إسدال الستارة عن مسرحية زيلينسكي
نيسان ـ نشر في 2023-05-24 الساعة 15:02
نيسان ـ بسقوط مدينة "باخموت" ضمن محافظة دونيتسك في اقليم الدونباس بيد قوات فاغنر الروسية الخاصة، والعودة لإسمها الروسي "أرتيومسك" وقرب تسليمها للجيش الروسي بداية حزيران المقبل يكون الروس قد اسدلوا الستارة فعلا عن مسرحية الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وحربه معهم، وهو الفنان السابق صاحب مسرحية "خادم الشعب" الذي حولها بنفسه ونظامه السياسي المحسوب على التيار البنديري المتطرف والغرب الأمريكي الأكثر تطرفا الى خادم للغرب ولحلف "الناتو" المعادي لروسيا الإتحادية وللتجمع السوفييتي السابق جيران التاريخ الأوكراني والجبهة الواحدة المنتصرة منذ الحرب العالمية الثانية 19411945 وقبل ذلك في أعماق الزمن السوفييتي، حيث كانت المجاعة الواحدة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، ولم يشهد التاريخ المعاصر أن كانت روسيا قد بدأت الحرب يوما منذ زمن نابليون بونابارت وأودلف هتلر، وحتى في زمن بيترو باراشينكا وزيلينسكي نفسه، وفي عام 1949 اخترع السوفييت بزعامة الروس القنبلة النووية كقوة رادعة لجبروت الغرب النووي المستخدم لها في اليابان عام 1945، ويرفضون البدء في استخدامها بقصد المهاجمة، ويحتفظون بحق الرد السريع حالة مباغتتهم فقط، وفي الوقت الذي جاب فيه مؤخرا زيلينسكي بلاد العرب واليابان مروجا لقضية عاصمة بلاده "كييف" على أنها تقع تحت وطأة "الإحتلال الروسي"، وبأن أوكرانيا لم تبدأ الحرب ولا تريدها، سقط آخر معقل للعاصمة " كييف "، أي باخموت، وهو خط الدفاع الأول عن الدونباس والقرم في المقابل، وأصبحت فعلا كافة الأقاليم الأوكرانية السابقة " القرم، ولوغانسك، ودونيتسك " الدونباس "، وزاباروجا، وخيرسون " روسية السيادة والى الأبد، والروس في زمنهم المعاصر لا يختلفون في استراتيجيتهم العسكرية والسياسية عن عسكرة وسياسية جوزيف ستالين صاحب شعار "ولا خطوة الى الوراء" .
ولم تأتِ روسيا الى الأراضي الروسية السابقة محتلة، بل عادت عبر صناديق الإقتراع وعمليتها العسكرية الخاصة بتاريخ 24 شباط 2024 وقبل ذلك عام 2014 الى أراضيها التاريخية في وقت غدرت فيه "كييف" بسيادتها حسب رؤيتها وأدارت ظهرها بالكامل لروسيا وللغة الروسية، وللدين الأرثوذكسي المشترك، وواصلت بث الفوبيا الروسية ضدها بالتعاون مع الغرب المستهدف لها مباشرة، والباحث دوما عن ديمومة الحرب الباردة، وسباق التسلح، وعن استنزاف روسيا والتقليل من أهميتها عالميا، ونعتها بالمحتلة والمستعمرة والبانية لإمبراطورية الأحلام، وكلها مسارات مكشوفة تنتهي بالتعامل بصلابة روسيا مع العقوبات الاقتصادية المتكررة، وهي التي بقيت صامدة في وجه مؤامرات الغرب على مستوى الاقتصاد والعملة الوطنية والتجارة الخارجية، ورواية " كييف " نقل الأطفال الأوكران من الدونباس للداخل الروسي كان الهدف منه روسيًّا حمايتهم ورعايتهم في زمن الحرب المشتعلة التي لا تعتبرها روسيا حربا أصلا، بل عملية عسكرية خاصة تحريرية دفاعية ارتكزت على مادة واضحة من مواد الأمم المتحدة رقم 517 التي تخول الدول المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها، لكن الغرب يرفض حتى الساعة الإصغاء للقانون الدولي ويستمر بإختراقه عبر تزويد " كييف " بالسلاح غير النافع رغم حداثته، وبالمال الوفير الأسود الذي يتعرض لملفات من الفساد الداخلي في العاصمة " كييف "، وما دفع به الغرب من مال وسلاح وصل الى أكثر من 150 مليار دولار يكفي في واقع الحال لإعادة اعمار أوكرانيا كلها لو يحسن استخدامه، وبالمناسبة الغرب يفرق علنا وبسذاجة بين الشعب الأوكراني الواحد في " كييف" وحولها وبين سكان القرم والدونباس، بينما تعتبره روسيا شعبا واحدا جارا صديقا، وتعتبر أوكرانيا كلها دولة جارة صديقة وتريدها أن تعود لصوابها بدلا من أن ترتمي في أحضان الغرب والناتو المتأمر عليها وعلى روسيا معا علنا وتحت أشعة الشمس .
لم يكن الرئيس زيلينسكي موفقا في خطابه في قمة العرب في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وجاء بمعلومات سلبية اظهرت عمق الجبهة التشاركية بين عاصمة بلاده " كييف " والغرب الأمريكي، وصور للعرب بأن روسيا محتلة لبلاده رغم ضعفها، وبأن بلاده لا تملك السلاح الكافي ولا تريد الحرب، وبأن روسيا عملت على ترحيل اطفال أوكرانيا الى الداخل الروسي لفصلهم عن جذورهم الوطنية الأوكرانية، وبأن قضية (القرم) تحمل بعدا اسلاميا بسبب عيش التتار فيها، وبلاده أوكرانيا جاهزة للتعاون الزراعي مع بلاد العرب خاصة في مجال مادة القمح، والمعروف لنا في المقابل بأن الحرب الأوكرانية بدأت من وسط الثورات البرتقالية بين عامي 2004 و2014، ووسط انقلاب " كييف " ، وعندما اتجه النظام الأوكراني الجديد بقيادة بيترو باراشينكا وفلاديمير زيلينسكي الى المماطلة في تنفيذ اتفاقية " مينسك 1+2 " ولتعطيل الحوار المباشر بين " كييف " و" موسكو " وبالتعاون مع الغرب، ومواصلة قصف " الدونباس " على مدى ثماني سنوات والتسبب في جريمة حرب راح ضحيتها حوالي 15 الف مواطن أوكراني وروسي وشرد غيرهم، والسماح لأمريكا بنشر أكثر من 30 مركزا بيولوجيا خطيرا فوق الأراضي الأوكرانية، والتوسع أكثر في مجالها وسط المنطقة السوفيتية السابقة، والشروع بإنتاج قنبلة نووية وأخرى محدودة القوة " قذرة " بالتعاون مع الغرب أيضا، وتفجير جسر القرم وخط الغاز " نورد ستريم 2 "، وتنفيذ أكثر من عملية اغتيال لصحفيين روس في العمق الروسي، والتطاول على القرى والمدن الروسية الحدودية ، والوصول حتى الى مشارف العاصمة " موسكو " والى الساحة الحمراء فيها ولقصر الكرملين الرئاسي بطائرات مسيرة، ومواصلة التعاون مع الغرب وحتى الساعة في التزود بالسلاح الغربي وبحجم ملياري طردي لدرجة اختلاف الغرب فيما بينهم على المبالغ المالية الكبيرة المهدورة آخرها دراسة توجيه 3.50 مليار دولار على شكل سلاح لكييف، والظاهر هو بأن الرئيس زيلينسكي ومعه عموم الغرب لم يتعملوا بعد من دروس فشلهم المتتابع في مقارعة روسيا الاتحادية مباشرة وبالوكالة ، وها هي مدينة " باخموت " تسقط أمام أعينهم، ولازالت أيديهم في الغرب تحمل السلاح .
والملاحظ الآن هو أن الغرب ضمنا بدأ يتفهم عدم قدرة "كييف" على محاربة "موسكو" عسكريا مهما جمعوا لها من مال وسلاح ، ومهما رفعوا من مستوى تدريب الجيش الأوكراني والفصائل البنديرية المتطرفة في عمق بلادهم، وبأن المخرج الوحيد الآمن لنظام أوكرانيا هو التجذيف صوب سلام الأمر الواقع مع روسيا، بمعنى قبوله والغرب بضم روسيا للأقاليم الخمسة للسيادة الروسية وحسب معطيات الروس التاريخية، و"كييف" ليست محظوظة بطبيعة الحال عندما تقرر مواصلة حربها مع دولة عملاقة بحجم روسيا، القطب المتفوق في العسكرة التقليدية والنووية والبحرية والفضائية حتى على حلف " الناتو " مجتمعا رغم فروقات التسليح المليارية الكبيرة لصالح " الناتو ".
ولم تأتِ روسيا الى الأراضي الروسية السابقة محتلة، بل عادت عبر صناديق الإقتراع وعمليتها العسكرية الخاصة بتاريخ 24 شباط 2024 وقبل ذلك عام 2014 الى أراضيها التاريخية في وقت غدرت فيه "كييف" بسيادتها حسب رؤيتها وأدارت ظهرها بالكامل لروسيا وللغة الروسية، وللدين الأرثوذكسي المشترك، وواصلت بث الفوبيا الروسية ضدها بالتعاون مع الغرب المستهدف لها مباشرة، والباحث دوما عن ديمومة الحرب الباردة، وسباق التسلح، وعن استنزاف روسيا والتقليل من أهميتها عالميا، ونعتها بالمحتلة والمستعمرة والبانية لإمبراطورية الأحلام، وكلها مسارات مكشوفة تنتهي بالتعامل بصلابة روسيا مع العقوبات الاقتصادية المتكررة، وهي التي بقيت صامدة في وجه مؤامرات الغرب على مستوى الاقتصاد والعملة الوطنية والتجارة الخارجية، ورواية " كييف " نقل الأطفال الأوكران من الدونباس للداخل الروسي كان الهدف منه روسيًّا حمايتهم ورعايتهم في زمن الحرب المشتعلة التي لا تعتبرها روسيا حربا أصلا، بل عملية عسكرية خاصة تحريرية دفاعية ارتكزت على مادة واضحة من مواد الأمم المتحدة رقم 517 التي تخول الدول المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها، لكن الغرب يرفض حتى الساعة الإصغاء للقانون الدولي ويستمر بإختراقه عبر تزويد " كييف " بالسلاح غير النافع رغم حداثته، وبالمال الوفير الأسود الذي يتعرض لملفات من الفساد الداخلي في العاصمة " كييف "، وما دفع به الغرب من مال وسلاح وصل الى أكثر من 150 مليار دولار يكفي في واقع الحال لإعادة اعمار أوكرانيا كلها لو يحسن استخدامه، وبالمناسبة الغرب يفرق علنا وبسذاجة بين الشعب الأوكراني الواحد في " كييف" وحولها وبين سكان القرم والدونباس، بينما تعتبره روسيا شعبا واحدا جارا صديقا، وتعتبر أوكرانيا كلها دولة جارة صديقة وتريدها أن تعود لصوابها بدلا من أن ترتمي في أحضان الغرب والناتو المتأمر عليها وعلى روسيا معا علنا وتحت أشعة الشمس .
لم يكن الرئيس زيلينسكي موفقا في خطابه في قمة العرب في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وجاء بمعلومات سلبية اظهرت عمق الجبهة التشاركية بين عاصمة بلاده " كييف " والغرب الأمريكي، وصور للعرب بأن روسيا محتلة لبلاده رغم ضعفها، وبأن بلاده لا تملك السلاح الكافي ولا تريد الحرب، وبأن روسيا عملت على ترحيل اطفال أوكرانيا الى الداخل الروسي لفصلهم عن جذورهم الوطنية الأوكرانية، وبأن قضية (القرم) تحمل بعدا اسلاميا بسبب عيش التتار فيها، وبلاده أوكرانيا جاهزة للتعاون الزراعي مع بلاد العرب خاصة في مجال مادة القمح، والمعروف لنا في المقابل بأن الحرب الأوكرانية بدأت من وسط الثورات البرتقالية بين عامي 2004 و2014، ووسط انقلاب " كييف " ، وعندما اتجه النظام الأوكراني الجديد بقيادة بيترو باراشينكا وفلاديمير زيلينسكي الى المماطلة في تنفيذ اتفاقية " مينسك 1+2 " ولتعطيل الحوار المباشر بين " كييف " و" موسكو " وبالتعاون مع الغرب، ومواصلة قصف " الدونباس " على مدى ثماني سنوات والتسبب في جريمة حرب راح ضحيتها حوالي 15 الف مواطن أوكراني وروسي وشرد غيرهم، والسماح لأمريكا بنشر أكثر من 30 مركزا بيولوجيا خطيرا فوق الأراضي الأوكرانية، والتوسع أكثر في مجالها وسط المنطقة السوفيتية السابقة، والشروع بإنتاج قنبلة نووية وأخرى محدودة القوة " قذرة " بالتعاون مع الغرب أيضا، وتفجير جسر القرم وخط الغاز " نورد ستريم 2 "، وتنفيذ أكثر من عملية اغتيال لصحفيين روس في العمق الروسي، والتطاول على القرى والمدن الروسية الحدودية ، والوصول حتى الى مشارف العاصمة " موسكو " والى الساحة الحمراء فيها ولقصر الكرملين الرئاسي بطائرات مسيرة، ومواصلة التعاون مع الغرب وحتى الساعة في التزود بالسلاح الغربي وبحجم ملياري طردي لدرجة اختلاف الغرب فيما بينهم على المبالغ المالية الكبيرة المهدورة آخرها دراسة توجيه 3.50 مليار دولار على شكل سلاح لكييف، والظاهر هو بأن الرئيس زيلينسكي ومعه عموم الغرب لم يتعملوا بعد من دروس فشلهم المتتابع في مقارعة روسيا الاتحادية مباشرة وبالوكالة ، وها هي مدينة " باخموت " تسقط أمام أعينهم، ولازالت أيديهم في الغرب تحمل السلاح .
والملاحظ الآن هو أن الغرب ضمنا بدأ يتفهم عدم قدرة "كييف" على محاربة "موسكو" عسكريا مهما جمعوا لها من مال وسلاح ، ومهما رفعوا من مستوى تدريب الجيش الأوكراني والفصائل البنديرية المتطرفة في عمق بلادهم، وبأن المخرج الوحيد الآمن لنظام أوكرانيا هو التجذيف صوب سلام الأمر الواقع مع روسيا، بمعنى قبوله والغرب بضم روسيا للأقاليم الخمسة للسيادة الروسية وحسب معطيات الروس التاريخية، و"كييف" ليست محظوظة بطبيعة الحال عندما تقرر مواصلة حربها مع دولة عملاقة بحجم روسيا، القطب المتفوق في العسكرة التقليدية والنووية والبحرية والفضائية حتى على حلف " الناتو " مجتمعا رغم فروقات التسليح المليارية الكبيرة لصالح " الناتو ".
نيسان ـ نشر في 2023-05-24 الساعة 15:02
رأي: د.حسام العتوم