اتصل بنا
 

السعودية توثّقُ حبل الوصال و الجزائر تَأسُو بضيف

كاتبة جزائرية

نيسان ـ نشر في 2023-05-15 الساعة 11:46

نيسان ـ أسدلت ظلي لي الربع الغالي الممتد من مُهْجَتي إلى مُهَجٍ كثيرة و ما بينَ الأصابعِ وراحة كفٍ والأصابع، تغزل خزائن أرضها و الديار حاكيا كثيرة، حاكيا تروي قلوب العِطاش وتسري أقدامنا في طريفها ذاك الطيب المهاجر، فتلملم شؤون قصورها الصغيرة التي يرتخي فيها النسيج لحوادث مزهوة في تلك الجزيرة، وما بين حائل و حمى وخيمة المدينة التي احتضنتنا في قاماتنا بصوت نبي مليئا، دفيئا يزيل الكدر، فمــا أبهـــــاها ديار بَشِيْر الكلام والبشر، وتغدوا رؤى الناظر بيثرب عالقة تستبد الحنين لعاصمة الإسلام، حنين أضاع خطانا في طريق الأحساء العظيمة بجود ثمرها في عجوة عالية شفاء، بورك مدّها وصاعها و لا يقطع عِضَاهُها، ولا يصاد، أما عند ناصية أطرافي غيمة مدائن صالح العتيقة التي خرجت للمدائن والأقطار والأقدار ، تَوَكَّأَت على مُهْجَة البشر والأبصار لكن القلب لا يستريح إلا بإحدى زوايا اليمامة التي خبأت شيء عميق لتجعل مساري بغير انقطاع مستمر في الضياع، طارقا لباب العنبرية والمدينة وأنا بين الصحائف و عَقْبَ السطور و وراء الفواصل و النقاط لي عينا لا تنام تدور كالرحى، هز بفؤادي خفايا الشعور ففاض التوق في ذاك الدرب البعيد باحثا عن مارِد آسِر أو عبارة حب وشوق قصيرة على امتداد طريق المدينة، امتداد رُفعت له اليد إلى الله خاشعة بالدعاء راجية رحمة الرحمان لتفضي علينا بسره المستور، أعانق ظلي كالسارق في انتظار عميق، فأحمده وأنا المسروق في سحرها، غريق بمقلتيها التي تَخْطفُ الأَبْصَارَ وإن كان بالمبصر محتضر، و على طرف النظر رقصت الخيلُ والإبل، و بدارها تَحمل بين السنا كتابا مُبَارَكا مُّصَدِّقا فرفت القلوب له و لها، هي أشواقنا، عروقنا، دمنا و مهما كبرت الفواصلُ و الوَعْكَة الواهية ستتلاشى لتنير الوِجْدَان بين الاخوان وتُطمس الخَلاَء الرهيب ويضل بيتنا المرجاة فيه لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا إِنْبَثَقَ به زمزم لملم شظايانا، ونحن جيران الديار على الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ لا نخاف من أخ خلف الحدود لأننا أكرم أمةٍ فاقت كرام الناس كرامها، و حاكى عبير العنبر عنبرها لرجال خفاقة بأريج الطيب أعلامها، التي نصبت بها الصداقة والأخوة للبلدين الشقيقين الجزائرية و السعودية، هذه العلاقة القوية التي رسخت في التاريخ، ويذكرها اليوم القلم حين تبنت المملكة العربية السعودية القضية الجزائرية وثورة التحرير واعتبرتها امتدادا للعمق العربي المشترك وكان لها مواقف مشرفة كاِنضمامها إلى القرار العربي الشامل الذي دعا لإضراب يوم 28 أكتوبر 1956 ونادت "الله أكبر يا جزائر* لاحت مصابيح البشائر" ونحن أمة نشُد عَهدنا على ميثاق العمل ونجمع شمل الوصل ومن وصل في دروب التعاون الثنائي و معالجة القضايا الهامة الموجهة نحو اِحتياجات البلدين، فحين يصدق القوم يعزم في أصوله، و الرجال كالنَسْخ، قيمتهم عند منزلتهم، وصواعق رعودهم تتكلَّمُ لأنه أكيد أن الزمان يمضي وتبقى الفعال ذات الأثر بالحبر تسطر، والجزائر دائما تواصل جهودها في سبيل إتمام أهدافها القومية المرسومة لها في الدستور والميثاق العربي للعمل، والوقوف أكثر صلابة على مدى العقود الماضية لتعزيز التحديات المشتركة، وكلا البلدين خير الخلائق بالهمم غانية مصيرها بعيد في مراصد الجدود، تنال العلى بالإسلام الذي يلمٌ شتاتهما وينعما بما فيه من نعم، فيا ليت بيت الاخوان فيه الخير والسلام يعم، فكلّ ما حولنا يسري ويطوف في عَالِمَ الْغَيْبِ المسحور في قلب ليل وما وَسقَ و البُكورُ يُشفّى بزمزم حنايا الصّدور.

نيسان ـ نشر في 2023-05-15 الساعة 11:46


رأي: مريم عرجون كاتبة جزائرية

الكلمات الأكثر بحثاً