اتصل بنا
 

إنذار مبكر - تراث مقارن- فأرة

نيسان ـ نشر في 2023-05-29 الساعة 21:55

نيسان ـ تقول الحكاية التي ذكرها ابن كثير في كتابه البداية والنهاية - الجزء الأول- أن رجلا من حكماء اليمن رأى وهو في طريق عودته إلى أهله فأرا ينبش في جدار سد مأرب، فعرف الرجل من تلك الحادثة، إن خراب السد أمر لابد منه وقد لايكون بعيد الحدوث.
اجتمع الرجل بأبنائه يخبرهم بما شهده من قصة الفأرة، اتفق معهم على أن يعترض أصغرهم سناً على حديثه وصفعه على وجهه أثناء حضورهم في مجلس الملكة المعتاد، وذلك ماتم تنفيذه.
عقب تلك الصفعة أمام جمهرة الحكماء، اقسم الرجل أنه ليرحلن عن بلادٍ أهانه فيها أصغر أبنائه.
وحسب رواية ابن كثير، رحل الرجل من ديار اليمن حتى استقر به المقام مع بعض بنيه بجوار البيت العتيق "مكة" فيما يُذكر أن بعضهم ظل مرتحلا حتى سكن بلاد الشام وهؤلاء هم ما عرفوا باسم العرب العاربة(القحطانية) ... وتفرق أيدي سبأ
رأينا كيف كانت دلالة إنذار الفأر بما اختصرناه أعلاه بتصرف، ولأن الحكايات والأساطير أيضا يتم تناقلها وتكييفها وإعادة إنتاجها حسب أدوات وطريقة ومفاهيم تفكير أناس البيئات الأخرى.
تقول حكايتنا الشعبية أن راعي أغنام رأى في طريق عودته إلى بيته، فأرا ينقل أبناءه من أسفل سفح الجبل حيث ضفة الوادي إلى منطقة مرتفعة، فاستنتج صاحبنا أن سيلاً قويا مفاجئا سيغشي منطقة سكناهم غير الأمنة حيث نصبوا خيمهم عند حافة الوادي.
حدث الرجل قومه بالأمر، واخلصهم النصيحة بضرورة الرحيل فوراً لما حدسه من سبب فعل الفأرة، لكنهم سخروا منه ورفضوا نصيحته، مما دعاه للإنتقال وعائلته والالتجاء إلى طورٍ بعيدٍ عن مكان السيل إذما حدث .
قريبا من مطلع الفجر" إنفلتت سُرة السماء* فانهمرت الأمطار حتى طاف وفاض الوادي ساحباً القوم وبيوتهم وشياههم ومتاعهم فلم يبق شيئا يُذكر.
يقال طلع النهار والوضع على حاله، والرجل وزوجته ينظرون من المكان الذي احتموا به، لا قدرة لهم على المساعدة، لقد سال كل الناس "مثل قولة مرحبا"...راح الرجل يتوجد على قومه.. أخ بس لو ردوا عليّ ، وأخ وأخ إلى ما هنالك من أخات.. ولأن النساء الاكثر تجريساً لمن لا يسمع النصيحة قالت زوجته مقولة مازلنا نرددها لمن لا يسمع للنصح َالتحذير ويأخذ بأسوأ التوقعات " يا واديهم إغد بيهم.. أنا وجوزي بهالعلوة".....
*إغد بيهم :إذهب بهم.. .. غدَ: تفيد ضاع الشيء/فقد حاجة أيضا.
*العلوة:مكان مرتفع.... عال

نيسان ـ نشر في 2023-05-29 الساعة 21:55


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً