابلس شمال الضفة، تبعها سلسلة من عمليات القتل والاعتقال بحقهم.

مأزق جديد

ويرى مختصون عسكريون إسرائيليون أنه لم يدر بخلد الشيخ أن غياب الفصائل الكبيرة والبنية التحتية العسكرية سيخلق نوعًا جديدًا من العمليات التي لن يكون بالإمكان الحصول على معلومة مسبقة بشأنها، مما وضعهم في مأزق جديد.

وتكمن أبرز ملامح المأزق في خلو الضفة من المطلوبين تقريبًا والأرض مستباحة ليلاً ونهاراً، ومع ذلك فليس بمقدور الأمن الإسرائيلي توقع منفذ العملية القادمة ما جعله يتوق لأيام وجود هرم تنظيمي مترامي الأطراف مكنه في السابق من الوصول إلى معلومات أولية عن عملية هنا وعملية هناك.

ويخشى قائد أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت من تضرر خطته العسكرية لتدريب وتهيئة الجيش حال استمرت العمليات الحالية لفترة طويلة ما يعني استدعاء الاحتياط بداية العام القادم وإلغاء الخطط التدريبية المقررة للقوات النظامية والوحدات الخاصة لصالح التواجد على خطوط التماس وداخل المدن وفي مناطق المواجهات.

ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية الليلة الماضية عن ضباط في الجيش ان أحداً لا يعلم مدة موجة العمليات، وأنها قد تستمر أسابيع طويلة ما يعني ضرب خط آيزنكوت لتدريب الجيش أمام تحديات المواجهة المستقبلية لصالح محاولة منع عمليات لا يعرف هوية منفذيها إلا بعد تنفيذها.

في حين ينوي نتنياهو زيادة ميزانية الجيش لعام 2016 على ضوء الأحداث الراهنة، حيث نقل عنه مؤخراً قوله إن "الحق في الحياة مقدم على الرفاهية"، وذلك في إشارة إلى أن الأمن يحتل المرتبة الأولى في سلم أولويات الإسرائيليين في هذه الأيام وإذا ما غاب فليست هنالك حاجة للبحث عن الرفاهية.

وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية أكدت وقوع 1703 هجمات فلسطينية ضد إسرائيليين خلال العام الجاري، اغلبها منذ انتفاضة القدس، وأن الوضع الأمني يتردى منذ العام 2013.

نيسان ـ نشر في 2015-10-28 الساعة 12:15

الكلمات الأكثر بحثاً