أمريكا باقية وتتمدد
د. فايز الهروط
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2015-04-20
الوجود الأمريكي باق ويتمدد في المنطقة، ومن يجرؤ على منعها. نقول ذلك استناداً إلى حربهم على الإرهاب، وتحديدا تنظيم الدولة (داعش). لكن ماذا يعني قول المسؤولين الأمريكيين أن الحرب قد تستمر من ثلاث إلى خمس سنوات وقد تمتد إلى عشر سنوات؟.
"داعش" صنيعة تحالف الأضداد في عالم تداخلت فيه المصالح والرؤى والقدرة على التأثير والإزاحة، ووجدت في منطقتنا فراغاً من السهل التمدّد فيه والبغي عليه، وستنتهي أو تتحول إلى شكل آخر في حالة تغيرت طبيعة هذه التحالفات.
نظام ولاية الفقيه لا يخفى تمدده، السؤال اليوم، هل هو باقٍ أيضاً رغم انتشار وباء التقسيم الطائفي والقومي في المنطقة؟.
لكن عن أي إيران نتحدث؟ هل هي القومية الفارسية كما يقول علي يونسي مستشار رئيس الجمهورية الإيرانية (عادت إيران إمبراطورية كما كانت في السابق، وباتت عاصمتها الحالية هي (بغداد)، لأنها مركز الحضارة والثقافة والهوية الإيرانية، ليس هذا وفقط بل إن كل منطقة الشرق الأوسط هي مناطق إيرانية، وستدافع إيران عن كل شعوب المنطقة لأنها تعتبرهم جزءًا منها).
أم نحن نتحدث عن إيران الملالي كما أعلن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، بأن (مؤشرات تصدير الثورة الإسلامية باتت مشهودة في كل المنطقة، بدءًا من البحرين والعراق إلى سوريا واليمن وحتى شمال إفريقيا).
في الحالتين، يعزز حكام طهران أزمتهم الداخلية المسكوت عنها نتيجة سياسات القمع والتسلط التي يتعامل بها النظام مع "الشعوب الإيرانية" سواء عرب الأحواز السنة التي ضمتها بريطانيا إلى إيران في 1925 أو القومية البلوشية في بلوشستان وكردستان الإيرانية، يضاف لما سبق القومية الآذري.
وما المظاهرات شبه اليومية في الأحواز التي تقودها الجبهة العربية للأحواز التي أسست في 20 من نيسان عام 1980 إضافة إلى التفجيرات في بلوشستان في الأيام القليلة الماضية، فضلاً عن نضالات الشعب الإيراني التي تقودها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي تشكلت بعيد هيمنة نظام الملالي على الثورة والفتك بمن شاركهم الثورة، كما أنه يتم السكوت حيال ما تعانيه شعوب إيران خارجياً من الدول الغربية، وتحديدا أمريكا التي تدعي وصايتها على نشر الديمقراطية وحرصها على حقوق الإنسان.
لا شك أن إيران تحقق منفعة جليلة لأمريكا، تتمثل في دفع المنطقة (بما فيها إيران وتركيا) إلى مزيد من الاقتتال والتقسيم، حيث أن ما لم تستعطه أمريكا بالآلة العسكرية تستطيعه إيران بما تبثه من ريح شعوبية مسمومة صفراء، من خلال تسترها بالدين كما (داعش) ونظامها المسكون بوهم الأمبراطورية وحلم القوة.