عرس الحسين: حقائق ومواقف .. وكل شيء بمقدار
نيسان ـ نشر في 2023-06-05 الساعة 07:06
نيسان ـ أضاف عرس سمو ولي العهد الحسين بن عبد الله الثاني وسمو الأميرة رجوة، مفخرة جديدة تضاف لسلسلة المفاخر التي يعتز بها الأردنيون في علاقتهم المصيرية مع قيادتهم الهاشمية، فعلى مدى أيام متتالية أقيم حفل الزفاف وتدرج تدرجا مدروسا ودقيقا ووفقا لإرث وتقاليد الأردن والأردنيين والأسرة الملكية، وأدخل الفرحة إلى كل بيت في الأردن في مناسبة ستصبح جزءا مضيئا من تاريخ هذا الوطن.
كان يوم الزفاف والذي تابعه العالم بانبهار، مزيجا من الرقي والبساطة، كما كان مزيجا من الحداثة والموروث، وتذكرت وأنا أتابعه، عرس جلالة الملك عبد الله والملكة رانيا عام 1993 أي قبل ثلاثة عقود مضت، وهو الزفاف الملكي الذي أصبح على ما يبدو نموذجا معتمدا للأعراس الملكية الهاشمية التي تمزج الفرح الشعبي مع الفرح الملكي الخاص في إطار واحد من الحب والوئام.
خلال ذلك اليوم المشهود تحولت عمان «قبلة للعالم» تابع أخبارها مئات الملايين من البشر، وكان اسم الأردن والحسين والزفاف مجتمعين هم الخبر الأول بلا منازع أو منافس في الإعلام الدولي بحيث غطى على الكثير من أحداث هذا الإقليم الملتهب بل وعلى أخبار العالم برمته، أما السبب وراء كل ذلك فهو ما أسميه (ظاهرة الأردن المبهر)، فهذه الظاهرة ببساطة ليست أكثر من أسرة ملكية عريقة، وشعب معطاء مبدع، وقيم عربية أصيلة تعكس حضارة العرب ورقيها، ولا يوجد دليل أكثر صدقية وبرهان على ذلك من مشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا فرحتهما من قبل ما يزيد عن المئة وأربعين ضيفا من أكثر من سبعين دولة ومن أبرز الأسر الملكية العريقة في أوروبا وآسيا وأفريقيا بالإضافة لحرم رئيس الولايات المتحدة الأميركية وابنته والأسر العربية الحاكمة الكريمة وكبار المسؤولين فيها، فهذا كله لا يعني إلا الحقيقة الأكثر وضوحا ألا وهي أن المملكة الأردنية الهاشمية دولة راسخة لا تحظى بأهمية استثنائية على المستوى السياسي أو «الجيوسياسي» فحسب، بل تحظى بالاحترام والتقدير بذات القدر، لأن الأهمية بحد ذاتها ليست بالضرورة انعكاسا للاحترام والتقدير فهذه واحدة من أهم الحقائق التي أعاد عرس الحسين التأكيد عليها وتعزيزها، فالأردن بقيادته الهاشمية قيمة بحد ذاته.
أما الحقيقة الثانية فهي أن العلاقة بين الهاشميين والشعب الأردني لم تبنَ يوما على"الريعية أو المنفعة» في بلد بإمكانات محدودة وموارد قليلة بل كانت وما زالت قائمة على أساس الولاء المبني لمشروع الشراكة.. حماية الوطن والانتماء له من قبل الشعب، ورعاية الأردنيين وخدمتهم والارتقاء بهم من قبل الأسرة الهاشمية، ولهذا كان عرس الحسين عرسا شعبيا بلمسات ملكية راقية، ابتداء من حناء العروس بوجود وإشراف جلالة الملكة رانيا، الملكة المحبوبة مرورا بـ"قرا» الملك عبد الله الثاني الأب والشيخ والقائد، وتناول طعام العشاء بحضور ابناء الأردن في مضارب بنى هاشم وصولا لاحتشاد الأردنيين في الشوارع ترحيبا وفرحا بموكب العروسين من قصر زهران إلى قصر الحسينية.
أما الحقيقة الثالثة فتتمثل بمدى الأمن والأمان الذي كانت وما زالت تتمتع به المملكة الأردنية الهاشمية، فبلد بحجم الأردن «بحجم بعض الورد مثلما وصفه سعيد عقل في رائعته أردن أرض العزم» يستقبل أبرز الشخصيات في العالم وبالصورة التي شاهدها عشرات الملايين في الفضائيات المختلفة حول بقاع الأرض وفي منطقة ملتهبة لم تهدأ منذ قرن تقريبا، أنه وبلا أدنى شك إعجاز أردني، وفوق هذا كله يخرج الحسين ورجوة من سيارتهما المكشوفة لتحية الجمهور المحتفى بهما، وبتلقائية ملفتة وبلا قيود وبارتياح كامل للبيئة الحاضنة لهذا الفرح، فهذا المشهد دليل قاطع على أن الاردن دولة «مبهرة» ويشكل رقما صعبا بكل الأبعاد والمستويات.
أما الموقف الذي اظن أن الشعب الأردني طرزه في لوحة الفخار لهذه الأسرة الملكية الوفية هو احترامها لمشاعر كل أردني وأردنية بعدم دعوة أي من السياسيين في دولة الاحتلال ولا على أي مستوى كان، فهذا القرار سيمتلك «تاريخيته» ليصبح نقطة فخر جديدة لتعامل الأردن مع دولة عجزت عن إثبات رغبتها بالسلام العادل والشامل، وإذا كان نتنياهو قد نجح في التسلل عام 1999 إلى جنازة الحسين طيب الله ثراه في ظل موقف حزين وكبير كان من الصعب إدخاله خانة الحسابات السياسية، فإن مواقف الفرح عند الهاشميين لا تحتضن إلا الأهل والأحبة والاصدقاء.
في الأردن الهاشمي لا مكان للصدفة... فكل شيء بمقدار!!.
(الراي)
كان يوم الزفاف والذي تابعه العالم بانبهار، مزيجا من الرقي والبساطة، كما كان مزيجا من الحداثة والموروث، وتذكرت وأنا أتابعه، عرس جلالة الملك عبد الله والملكة رانيا عام 1993 أي قبل ثلاثة عقود مضت، وهو الزفاف الملكي الذي أصبح على ما يبدو نموذجا معتمدا للأعراس الملكية الهاشمية التي تمزج الفرح الشعبي مع الفرح الملكي الخاص في إطار واحد من الحب والوئام.
خلال ذلك اليوم المشهود تحولت عمان «قبلة للعالم» تابع أخبارها مئات الملايين من البشر، وكان اسم الأردن والحسين والزفاف مجتمعين هم الخبر الأول بلا منازع أو منافس في الإعلام الدولي بحيث غطى على الكثير من أحداث هذا الإقليم الملتهب بل وعلى أخبار العالم برمته، أما السبب وراء كل ذلك فهو ما أسميه (ظاهرة الأردن المبهر)، فهذه الظاهرة ببساطة ليست أكثر من أسرة ملكية عريقة، وشعب معطاء مبدع، وقيم عربية أصيلة تعكس حضارة العرب ورقيها، ولا يوجد دليل أكثر صدقية وبرهان على ذلك من مشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا فرحتهما من قبل ما يزيد عن المئة وأربعين ضيفا من أكثر من سبعين دولة ومن أبرز الأسر الملكية العريقة في أوروبا وآسيا وأفريقيا بالإضافة لحرم رئيس الولايات المتحدة الأميركية وابنته والأسر العربية الحاكمة الكريمة وكبار المسؤولين فيها، فهذا كله لا يعني إلا الحقيقة الأكثر وضوحا ألا وهي أن المملكة الأردنية الهاشمية دولة راسخة لا تحظى بأهمية استثنائية على المستوى السياسي أو «الجيوسياسي» فحسب، بل تحظى بالاحترام والتقدير بذات القدر، لأن الأهمية بحد ذاتها ليست بالضرورة انعكاسا للاحترام والتقدير فهذه واحدة من أهم الحقائق التي أعاد عرس الحسين التأكيد عليها وتعزيزها، فالأردن بقيادته الهاشمية قيمة بحد ذاته.
أما الحقيقة الثانية فهي أن العلاقة بين الهاشميين والشعب الأردني لم تبنَ يوما على"الريعية أو المنفعة» في بلد بإمكانات محدودة وموارد قليلة بل كانت وما زالت قائمة على أساس الولاء المبني لمشروع الشراكة.. حماية الوطن والانتماء له من قبل الشعب، ورعاية الأردنيين وخدمتهم والارتقاء بهم من قبل الأسرة الهاشمية، ولهذا كان عرس الحسين عرسا شعبيا بلمسات ملكية راقية، ابتداء من حناء العروس بوجود وإشراف جلالة الملكة رانيا، الملكة المحبوبة مرورا بـ"قرا» الملك عبد الله الثاني الأب والشيخ والقائد، وتناول طعام العشاء بحضور ابناء الأردن في مضارب بنى هاشم وصولا لاحتشاد الأردنيين في الشوارع ترحيبا وفرحا بموكب العروسين من قصر زهران إلى قصر الحسينية.
أما الحقيقة الثالثة فتتمثل بمدى الأمن والأمان الذي كانت وما زالت تتمتع به المملكة الأردنية الهاشمية، فبلد بحجم الأردن «بحجم بعض الورد مثلما وصفه سعيد عقل في رائعته أردن أرض العزم» يستقبل أبرز الشخصيات في العالم وبالصورة التي شاهدها عشرات الملايين في الفضائيات المختلفة حول بقاع الأرض وفي منطقة ملتهبة لم تهدأ منذ قرن تقريبا، أنه وبلا أدنى شك إعجاز أردني، وفوق هذا كله يخرج الحسين ورجوة من سيارتهما المكشوفة لتحية الجمهور المحتفى بهما، وبتلقائية ملفتة وبلا قيود وبارتياح كامل للبيئة الحاضنة لهذا الفرح، فهذا المشهد دليل قاطع على أن الاردن دولة «مبهرة» ويشكل رقما صعبا بكل الأبعاد والمستويات.
أما الموقف الذي اظن أن الشعب الأردني طرزه في لوحة الفخار لهذه الأسرة الملكية الوفية هو احترامها لمشاعر كل أردني وأردنية بعدم دعوة أي من السياسيين في دولة الاحتلال ولا على أي مستوى كان، فهذا القرار سيمتلك «تاريخيته» ليصبح نقطة فخر جديدة لتعامل الأردن مع دولة عجزت عن إثبات رغبتها بالسلام العادل والشامل، وإذا كان نتنياهو قد نجح في التسلل عام 1999 إلى جنازة الحسين طيب الله ثراه في ظل موقف حزين وكبير كان من الصعب إدخاله خانة الحسابات السياسية، فإن مواقف الفرح عند الهاشميين لا تحتضن إلا الأهل والأحبة والاصدقاء.
في الأردن الهاشمي لا مكان للصدفة... فكل شيء بمقدار!!.
(الراي)
نيسان ـ نشر في 2023-06-05 الساعة 07:06
رأي: رجا طلب