اتصل بنا
 

مواجع صحفي

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2023-05-06 الساعة 15:20

نيسان ـ على أهبة انتخاب ليس مسنوداً بثقافة حقيقية، ينخرط الصحفيون في كرنفال شكوى يبدو محزناً في اشتباك صور ضحاياه المُعلَنين. الكل يتحسّر على سالف الأيام ويلعن “سنسفيل” الحظ العاثر والزمن الرديء، وبلا مواربة يبدو الصحفيون متواطئين ضد أنفسهم في امتثالهم للسجّان الداخلي الذي يأتي أقبحَ أفعالهِِ من دون أن يرفَّ له جفنٌ. سجّان يتباهى باستئساده داخلنا لنُذعن لمؤسسة سجنه التي لا تتستر على عُريِّها بمساحيق وأصباغ.
أعرف هذا القبحَ وأعيشه منذ نحو ثلاثين عاماً وأًُلاحظ أنه كلما تقدم بي العمر أصبحتُ أكثر امتثالاً وجبناً . لكن في قراءتي وتشخيصي للوهن الذي أعيش، وعياً لجبروت وبطش مؤسسة الخوف التي تتملكني . تجربة أنتجتها قسوة الامتثال عبر السنوات، وهو امتثال لدى لكل طارئ ودائم. حاولت أن أُفككَ نظام سجني وسجاني فلم أستطع، فهما تكثيف لعلاقات ضغطتها السياساتُ والقوانين فصرت كمثل ميثولوجيا رومانية أسفرت غزوات الفرسان فيها عن إنتاج سلسلة من العبيد والموتى الفرِحين بذلهم.
يقول زميل صحفي: كسجين أبدي أشعر أحيانا أنّ عالمي أو سجني مُفرغ من المعنى ولا قيمة اجتماعية له، إلا في حدود ما ينتج من استلاب.
يشكو زميل آخر قائلا: وانا اهم في الخروج من البيت صباحا، طلبني صغيراي شوكولاتة . كان في جيبي 90 قرشا فاشتريت بها ما طلبا. مضيت مشيا الى صحيفتي فوصلتها خلال ساعة او يزيد. ادرك الآن معنى ان تكون معدما مقهورا...

نيسان ـ نشر في 2023-05-06 الساعة 15:20


رأي: سليمان قبيلات كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً