اتصل بنا
 

الشهيدان (48 و67) .. لما لم تعيدوا عقارب الساعة

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2015-10-30 الساعة 15:11

نيسان ـ

تدق عقارب الساعة ببطء..وتمشي ثوانيها على أطراف أصابعها خجلا من شهداء شيعتهم بالامس وحملوا ارقام نكبتهم ونكستهم في مدينة ربوا على شهد كرومها.

أغلقت الأرض ابواب قبورها على أجسادهم الا ان ابواب السماء تفتحت وتزينت لارواحهم، لكن اجسادهم اصرت على ان تزيد من حلاوة ارضهم التي انبتتهم عنبا ورحيقا وعسلا صافيا.

في الخليل، كان النزيف لجرح حبيبتها القدس، فردت لها الجميل عناقيد من الشهداء زينوا صدرها، وحملوها امانة غسل عار نكبتتها ونكستها.

بالامس القريب ودعت الخليل الشهيد رقم 48 عدي هاشم المسالمة 24 عاما، وكتب لها ان تودع الشهيد رقم 67 مهدي محمد رمضان المحتسب 22 عاما، ورغم أن الرقم التسلسلي للشهداء لم يتوقف الا ان عقارب ساعتهم توقفت على تسلسل ارقام حملت اسماؤهم.

عقارب الساعة سرعان ما مضت بالسير عكس دوران الارض رافضة السير مع التيار الذي يروق للكثير من الاحياء.

لكن مشاريع الشهداء اعادوا ضبط ساعاتهم مؤقتا بانتظار توقفها، متمنين ان يقدموا ساعاتهم ليس لثواني بل لسنوات يتخلصون فيها من عقود مضت بطيئة على شعبهم.

اما من في السماء فسألتهم الساعة ان كانوا يتمنون عودة عقاربها الى الخلف، فضحكوا من سؤالها لان مثلها لايعلم قيمة الوقت الذي امضوه بعد توقفها.

نيسان ـ نشر في 2015-10-30 الساعة 15:11

الكلمات الأكثر بحثاً