اتصل بنا
 

سؤال الاصاخي

رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

نيسان ـ نشر في 2023-06-13 الساعة 06:02

نيسان ـ كتبت وطالبت وتمنيت منذ سنوات حفاضا على البيئة ان يتم تنظيم عملية الذبح في اماكن بعيدة عن التجمعات السكانية او في المسالخ المرخصة وتنظيمها بكوبونات كما يجري في الدول العربي قبل يومين أعلنت وزارة الزراعة أن 578 ألف رأس من الخراف والعجول والإبل البلدية والمستوردة من كل جهات الأرض، كلها ستكون جاهزة لسكين العيد حال استطاعت القدرة الشرائية للمواطن مجاراة ارتفاع أسعارها المرتقب الذي يتحمحم التجار عليه.
فعما قريب ستزدحم شوارعنا بحظائر وزرائب تعج بالخرفان وتتحول ديناميكياً في ايام العيد، خصوصا في القرى والبلدات البعيدة عن العاصمة، إلى مسالخ بدائية يدوم أثرها شهراً أو شهرين نظافة وروائح ودماء. وسترتفع نسبة الكولسترول والدهون في الناس لتصل مستويات كبرى تهمز داء نقرسنا
بعيدا عن هذا المسار لن أقف عند السؤال الذي صدح به أحدهم قبل سنوات عبر إذاعة محلية طالباً فتوى شرعية، هل يحق للمواطن أن يأخذاً قرضاً من بنك، ليشتري ذبيحة، يتقرب بها إلى الله تعالي في عيد الأضحى؟!. بالطبع سأترك الفتوى لأصحابها، وسأقف متأملاً مستهجناً بلداً فقيراً شحيحاً بثروته الحيوانية، ومديوناً حتى شوشة رأسه لثلاثة أجيال قادمة على الأقل، يستورد كل هذه الذبائح، ليهرق دمها في أربعة أيام؟
ورغم توفرها إلا أن لا أحد يتحدث عن الذبائح البلدية، فأسعارها ستبقى خارج نطاق القدرة الشرائية لأن أعدادها تقلصت وتلاشت عبر العقود الماضية. فبلادنا كانت بلاد خير وحلال (كنا وما زلنا نسمي الغنم والماشية حلالاً)، ولكننا تركنا تربيتها، ولم نحافظ عليها، ولم ننمها، لأننا لم نزرع قمحاً لنا، أو شعيراً لها، وتركنا أرضنا بوراً، تذروها الأشواك والغبار، وسيقول قائل: المطر قليل. وهذا صحيح، ولكن أعلاف المواشي، تنمو على شحيح المطر، لو أردنا، ولكنها (قلة حيل) فينا.
أجدادنا الأرادنة كان لهم مسميات للذبائح، تصب في ذات النهاية: وليمة عرمرمية. فهناك ذبيحة البيت، عند رفع أعمدة بيت الشعر، وذبيحة للبيدر، بعد انتهاء جمع الغلال، وذبيحة الشراكة، إن ابرموا اتفاقاً مع بعضهم، وذبائح القرى، وذبيحة للضيف، وذبيحة العتبة، عند بناء بيت، وذبيحة الفرس، عند شراء فرس أصيلة، أو بعد أن يستعيد المثاني (المهرتين الأول والثاني) من فرس باعها لآخر، وذبيحة الكسب (ويسمى عندهم الفود)، إن عادوا غانمين من الغزو، وذبيحة الفاردة إن مرت في بلد وهي في طريقها لدار العريس، وذبيحة للولد، وأخرى لطهوره، وذبيحة الطاحونة، وغيرها. أي أن أجدادنا الكرام رحمهم الله كانوا يختلقون أية مناسبة صغيرة، كانت أم كبيرة؛ ليريقوا دم خروف، أو كبش، أو تيس أو جدي أو نعجة، ويرتعوا بالهبر، ويغوصوا في مناسفهم المتللة، ولكنهم عوضوا ذلك بالزراعة وبشدة الحيل، وبتربية الحلال، والإهتمام به، وبتنميته. ولتظل ثروتهم الحيوانية متزايدة.
اليوم سننفق ملايين الدنانير على ذبائح أغلبها ولدت ونمت وتربربت وسمنت بغير أرضنا، وبغير شعيرنا وعلفنا وبغير جهدنا، وهذا الأمر سيعيدني متأملاً سؤالي الواخز الذي طرحته العام الفائت: هل هذا يرضي الله ويتقرب إليه بعمل الصالحين؟

نيسان ـ نشر في 2023-06-13 الساعة 06:02


رأي: رمزي الغزوي رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

الكلمات الأكثر بحثاً