حضور زيلينسكي قمة العرب .. ماذا يعني؟
نيسان ـ نشر في 2023-05-20 الساعة 15:01
نيسان ـ قمة العرب في جدة في المملكة العربية السعودية الشقيقة بتاريخ 19 أيار 2023، القطب والدولة العربية العملاقة كانت الأنجح في وقتنا المعاصر والأبهى، ولوقفتها الصلبة مع القضية الفلسطينية العادلة، ومع بناء الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية ، ومع تجميد المستوطنات بالإرتكاز على معادلة حل الدولتين والإلتزام بحدود الرابع من حزيران لعام 1967، وليعم السلام في المنطقة العربية والشرق أوسطية بوجود دولة فلسطينية الى جانب دولة إسرائيلية، ودعوة عربية للسلام فوق الأراضي السورية الموحدة بحضور الرئيس السوري بشار الأسد ، ودعوة عربية مماثلة لسلام روسي أوكراني بوجود الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على اعتبار أنه يمثل الجهة المحتلة من قبل الجانب الروسي، وفي ظل غياب أو عدم دعوة ممثل روسيا الإتحادية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن للإستماع لموقف بلاده من العملية الروسية الخاصة ، ومن الحرب الروسية – الأوكرانية ومع ( الناتو ) بالوكالة ، وبرقية مساندة للقضية الفلسطينية ولأزمات العرب في السودان وليبيا واليمن وجهها الرئيس الروسي بوتين للقمة العربية حظيت باحترام القمة، وبالمناسبة لم يرد في خطابات الدول العربية المتحدثة عن ( الحرب الروسية – الأوكرانية ) ما له علاقة بحلف ( الناتو ) المعادي لروسيا والشريك غير المباشر في الحرب الأوكرانية والمنحاز مباشرة للعاصمة " كييف " ، ومع أن دعوة الرئيس زيلينسكي وجهت له من طرف الدولة المستضيفة ، أي المملكة العربية السعودية، وبموافقة مجلس التعاون الخليجي، إلا أن دعوة الرئيس الأوكراني وعدم دعوة مندوب روسيا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن أعطى اشارة على وجود توصية خارجية أمريكية وغربية لمظهر الدعوة وسط ظرف دولي حساس وعلاقات دولية للعرب الأصل فيها أن تبقى متوازنة ومحادية وموضوعية.
وخطابات الملوك والرؤساء العرب كلها كانت متوازنة وحميدة وناجحة وهادفة، دعت لإسترداد حق الشعب الفلسطيني المناضل في الأرض وفي الدولة ، وللسلام وللوحدة العربية و للإبتعاد عن التدخل الخارجي ، وما جاء به الرئيس الأوكراني زيلينسكي كان من الممكن أن يكون مختلفا وأقوى ، بمعنى أن يعلن قبوله بسلام الأمر الواقع مع جارة التاريخ روسيا الاتحادية من دون نعتها بالإحتلال والإستعمار وبنزوة الإمبراطورية التوسعية، وما كان يجب على زيلينسكي أن يلمح بوجود من لا يتفهم موقف بلاده أوكرانيا من الزعماء العرب المتواجدين في مؤتمر القمة مثل سوريا الأسد، ولقد دعا الرئيس بشار الأسد العرب للإنتباه لعروبتهم بعيدا عن التدخلات الخارجية ، ولو جاء خطابه باللغة الأوكرانية وليس الانجليزية لكان أفضل له ولبلاده التي قررت محاربة واجتثاث اللغة الروسية وروسيا من جذورها ، ولو قدم إلى جدة على متن طائرة أوكرانية وطنية أفضل له من القدوم على متن طائرة فرنسية استعمارية مثلا ، وشتان بين خطاب روسيا الذي دعا أوكرانيا " كييف " للحوار والسلام مبكرا عبر الحوار المباشر واتفاقية " مينسك 1+2 " ولإبعادها عن ضم " الدونباس " قسرا بعد انقلابها الدموي غير الشرعي في " كييف " عام 2014 ، وبعد ثورات برتقالية ملونة مبرمجة من قبل الغرب الأمريكي قبل ذلك ، وهو ما تسبب في خسرانه وعاصمة بلاده " كييف " للقرم الذي منحه لهم التاريخ الروسي – السوفيتي 60 عاما منذ أن قرر الزعيم السوفيتي نيكيتا خرتشوف الأوكراني الأصل عام 1954 ضمه لأوكرانيا لأسباب اقتصادية – مائية، وعندما قرر الرئيس بوتين إعادته لعرينه الروسي كان فقط بسبب إساءة " كييف " ونظامها السياسي المتلاحم مع التيار البنديري المتطرف للأمانة التاريخية عبر التوجه للغرب و" للناتو " وادارة الظهر بالكامل للعمقين الروسي والسوفييتي السابق التاريخيين ، وما كان لروسيا – بوتين أن تحرك عمليتها العسكرية الخاصة تجاه الأراضي الأوكرانية السابقة بتاريخ 24 شباط 2022 وبقرار رئاسي جماعي صدر عن قصر "الكرملين " تجاه الدونباس بعد القرم ، وبعد تحريكها لصناديق الإقتراع في الأقاليم الأوكرانية السابقة ، والتي صوتت جمعيها للإنضمام ليس للعاصمة "كييف " ولا للغرب ، وإنما لروسيا الااتحادية بحكم القرب الجغرافي و الديمغرافي و الأيدولوجي و السياسي و المصالح المشتركة .
ويعترف الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأن بلاده ، أي " كييف " لا تملك السلاح الكافي لمحاربة روسيا ، و بأن روسيا ضعيفة السلاح واستطاع الصمود أمامها أكثر من عام ، ونحن نعرف ، وروسيا تعرف ، وكافة أجهزة اللوجستيا الدولية تعرف ، بأن " كييف " حصلت ولا زالت تحصل على دعم عسكري ومالي غربي تجاوز الـ 150 مليار دولار ، ليس دفاعا عن سيادة أوكرانيا والتي كانت من واجبات روسيا الدستورية الأصيلة ، وانما لضمانة ديمومة سباق التسلح والحرب الباردة ، وبهدف استنزاف روسيا القطب والدولة العملاقة الناهضة سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، المجذفة تجاه عالم الأقطاب المتعددة والعازفة عن أحادية القطب وعملته الدولار واليورو ، والمتجهة أكثر صوب شرق وجنوب العالم ، والأكثر تمسكا بالقانون الدولي ، وقال زيلينسكي في القمة بأنه لا يريد وبلاده " كييف " الحرب ، فلماذا يحارب إذن ؟ وهل سيقوى والغرب على تحرير سنتيمترا واحدا من القرم والدونباس ؟ شخصيا أشك بذلك ، وهو يناور وسط بضعة كيلومترات باخموتية "أرتيومسك- الاسم الروسي للمدينة"، ويستطيع وجيشه مقارعة قوات " فاغنر" الروسية الأمنية الخاصة وبشكل مؤقت فقط ، وروسيا - بوتين وكما أعرف سمحت وتسمح للشعوب الروسية والأوكرانية وللتتار المسلمين وغيرهم العيش بسلام في القرم، وهو الذي لن يعود كما الدونباس أوكرانيا ، وأصبحت كافة الأقاليم المحررة روسية السيادة وإلى الأبد ، وتمتلك روسيا ترسانة من السلاح التقليدي والنووي والبحري والفضائي الأكثر تطورا وقوة في العالم ، والغرب يعي ذلك.
روسيا – بوتين تعرف بعمق لوجستي قوي في المقابل بأن الحرب الأوكرانية بدأت من " كييف " و بالتعاون مع التيار البنديري المتطرف و الغرب الأمريكي منذ زمن الثورات البرتقالية قبل و أثتاء انقلاب "كييف " المذكور هنا أعلاه ، وبأن السلام الذي تقبل فيه روسيا المنتصرة في العملية الحرب وليست " كييف " الخاسرة لها ، هو سلام الأمر الواقع الذي تقبل فيه " كييف " ويقبل فيه الغرب مجتمعا والذي يعني بأن القرم والدونباس أراضي أصبحت تخضع للسيادة الروسية التاريخية الأبدية ، والجانب المتحدث والمنتصر هو روسيا العظمى التي لا تهزم وتاريخها المعاصر شاهد على ذلك ، وهي قطب ودولة دفاعية لا هجومية ، ولقد احسنت استخدام المادة القانونية سارية المفعول في الأمم المتحدة رقم 517 التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها ، ومثلما أن دول الخليج أو العديد منها قدمت مساعدات مالية للشعب الأوكراني عبر " كييف " ، فإن الشعب الأوكراني أيضا شعوب القرم والدونباس ، ولا يوجد مطلقا أي مانع لدعم شعب أوكرانيا الشقيق للشعوب الروسية والسوفيتية وكما أعتقد شخصيا، لكننا لا نريد للمال العربي أن يتحول لا سمح الله لسلاح بيد التطرف الأوكراني – البنديري وللغرب المتطرف أيضا ، ولا مخرج للأزمة الروسية – الأوكرانية خارج طاولة الحوار الروسي – الأوكراني ومع الغرب- خاصة مع أمريكا وبريطانيا، وعلى الغرب رفع يده عن الإستمرار في تسليح " كييف " فورا .
وخطابات الملوك والرؤساء العرب كلها كانت متوازنة وحميدة وناجحة وهادفة، دعت لإسترداد حق الشعب الفلسطيني المناضل في الأرض وفي الدولة ، وللسلام وللوحدة العربية و للإبتعاد عن التدخل الخارجي ، وما جاء به الرئيس الأوكراني زيلينسكي كان من الممكن أن يكون مختلفا وأقوى ، بمعنى أن يعلن قبوله بسلام الأمر الواقع مع جارة التاريخ روسيا الاتحادية من دون نعتها بالإحتلال والإستعمار وبنزوة الإمبراطورية التوسعية، وما كان يجب على زيلينسكي أن يلمح بوجود من لا يتفهم موقف بلاده أوكرانيا من الزعماء العرب المتواجدين في مؤتمر القمة مثل سوريا الأسد، ولقد دعا الرئيس بشار الأسد العرب للإنتباه لعروبتهم بعيدا عن التدخلات الخارجية ، ولو جاء خطابه باللغة الأوكرانية وليس الانجليزية لكان أفضل له ولبلاده التي قررت محاربة واجتثاث اللغة الروسية وروسيا من جذورها ، ولو قدم إلى جدة على متن طائرة أوكرانية وطنية أفضل له من القدوم على متن طائرة فرنسية استعمارية مثلا ، وشتان بين خطاب روسيا الذي دعا أوكرانيا " كييف " للحوار والسلام مبكرا عبر الحوار المباشر واتفاقية " مينسك 1+2 " ولإبعادها عن ضم " الدونباس " قسرا بعد انقلابها الدموي غير الشرعي في " كييف " عام 2014 ، وبعد ثورات برتقالية ملونة مبرمجة من قبل الغرب الأمريكي قبل ذلك ، وهو ما تسبب في خسرانه وعاصمة بلاده " كييف " للقرم الذي منحه لهم التاريخ الروسي – السوفيتي 60 عاما منذ أن قرر الزعيم السوفيتي نيكيتا خرتشوف الأوكراني الأصل عام 1954 ضمه لأوكرانيا لأسباب اقتصادية – مائية، وعندما قرر الرئيس بوتين إعادته لعرينه الروسي كان فقط بسبب إساءة " كييف " ونظامها السياسي المتلاحم مع التيار البنديري المتطرف للأمانة التاريخية عبر التوجه للغرب و" للناتو " وادارة الظهر بالكامل للعمقين الروسي والسوفييتي السابق التاريخيين ، وما كان لروسيا – بوتين أن تحرك عمليتها العسكرية الخاصة تجاه الأراضي الأوكرانية السابقة بتاريخ 24 شباط 2022 وبقرار رئاسي جماعي صدر عن قصر "الكرملين " تجاه الدونباس بعد القرم ، وبعد تحريكها لصناديق الإقتراع في الأقاليم الأوكرانية السابقة ، والتي صوتت جمعيها للإنضمام ليس للعاصمة "كييف " ولا للغرب ، وإنما لروسيا الااتحادية بحكم القرب الجغرافي و الديمغرافي و الأيدولوجي و السياسي و المصالح المشتركة .
ويعترف الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأن بلاده ، أي " كييف " لا تملك السلاح الكافي لمحاربة روسيا ، و بأن روسيا ضعيفة السلاح واستطاع الصمود أمامها أكثر من عام ، ونحن نعرف ، وروسيا تعرف ، وكافة أجهزة اللوجستيا الدولية تعرف ، بأن " كييف " حصلت ولا زالت تحصل على دعم عسكري ومالي غربي تجاوز الـ 150 مليار دولار ، ليس دفاعا عن سيادة أوكرانيا والتي كانت من واجبات روسيا الدستورية الأصيلة ، وانما لضمانة ديمومة سباق التسلح والحرب الباردة ، وبهدف استنزاف روسيا القطب والدولة العملاقة الناهضة سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، المجذفة تجاه عالم الأقطاب المتعددة والعازفة عن أحادية القطب وعملته الدولار واليورو ، والمتجهة أكثر صوب شرق وجنوب العالم ، والأكثر تمسكا بالقانون الدولي ، وقال زيلينسكي في القمة بأنه لا يريد وبلاده " كييف " الحرب ، فلماذا يحارب إذن ؟ وهل سيقوى والغرب على تحرير سنتيمترا واحدا من القرم والدونباس ؟ شخصيا أشك بذلك ، وهو يناور وسط بضعة كيلومترات باخموتية "أرتيومسك- الاسم الروسي للمدينة"، ويستطيع وجيشه مقارعة قوات " فاغنر" الروسية الأمنية الخاصة وبشكل مؤقت فقط ، وروسيا - بوتين وكما أعرف سمحت وتسمح للشعوب الروسية والأوكرانية وللتتار المسلمين وغيرهم العيش بسلام في القرم، وهو الذي لن يعود كما الدونباس أوكرانيا ، وأصبحت كافة الأقاليم المحررة روسية السيادة وإلى الأبد ، وتمتلك روسيا ترسانة من السلاح التقليدي والنووي والبحري والفضائي الأكثر تطورا وقوة في العالم ، والغرب يعي ذلك.
روسيا – بوتين تعرف بعمق لوجستي قوي في المقابل بأن الحرب الأوكرانية بدأت من " كييف " و بالتعاون مع التيار البنديري المتطرف و الغرب الأمريكي منذ زمن الثورات البرتقالية قبل و أثتاء انقلاب "كييف " المذكور هنا أعلاه ، وبأن السلام الذي تقبل فيه روسيا المنتصرة في العملية الحرب وليست " كييف " الخاسرة لها ، هو سلام الأمر الواقع الذي تقبل فيه " كييف " ويقبل فيه الغرب مجتمعا والذي يعني بأن القرم والدونباس أراضي أصبحت تخضع للسيادة الروسية التاريخية الأبدية ، والجانب المتحدث والمنتصر هو روسيا العظمى التي لا تهزم وتاريخها المعاصر شاهد على ذلك ، وهي قطب ودولة دفاعية لا هجومية ، ولقد احسنت استخدام المادة القانونية سارية المفعول في الأمم المتحدة رقم 517 التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها ، ومثلما أن دول الخليج أو العديد منها قدمت مساعدات مالية للشعب الأوكراني عبر " كييف " ، فإن الشعب الأوكراني أيضا شعوب القرم والدونباس ، ولا يوجد مطلقا أي مانع لدعم شعب أوكرانيا الشقيق للشعوب الروسية والسوفيتية وكما أعتقد شخصيا، لكننا لا نريد للمال العربي أن يتحول لا سمح الله لسلاح بيد التطرف الأوكراني – البنديري وللغرب المتطرف أيضا ، ولا مخرج للأزمة الروسية – الأوكرانية خارج طاولة الحوار الروسي – الأوكراني ومع الغرب- خاصة مع أمريكا وبريطانيا، وعلى الغرب رفع يده عن الإستمرار في تسليح " كييف " فورا .
نيسان ـ نشر في 2023-05-20 الساعة 15:01
رأي: د.حسام العتوم