اتصل بنا
 

عن المحتل من أرضنا

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2023-06-15 الساعة 07:33

نيسان ـ كان الملك الراحل الحسين بن طلال في أي إشارة للضفة الغربية يفضل استعمال مفردته الخاصة به في معظم خطاباته وأحاديثه، وهي: (المحتل من أرضنا). وهي عبارة كانت تستفز الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كثيرا، وكثيرا ما كان يشكو من دلالات استخدام الملك حسين لها لتعكس حقيقة قناعات الملك الراحل بأن الضفة الغربية أرض أردنية محتلة!
وبعد قبول أردني "على مضض" وعلى عكس الأمر الواقع في الضفة الغربية آنذاك، وتحت وطأة ضغوط عربية بأن تكون منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي و"الوحيد" للشعب الفلسطيني، بقيت آمال الملك الراحل ومحاولاته قوية ليقنع عرفات والعرب أن الأردن له حصة شراكة في تمثيل الفلسطينيين لأسباب موضوعية وتاريخية لا يمكن الهروب منها إلا إلى الخلف، وهذا مستحيل.
لكننا اليوم، نقف أمام واقع يقف بنفسه أمام طريق مسدود.
فالسلطة وهي الوريث الشرعي والوحيد للمنظمة التي أصرت أن تكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، تلك السلطة وقد قامت على اتفاقية أوسلو وحقق زعيمها الراحل ياسر عرفات جزءا من حلمه بسجادة حمراء وحكومات يعيّنها وتقسِم أمامه اليمين، هي اليوم تضاءلت "برحيل عرفات نفسه" وظل عرفات العالي لم يصمد لينعشها طويلا فانتهت إلى العجز المطلق.
أسباب "العجز الفلسطيني" عديدة، وكل تلك الأسباب كانت ذريعة مناسبة لإسرائيل كي تقول بصوت مرتفع أنها لا تجد شريكا حقيقيا في السلام المنشود، ويصبح الفلسطينيون "النازحون في مخيمات الضفة وأهل الضفة الغربية" أيتاما على موائد اللئام لا يمثلهم أحد!
إسرائيل، بيمينها العنصري الإقصائي الحاكم والذي عكس مزاج الغالبية العامة فيها، عليها النزول "ولو سقوطا" عن شاهقها العالي المتغطرس، وعلى المزاج العام في إسرائيل أن يتعرض لصدمة المنطق والواقع، وهذا لا يمكن تحصيله إلا بإعادة إنتاج جديدة ومنهجية لشريك سلام حقيقي يمثل شرعيا ذلك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967، والتخلص من نخبة "التسلط" في رام الله بالكامل، عبر انقلاب ديمقراطي أبيض وشامل تحققه صناديق انتخابات الفلسطينيين من "وفي" مؤسسات ولجان وهيئات منظمة التحرير الفلسطينية التي أسست هذا الخراب كله في رام الله.
المطلوب قيادة تكرّس نفسها بشرعية حقيقية تنطلق من الشعب الفلسطيني نفسه، بعيدا عما تبقى من ورثة موجة مناضلي الفنادق والذين حملهم البحر الأبيض المتوسط من بيروت إلى تونس ومن تونس إلى رام الله.
قيادة من الداخل الفلسطيني تستطيع بثقة أن تتحدث وتقول إنها تمثل الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، وتعيد رسم قواعد ذلك التمثيل بما يؤهلها لتكون شريكا مقنعا أمام العالم و"الإقليم" في مواجهة الغطرسة اليمينية في إسرائيل.
وفي ذلك كله– وبمنطق الجغرافيا والتاريخ معا- مصلحة أردنية عليا وحيوية.الغد

نيسان ـ نشر في 2023-06-15 الساعة 07:33


رأي: مالك عثامنة كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً