النكبة جريمة العصرة المستمرّة منذ 75 عاما
علي أحمد الرحامنة
كاتب صحافي وأكاديمي في جامعة الشرق الأوسط
نيسان ـ نشر في 2023-05-16 الساعة 11:24
نيسان ـ هي جريمة العصر المستمرة رسميا منذ 75 عاما، والتي ابتدأت فعليا بإنشاء المنظمة الصهيونية العالمية بزعامة تيودور هرتسل عام 1897، حين عقدت تلك المنظمة مؤتمرها الأول في مدينة بال السويسرية.
ومثّلت الحركة الصهيونية العالمية أداة مركزية لتنفيذ سياسات الاستعمار في الوطن العربي خصوصا، وفي منع وحدته ونهضته وتقدمه.
وكانت اتفاقية سايكس-بيكو عام 1916 لتقسيم الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق) بين بريطانيا وفرنسا، ثم وعد بلفور المشؤوم في 2/11/1917، بإقامة "وطن قومي لليهود" على أرض فلسطين، محطتان أساسيتان، تلاهما مؤتمر سان ريمو عام 1920 للحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، وتمّ إدماج وعد بلفور بقرارات المؤتمر، وبدأت المرحلة التنفيذية الأكبر، بالاحتلال البريطاني لفلسطين (والأردن والعراق)، إلى جانب الاحتلال الفرنسي لسوريا ولبنان...
وبدأ تنظيم الهجرات اليهودية إلى فلسطين، والأعمال الإرهابية ضد الفلسطينيين، وصولا إلى إعلان قيام "دولة إسرائيل" عام 1948، وتشريد 750 ألف فلسطيني من ديارهم، وتدمير نحو 500 بلدة وقرية فلسطينية، بعد سلسلة من المجازر والهجمات المنظمة، واستكمال كل ذلك باحتلال ما تبقى من فلسطين، مع أراض عربية أخرى، في عدوان عام 1967، تلتها الممارسات الصهيونية التي لم تتوقف، بالحروب والتهويد وممارسة أقسى أشكال العنصرية الفاشية، في نظام الفصل والتمييز العنصري - "الأبارتهايد"، الذي أعطته حكومات الاحتلال صفة قانونية معلنة بقانون "يهودية الدولة" وغيره من القوانين العنصرية، مع صمت الدول الغربية "ومبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان" التي يتمّ تجاهلها تماما، وكأن الفلسطينيين والعرب والمسلمين من غير بني البشر! وفي هذا، يقف الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنيسة المهد وكنيسة القيامة في رمز عميق لوحدة النضال العربي والفلسطيني، الإسلامي والمسيحي، ضدّ الاحتلال العنصري البغيض.
إنها سطور معدودة، تصف الجريمة المستمرة منذ أكثر من 100 عام، في الذكرى 75 للنكبة، التي أسّست للدم والخراب والتقسيم والانقسام في مجمل منطقتنا، والتي بقي عنوانها وجوهرها، حرمان شعوب هذه المنطقة من الحق الطبيعي في الحياة والتقدّم، وإغراقها في الصراعات، والعمل على تأمين الاعتراف بهذا الاحتلال وتطبيع العلاقات معه، على حساب الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.
وتأتي هذه الذكرى الـ 75 للنكبة، بعد يومين ومن توقف معركة "ثأر الأحرار"، وفيما الفلسطينيون يزفون كوكبة من أبنائهم ونسائهم وأطفالهم مع عدد من قادتهم العسكريين، في آخر حلقات العدوان على قطاع غزة، وفيما المعركة مستمرة في القدس والضفة وغزة، وفيما الأنظار تتجه إلى المزيد الصلف العنصري الصهيوني في "مسيرة الأعلام" التدنيسية للمسجد الأقصى المبارك، يوم الثامن عشر من هذا الشهر.
النكبة مستمرة، والصراع مستمرّ، وكل الشعوب العربية والإسلامية، وكل أصدقاء الحق والعدالة، وكل الأحرار الشرفاء عبر العالم، يواصلون رفع الصوت عاليا نصرة لأصحاب الحق، أصحاب القضية الفلسطينية والعربية العادلة.
وإن كان من رسالة، فهي أن الحقّ حقّ، والباطل باطل، وللمظلوم أن يواجه الظالم، بإجماع كل الشرائع، و"الساكت عن الحقّ شيطان أخرس". فلنقل في يوم الحق: لا لنظام الاحتلال العنصري الاستيطاني، ونعم لكفاح الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه في العودة، وتقرير المصير، بدعم مخلص لا يتوقف من كل حرّ شريف..
ومثّلت الحركة الصهيونية العالمية أداة مركزية لتنفيذ سياسات الاستعمار في الوطن العربي خصوصا، وفي منع وحدته ونهضته وتقدمه.
وكانت اتفاقية سايكس-بيكو عام 1916 لتقسيم الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق) بين بريطانيا وفرنسا، ثم وعد بلفور المشؤوم في 2/11/1917، بإقامة "وطن قومي لليهود" على أرض فلسطين، محطتان أساسيتان، تلاهما مؤتمر سان ريمو عام 1920 للحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، وتمّ إدماج وعد بلفور بقرارات المؤتمر، وبدأت المرحلة التنفيذية الأكبر، بالاحتلال البريطاني لفلسطين (والأردن والعراق)، إلى جانب الاحتلال الفرنسي لسوريا ولبنان...
وبدأ تنظيم الهجرات اليهودية إلى فلسطين، والأعمال الإرهابية ضد الفلسطينيين، وصولا إلى إعلان قيام "دولة إسرائيل" عام 1948، وتشريد 750 ألف فلسطيني من ديارهم، وتدمير نحو 500 بلدة وقرية فلسطينية، بعد سلسلة من المجازر والهجمات المنظمة، واستكمال كل ذلك باحتلال ما تبقى من فلسطين، مع أراض عربية أخرى، في عدوان عام 1967، تلتها الممارسات الصهيونية التي لم تتوقف، بالحروب والتهويد وممارسة أقسى أشكال العنصرية الفاشية، في نظام الفصل والتمييز العنصري - "الأبارتهايد"، الذي أعطته حكومات الاحتلال صفة قانونية معلنة بقانون "يهودية الدولة" وغيره من القوانين العنصرية، مع صمت الدول الغربية "ومبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان" التي يتمّ تجاهلها تماما، وكأن الفلسطينيين والعرب والمسلمين من غير بني البشر! وفي هذا، يقف الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنيسة المهد وكنيسة القيامة في رمز عميق لوحدة النضال العربي والفلسطيني، الإسلامي والمسيحي، ضدّ الاحتلال العنصري البغيض.
إنها سطور معدودة، تصف الجريمة المستمرة منذ أكثر من 100 عام، في الذكرى 75 للنكبة، التي أسّست للدم والخراب والتقسيم والانقسام في مجمل منطقتنا، والتي بقي عنوانها وجوهرها، حرمان شعوب هذه المنطقة من الحق الطبيعي في الحياة والتقدّم، وإغراقها في الصراعات، والعمل على تأمين الاعتراف بهذا الاحتلال وتطبيع العلاقات معه، على حساب الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.
وتأتي هذه الذكرى الـ 75 للنكبة، بعد يومين ومن توقف معركة "ثأر الأحرار"، وفيما الفلسطينيون يزفون كوكبة من أبنائهم ونسائهم وأطفالهم مع عدد من قادتهم العسكريين، في آخر حلقات العدوان على قطاع غزة، وفيما المعركة مستمرة في القدس والضفة وغزة، وفيما الأنظار تتجه إلى المزيد الصلف العنصري الصهيوني في "مسيرة الأعلام" التدنيسية للمسجد الأقصى المبارك، يوم الثامن عشر من هذا الشهر.
النكبة مستمرة، والصراع مستمرّ، وكل الشعوب العربية والإسلامية، وكل أصدقاء الحق والعدالة، وكل الأحرار الشرفاء عبر العالم، يواصلون رفع الصوت عاليا نصرة لأصحاب الحق، أصحاب القضية الفلسطينية والعربية العادلة.
وإن كان من رسالة، فهي أن الحقّ حقّ، والباطل باطل، وللمظلوم أن يواجه الظالم، بإجماع كل الشرائع، و"الساكت عن الحقّ شيطان أخرس". فلنقل في يوم الحق: لا لنظام الاحتلال العنصري الاستيطاني، ونعم لكفاح الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه في العودة، وتقرير المصير، بدعم مخلص لا يتوقف من كل حرّ شريف..
نيسان ـ نشر في 2023-05-16 الساعة 11:24
رأي: علي أحمد الرحامنة كاتب صحافي وأكاديمي في جامعة الشرق الأوسط