في رثاء صحفي مهني وعروبي ومعلم كان يشبهنا
نيسان ـ نشر في 2023-05-01 الساعة 15:52
x
صحفي أردني يروي تجربته في مسابقة تدريب المندوبين ويتحدث عن زملائه ونجاحاته في المهنة
نيسان ـ علي سعادة
كان صباحا ماطرا وباردا حين دلفنا إلى قاعة قسم المندوبين في مبنى صحيفة الدستور القديم بالشميساني، كنا 10 تقريبا، في البداية شاركنا في المسابقة نحو 300 وأكثر اختير منا 50 ثم قلص العدد إلى 10، بقي منا في المهنة، شاهر النمورة اظن أنه مقيم بفلسطين، والمرحوم فتحي العرقان، وحاتم الأزرعي تسلم الإعلام في وزارة الصحة، وجمال العلوي وأنا.
كان في الغرفة، كما أذكر، نخبة من الصحفيين لكل واحد منهم اسمه وتاريخه ومساحته في المهنة، الأساتذة: أحمد شاكر، محمد أبوغوش (أبو عمار)، توفيق عابد، مهند حجازي، شفيق عبيدات، سامي الحوساني، نبيل عمرو، وسليم المعاني (أبو إيهاب).
بعد تدريب نظري لأيام قليلة طلب منا النزول إلى الميدان ووزعنا على المندوبين لتدريبنا، كان نصيبي مع "أبو عمار" الذي قال لي: هناك شاب صغير السن "فلتة" ذكي جدا،أصبح نقيبا للمهندسين الزراعيين (سمير حباشنة/ وزير داخلية فيما بعد) أذهب إلى مقابلته وليكن محور اللقاء حول الاختناقات التسويقية التي كانت مشكلة وقتها والقضية الشهيرة "إعدام البندورة". وأكمل "أبو عمار" باقي عناصر القصة.
وحين نشر التحقيق على يومين متتالين، شاهدتني معلمتي تيريز حداد، ربنا يمد بعمرها، وقالت لي ضاحكة، شو يا علي هاي ما صارت في الصحافة واحد"مفعوص" بحط اسمه جنب اسم "أبو عمار". وضحكنا.
كان "أبو إيهاب" يقول لنا "يالله على الميدان" ماذا تفعلون هنا؟ الصحافة ليست مهنة مكاتب.
أبو إيهاب لم يكن فقط صحافيا مهنيا محترفا، وإنما كان رجل موقف ونقابي نظيف ونزيه، وأردني وطني صلب عروبي نقي يتحول إلى محارب شرس في القضايا القومية خصوصا قضيتنا الأولى فلسطين.
عمل في معظم الصحف الأردنية اليومية والأسبوعية منذ عام 1977 وكان مراسلا للعديد من وسائل الإعلام والصحف والمجلات العربية والأجنبية. وشارك في تغطية مئات المؤتمرات والنشاطات الإعلامية محليا وعربيا ودوليا . كما التقي بعدد كبير من كبار الشخصيات في الأردن والوطن العربي والعالم.
حاصل على الماجستير في الفلسفة من الجامعة الأردنية عام1987، إضافة إلى دبلوم عالي في الإعلام و دورات متعددة في الإدارة العليا.
وهو من أوائل العاملين في وكالة الأبناء الأردنية (بترا) منذ عام 1981 وعمل فيها مندوبا ثم محررا ثم سكرتير تحرير للأخبار المحلية والعربية والدولية، ورئيسا لقسم التحقيقات الصحفية، كما تولى عدة مهام في "بترا" منها : مدير دائرة الأبحاث والدراسات والانترنت والموقع، ومدير الدائرة الاقتصادية، ورئاسة لجنة ضبط الجودة و وتولى مهام مستشار المدير العام في الوكالة حيث أحيل إلى التقاعد عام 2013. إضافة إلى كونه كاتب قصة قصيرة. حيث فاز بجائزة القصة القصيرة من الجامعة الأردنية لسنتين متتاليتين .
وهو عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورابطة الكتاب الأردنيين،والاتحاد العام للصحافيين العرب، وعضو نقابة الصحافيين الأردنيين، وعضو مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين لدورتين متتاليتين .
كنت أواصل اللقاء معه على فترات وبالتحديد في انتخابات نقابة الصحفيين على مدى سنوات طويلة، خصوصا وأنه كان الأقرب إلى الأستاذ "أبو عمار" أمد الله بعمره، وما كتبه "أبو إيهاب" في هذا الشأن يستحق أن يوضع في كتاب يتضمن محطات من تاريخ نقابة الصحفيين، وفي الانتخابات الأخيرة كان بيننا حديث يومي حولها.
النصوص التي كتبها "أبو إيهاب" على صفحته على الفيسبوك من قصص قصيرة وخواطر وحكايات عايشها وأسرار مرت عليه في حياته الصحافية تستحق أن تجمع في أكثر من كتاب بناء على موضوعها.
رحمه الله كان صلبا في الدفاع عن الأمة العربية وعن الديمقراطية والحق في التعبير والاختلاف، كان مباشرا لا يجامل في المفاصل الكبرى، كان مؤمنا ملتزما يغضب حين يتعرض الإسلام للتشويه، وكان عاشقا للأقصى وللقدس، عشق الأردن بباديته وحضره ومدنه، بشماله وجنوبه ووسطه، بمسلميه ومسيحييه، لم يكن عنصريا ولا طائفيا ولا انتقائيا، يرفض الظلم لأنه تعرض له وانتصر على من ظلمه.
انتقل إلى جنة الفردوس الأعلى، أن شاء الله، وبقي ممسكا على مبادئه وقيمه ومثله.
جزاك الله عنا كل خير.
أرقد بسلام وطمأنينة أيها المعلم.
كان صباحا ماطرا وباردا حين دلفنا إلى قاعة قسم المندوبين في مبنى صحيفة الدستور القديم بالشميساني، كنا 10 تقريبا، في البداية شاركنا في المسابقة نحو 300 وأكثر اختير منا 50 ثم قلص العدد إلى 10، بقي منا في المهنة، شاهر النمورة اظن أنه مقيم بفلسطين، والمرحوم فتحي العرقان، وحاتم الأزرعي تسلم الإعلام في وزارة الصحة، وجمال العلوي وأنا.
كان في الغرفة، كما أذكر، نخبة من الصحفيين لكل واحد منهم اسمه وتاريخه ومساحته في المهنة، الأساتذة: أحمد شاكر، محمد أبوغوش (أبو عمار)، توفيق عابد، مهند حجازي، شفيق عبيدات، سامي الحوساني، نبيل عمرو، وسليم المعاني (أبو إيهاب).
بعد تدريب نظري لأيام قليلة طلب منا النزول إلى الميدان ووزعنا على المندوبين لتدريبنا، كان نصيبي مع "أبو عمار" الذي قال لي: هناك شاب صغير السن "فلتة" ذكي جدا،أصبح نقيبا للمهندسين الزراعيين (سمير حباشنة/ وزير داخلية فيما بعد) أذهب إلى مقابلته وليكن محور اللقاء حول الاختناقات التسويقية التي كانت مشكلة وقتها والقضية الشهيرة "إعدام البندورة". وأكمل "أبو عمار" باقي عناصر القصة.
وحين نشر التحقيق على يومين متتالين، شاهدتني معلمتي تيريز حداد، ربنا يمد بعمرها، وقالت لي ضاحكة، شو يا علي هاي ما صارت في الصحافة واحد"مفعوص" بحط اسمه جنب اسم "أبو عمار". وضحكنا.
كان "أبو إيهاب" يقول لنا "يالله على الميدان" ماذا تفعلون هنا؟ الصحافة ليست مهنة مكاتب.
أبو إيهاب لم يكن فقط صحافيا مهنيا محترفا، وإنما كان رجل موقف ونقابي نظيف ونزيه، وأردني وطني صلب عروبي نقي يتحول إلى محارب شرس في القضايا القومية خصوصا قضيتنا الأولى فلسطين.
عمل في معظم الصحف الأردنية اليومية والأسبوعية منذ عام 1977 وكان مراسلا للعديد من وسائل الإعلام والصحف والمجلات العربية والأجنبية. وشارك في تغطية مئات المؤتمرات والنشاطات الإعلامية محليا وعربيا ودوليا . كما التقي بعدد كبير من كبار الشخصيات في الأردن والوطن العربي والعالم.
حاصل على الماجستير في الفلسفة من الجامعة الأردنية عام1987، إضافة إلى دبلوم عالي في الإعلام و دورات متعددة في الإدارة العليا.
وهو من أوائل العاملين في وكالة الأبناء الأردنية (بترا) منذ عام 1981 وعمل فيها مندوبا ثم محررا ثم سكرتير تحرير للأخبار المحلية والعربية والدولية، ورئيسا لقسم التحقيقات الصحفية، كما تولى عدة مهام في "بترا" منها : مدير دائرة الأبحاث والدراسات والانترنت والموقع، ومدير الدائرة الاقتصادية، ورئاسة لجنة ضبط الجودة و وتولى مهام مستشار المدير العام في الوكالة حيث أحيل إلى التقاعد عام 2013. إضافة إلى كونه كاتب قصة قصيرة. حيث فاز بجائزة القصة القصيرة من الجامعة الأردنية لسنتين متتاليتين .
وهو عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورابطة الكتاب الأردنيين،والاتحاد العام للصحافيين العرب، وعضو نقابة الصحافيين الأردنيين، وعضو مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين لدورتين متتاليتين .
كنت أواصل اللقاء معه على فترات وبالتحديد في انتخابات نقابة الصحفيين على مدى سنوات طويلة، خصوصا وأنه كان الأقرب إلى الأستاذ "أبو عمار" أمد الله بعمره، وما كتبه "أبو إيهاب" في هذا الشأن يستحق أن يوضع في كتاب يتضمن محطات من تاريخ نقابة الصحفيين، وفي الانتخابات الأخيرة كان بيننا حديث يومي حولها.
النصوص التي كتبها "أبو إيهاب" على صفحته على الفيسبوك من قصص قصيرة وخواطر وحكايات عايشها وأسرار مرت عليه في حياته الصحافية تستحق أن تجمع في أكثر من كتاب بناء على موضوعها.
رحمه الله كان صلبا في الدفاع عن الأمة العربية وعن الديمقراطية والحق في التعبير والاختلاف، كان مباشرا لا يجامل في المفاصل الكبرى، كان مؤمنا ملتزما يغضب حين يتعرض الإسلام للتشويه، وكان عاشقا للأقصى وللقدس، عشق الأردن بباديته وحضره ومدنه، بشماله وجنوبه ووسطه، بمسلميه ومسيحييه، لم يكن عنصريا ولا طائفيا ولا انتقائيا، يرفض الظلم لأنه تعرض له وانتصر على من ظلمه.
انتقل إلى جنة الفردوس الأعلى، أن شاء الله، وبقي ممسكا على مبادئه وقيمه ومثله.
جزاك الله عنا كل خير.
أرقد بسلام وطمأنينة أيها المعلم.