اتصل بنا
 

متى سترد المقاومة؟

نيسان ـ نشر في 2023-05-11 الساعة 07:50

نيسان ـ متى سوف ترد المقاومة الفلسطينية المسلحة على عدوان غزة واستشهاد 3 قادة من الجهاد الاسلامي ؟
اول سؤال ضاغط وملح طرح بعد تنفيذ اسرائيل لعمليتها الاجرامية في غزة.
ضربة اسرائيل كانت مركزة ودقيقة، وضحاياها جسيمة، واستشهاد 3 قادة من الجهاد الاسلامي.
وجاءت الضربة، وقادة الفصائل الفلسطينية كانوا في طريقهم الى القاهرة للمشاركة في مباحثات حول الاوضاع في غزة.
و الدولة المصرية تلعب دور الوسيط، وعملية الجيش الاسرائيلي التي اطلق عليها اسم « سهم ودرع «، نكث وغدر اسرائيلي في الوعود والاتفاقات مع مصر حول قطاع غزة وفصائل المقاومة، والتهدئة .
و السؤال عن رد المقاومة ليس مجانيا هذه المرة، ولربما يعبر عن اختلافات في ادارة اللعبة وتوجيه الصراع في وجهي السلمي والعسكري.
العملية العسكرية وقتل 3 قادة من الجهاد الاسلامي رممت من صورة الكيان الاسرائيلي، وصورة قوة الردع التي لحقها في الفترة الماضية خدوش جسيمة.
و اضافة الى الازمة الداخلية الاسرائيلية، وما خلفت من تفكك في المنعة والمتانة المجتمعية في دولة الكيان.
نتنياهو ما قبل وبعد ضربة غزة. و قد اسهمت الضربة في اعادة التجانس واللحمة لحكومة نتنياهو، وعودة استقطاب قوى « يمينية دينية « متطرفة كانت تقاطع الحكومة، وتهدد بالانسحاب، وما يعرض نتنياهو الى الانهيار السياسي.
اليوم، امام نتنياهو فرصة ليخرج امام الاسرائيليين ويدعى النصر، ومع الفروق الهائلة في القوة بين الطرفين، وما قد يتيح له ايضا توجيه ضربات اخرى الى مواقع المقاومة والفصائل المسلحة الفلسطينية.
فما هي سيناريوهات المقاومة المتوقعة بعد ضربة غزة ؟
ما يطرح من تحليلات وردود فعل صادرة عن اقطاب وقيادات في حركات المقاومة الفلسطينية تستبعد ان يكون شكل رد المقاومة مشابها لهجمات ومواجهات مع اسرائيل استهدفت قيادات المقاومة.
و سيناريو الحرب وارد، والمقاومة ما بعد «عملية سيف القدس» تتحدث في منطق مبدأ « وحدة الساحات «، وهو من المحركات والموحد لحركة وعمل المقاومة في فلسطين والاقليم.
و ما قد يؤخذ المشهد في حال اندلاع اي مواجهة عسكرية الى مستويات من التصعيد، وحتما ليست مرغوبة لدى اسرائيل.
و هذه المرة يبدو ان المواجهة ورد المقاومة يختلف عن مواجهات سابقة.
السياق العام الاقليمي والدولي، ورد المقاومة المحتمل سيحمل رسائل جديدة رادعة لاسرائيل، وخاصة ان بنية المجتمع الاسرائيلي بتناقضاته السياسية وازمة الهوية الدينية والسياسية، وما بدا عليه من تفكك وشيخوخة وانهيارات، وتوحي بالهشاشة، وانهيار اسطورة الديمقراطية الاسرائيلية، ويصعب ترميمها في ضربة عسكرية واغتيال قيادات المقاومة، وبقدر ما تفش غليل وغرور وانفصام نتنياهو.
في متغييرات اقليمية ودولية يبدو ان اسرائيل منهكة، وتقف على نقطة ترددها عال على جبتهي السياسة والسلاح. وفي وقت فان اطروحة مشروع السلام والتطبيع الجديد تنحصر، ومداها الاقليمي يسترد الى الخلف.
بعد ضربة غزة، اسرائيل معرضة الى نوع جديد من صواريخ المقاومة قادرة اكثر على فرض ارادة ومتغير في شروط وقواعد الاشتباك والصراع. وتعبير مبدأ وحدة الساحات يذكرني في حرب رمصان 73، وما اصطلح على تسميته دول الطوق، وهذا هو القاتل الاستراتيجي والتاريخي لاسرائيل.
(الدستور)

نيسان ـ نشر في 2023-05-11 الساعة 07:50


رأي: فارس الحباشنة

الكلمات الأكثر بحثاً