اتصل بنا
 

عندما يصر زيلينسكي على التحرير !

نيسان ـ نشر في 2023-05-13 الساعة 15:06

نيسان ـ بعدما وقعت الفأس بالرأس وخسر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي المفاوضات المباشرة وعبر اتفاقية " مينسك " مع موسكو، وبعدما انقلب سحر ثورات عاصمته "كييف" البرتقالية وانقلابها غير الشرعي وبالتعاون مع الغرب على من صنع السحر نفسه مثل الولايات المتحدة الأمريكية وجهازها اللوجستي المعروف لأهداف تآمرية لا علاقة لها بسيادة أوكرانيا، وإنما لمماحكة روسيا الاتحادية جارة التاريخ، ولتمرير استمرارية الحرب الباردة وسباق التسلح، نجده وجيشه وتياره البنديري العنصري المتطرف يهبطون من جديد الى الخنادق في جبهة منطقة " باخموت – أرتيومسك " ويحاولون حسب تصورهم تحويل حربهم الى خدعة لكسب الوقت للتمكن من دحر "المحتل الروسي؟!" كما يصرحون، بينما هي روسيا العظمى المتفوقة عسكريا حتى على حلف " الناتو " دفعت بقوات " فاغنر " الخاصة للتخصص في مواصلة تحرير المنطقة – الباخموتية - التي تعتقد حسب قراءاتها التاريخية بأنها روسية الأصل وتحمل اسم " أرتيومسك " الروسي، والمعروف بأن "فاغنر" وقائدها بريغوجين رافقوا بشجاعة الجيش الروسي منذ البداية عندما عبر الى "القرم" والى جانب صناديق الاقتراع ليزيل صبغة الاحتلال عن مسعاه، وكرروا المشهد في اقاليم الدونباس "لوغانسك ودونيتسك" ، وزاباروجا وخيرسون، وباخموت ، وهو التاريخ العميق الذي يصعب على "كييف" والغرب المرتبط بأمريكا بطريقة المغرر به فهمه، و "كييف" عرفت في التاريخ المعاصر "بكييفسكايا روس" ، أي "كييف الروسية" .
ولا أفهم كيف يمكن للرئيس زيلينسكي أن يستوعب بأنه وجيشه بإمكانهم الانتصار على "المحتل" الروسي ؟،! وهل لديه فعلا قوة توازن قوة نار الجيش الروسي ؟!، وهل ما يرسله الغرب خاصة بريطانيا الآن من سلاح صاروخي بعيد المدى بإمكانه أن يحدث الفرق وسط أرض المعركة ؟!، ألا تخشى بريطانيا التي تحارب روسيا العظمى بالوكالة الى جانب عموم الغرب من أن تتحول حربها والغرب مع روسيا الى مباشرة خطيرة لا يحمد عقباها؟،.
لقد قالها دوغلاس مدير الإستخبارات الأمريكية السابق علينا شكر الرئيس الروسي بوتين لصبره علينا، ولعدم تحويله تحرشنا بالوكالة الى حرب عالمية كارثية، واذا كانت بريطانيا فعلا حريصة على شعب أوكرانيا المرتبط بالعاصمة " كييف " والمحيط بها، وتدعي بأن روسيا تتطاول عليه وتلحق الأذى به، فلماذا لا تكون كذلك متعاطفة مع شعوب "الدونباس" الذين قصفهم نظام " كييف " ولا زال يقصفهم الى جانب القرى والمدن الروسية الحدودية ، وتسبب حتى اللحظة في جريمة حرب راح ضحيتها نحو 15) الف مواطن أوكراني وروسي ، وغيرهم من تشرد قسرا، وهي الصورة التي ترفض بريطانيا ومعها الغرب مشاهدتها ، والتدقيق فيها، اعتقادا منهم بأن أوكرانيا هي العاصمة " كييف " والجانب الغربي الأوكراني فقط ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة هو؛ كيف تسمح بريطانيا لنفسها والغرب بالتطاول على سكان القرى والمدن الروسية ، واعتبار ما تفعله صحيح ولا يؤذي السكان الروس المسالمين ؟! .
روسيا يا سيادة الرئيس زيلينسكي قدمت لبلادك أوكرانيا محررة لها من التطرف البنديري المشهود له بالعنصرية ، ولم تأتيك محتلة ، وتاريخ أوكرانيا العميق والمعاصر معروف لها ، وهي أي روسيا تمتلك أكبر مساحة جغرافية في العالم ( أكثر من 18 مليون كلم² ) ، وقوتها العسكرية التقليدية والنووية التي تحتل الرقم (1) في العالم رادعة غير هجومية، ولم يشهد التاريخ بأن روسيا بدأت حربا أو مارست احتلالا ، ومن هاجمها ويكرر حسب عقيدتها العسكرية الاستراتيجية مثل "اليابان" عام 1945 ، وجورجيا عام 2008 ، والتطرف عبر القفقاس بعد عام 1994 ، والتيار البنديري المتطرف في " كييف " عام 2014 ، يدفع الثمن غاليا، وروسيا لا تهزم ولا تقبل بأقل من النصر في كل الحروب التي تفرض عليها ومنها الأخيرة في أوكرانيا ، وتحديدا في "باخموت" ، وأصبح مطلوبا الآن من جموع الغرب المنقادين لسياسة أمريكا الخارجية السلبية رفع يدهم عن أوكرانيا عسكريا، وتشجيعها على قبول الحوار المسؤول، وصولا لسلام الأمر الواقع الذي يفرضه الجانب المنتصر مثل روسيا، وليس من حق من خسر الحرب والمراهنة عليها أن يفرض شروطه ، وهذه سنة الحياة ، ولكي لا تخسر "كييف- زيلينسكي" السلام أيضا لا مخرج لها من غير قبول حلول الوسط الذي يرضي روسيا ويقنع "كييف" وسلاح الغرب وامواله السوداء لم تعد مفيدة ، ولن تحقق النجاح المأمول لكييف ، والأيام القادمة ستثبت ذلك بقوة .
ولن تتمكن بريطانيا ومعها الغرب الأمريكي من تضليل شعوب روسيا وأوكرانيا اعلاميا وسياسيا وتوجيههم للعداء فيما بينهم، بينما هم إخوة وجيران وتاريخهم منذ زمن القياصرة والسلافيون والسوفييت واحد ، ويتقاسمون هموم الحرب والسلام والسياسة وسط هدير الصدامات المسلحة ، التي يراد لها أن لا تنتهي ، ولتستمر بقصد استنزاف الطرفان المتحاربان، لكن هيهات ، الروس والأوكران لا يريدون الحرب ، ولا يعتبرون أنفسهم في حرب ، ويرفضونها ، لذلك نجد بأن الروس يطلقون عليها مجرد عملية عسكرية خاصة إستباقية دفاعية تحريرية غير احتلالية ، والنظام الأوكراني يعتبرها حربا طاردة (للاحتلال الروسي) ، والغرب يعتبرها حربا بالوكالة ضد روسيا عبر العاصمة " كييف " ، استنزافية ، ونتيجة الحرب المباشرة بطبيعة الحال هي ميلاد عالم الأقطاب المتعددة بقيادة روسيا الاتحادية و بجهدها النوعي السياسي والاقتصادي ، وتراجع وهج أحادية القطب الأمريكي ، واهتزاز (الدولار) والبنوك الأمريكية مقابل صمود (الروبل)الروسي المرتكز كما "الين" الصيني على مصادر طبيعية عملاقة .
وفي رسالة جديدة شجاعة ليفغيني بريغوجين قائد قوات " فاغنر" الأمنية الروسية الخاصة الذي يزيد تعدادها عن 30 الفا من المقاتلين المتطوعين، حدد فيها نقاط النصر الروسي الأكيد وسط جبهات القتال في الدنباس وخارجها عبر اثنا عشرة نقطة أهمها، قطع امدادات الغاز الروسي عن الدول التي تزود " كييف " بالسلاح في حربها مع روسيا، ولفت انتباه موسكو لضرورة التعامل بجدية مع مبنى القيادة العسكرية الأوكرانية، ودعوة أغنياء روسيا وعامة الناس هناك للمشاركة في جبهة القتال بما لديهم من مال، وبأن لا حوار مع "كييف" يقبل من طرف روسيا ، وإنما مع بريطانيا وأمريكا قادة الحرب الأوكرانية مباشرة لإقناعهم بقبول شروط روسيا المنتصرة، ولكف يدهم عن الحرب، وضرب مثلا للمسؤولين الروس بضرورة زيارة جبهة الحرب، والتاريخ المعاصر شاهد عيان على مشاركة ابن الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين (فاسيلي) في معارك الحرب العالمية الثانية 1941 1945، والمعروف بأن ستالين رفض استبداله بالجنرال الألماني النازي الأسير لدى السوفييت (فريدريش باولوس)، وتسبب بأن قتل الألمان النازيون الجندي (فاسيلي) وقتها .

نيسان ـ نشر في 2023-05-13 الساعة 15:06


رأي: د.حسام العتوم

الكلمات الأكثر بحثاً