على بالي

نيسان ـ من الجوانب الخفيّة في السياسة العربية الصراعات المحتدمة في الخفاء (الظاهر) بين كل الأنظمة الخليجية، المنضوية قسراً في مجلس التعاون الخليجي. ومن المعروف أن مجلس التعاون الخليجي كان مشروعاً أميركياً تماماً كما كانت الجامعة العربية مشروعاً بريطانياً. والمشروعان لا يزالان خطة غربيّة من أجل تقويض العمل العربي المشترك الموحّد. تفتيت وشرذمة العالم العربي كان مشروعاً استعمارياً غربيّاً وهذا المشروع لم تزده السنون إلا حدةً بعد نشوء الدولة اليهودية، التي استثمرت قبل 1948 في تقسيم وزرع الشقاق بين العرب أنفسهم، وبين العرب وغير العرب في المنطقة. خطة بن غوريون لاستغلال الأطراف لضرب العرب أصبحت خطة غربيّة. إن اجتماعات مجلس التعاون الخليجي هي أكثر انتظاماً ودوريّةً بكثير من اجتماعات الجامعة العربية، لأن أميركا ترى فيها مشروعاً أمنيّاً ضدّ أعدائها. لكن ما ليس خافياً، أن أعضاء مجلس التعاون الخليجي يعادون بعضهم البعض بالرغم من ابتسامات الصور الرسميّة. الصراع السعودي الإماراتي أصبح حديث مراكز الأبحاث في واشنطن، وإن كانت الصحافة العربية كالعادة تتستّر عليه، لأن كل ما يضر بالصورة الإعلانية للأنظمة الخليجية يُمنع من التداول والتغطية. ولدى عُمان صراعات مع السعودية، وهناك صراعات بين الإمارات المتحدة في دولة الإمارات، وهناك العداء المستحكم بين قطر والسعودية، وبين قطر والإمارات. والذي يريد أن يتابع مسار الصراعات يجدها في الصحافة العربية المشبوهة العنوان في لندن. هناك تنطلق الأحقاد والضغائن بين السلالات الحاكمة وبين أطراف في السلالة الحاكمة. الذي يجول بين المكتبات في شارع إدجوور في لندن يجد كتباً منشورة من دون اسم دار نشر، وهي في الغالب تعبّر عن مصالح أجنحة في سلالات أو سلالة متصارعة مع سلالة. كانت سفارة الإمارات النافذة في واشنطن تروّج لمحمد بن سلمان إلى أن وقعت الواقعة، وأصبحت المصالح الإماراتية السياسية في واشنطن متباعدة عن المصالح السياسية للنظام السعودي الحاكم. خرج الصراع بين النظاميْن إلى العلن. وهناك جانب أضيق من الصراعات الخليجية: أي الخلافات بين الأشقاء في الإمارات أو في السعودية أو في غيرها من تلك الدول.الأخبار اللبنانية