'فاغنر' وبوتين ولوكاشينكا .. انتصروا لروسيا
نيسان ـ نشر في 2023-06-26 الساعة 10:33
نيسان ـ يخطيء من يعتقد بوجود خلافات كبيرة بين مؤسسة "فاغنر" الأمنية الروسية الخاصة وقصر "الكرملين" الرئاسي في موسكو أو مع الرئيس فلاديمير بوتين شخصيا، والمعروف هو أن "فاغنر" الذراع الخفي الأمني والعسكري للجيش الروسي، وهم فدائيوا ميدان حماية صناديق الإقتراع الروسية في أقاليم "القرم والدونباس" ، ومجريات أحداث العملية الروسية الخاصة الدفاعية التحريرية التي استندت على بند ميثاق الأمم المتحدة رقم517 الذي خول روسيا الدفاع عن نفسها، وعلى قرار رئاسي روسي جماعي، وعلى أحقية روسيا التاريخية وسط الأقاليم الأوكرانية السابقة، وهم من حرروا بشكل واضح وبشجاعة منطقة " أرتيومسك- باخموت " نيابة عن الجيش الروسي وبصفة الرديف لهم، بإعتبارها خط الدفاع الأول عن الدونباس والقرم، و "فاغنر" التي يقودها يفغيني بريغوجين المقاتل الصلب ظهرت نواتها بداية في مدينة " سانت بيتر بورغ " شمال موسكو العاصمة مكان ميلاد الرئيس بوتين ويفغيني بريغوجين، وملكت عقدا مع وزارة الدفاع لترتيب أوراق اقليم " القرم " أولا بعد حادثة انقلاب "كييف" غير الشرعي عام 2014 الذي تابعته مباشرة أيضا، ولها صولات وجولات خارج روسيا الاتحادية في كازاخستان ، وبيلاروسيا ، وليبيا ، والسودان ، وفي جنوب أفريقيا وفي غير مكان ، ولهم مصادر دخل متشعبة منها ما تأتي نتيجة حمايتهم مصادر النفط والذهب وسط الأزمات والحروب المختلفة ، وللعقود الأمنية – العسكرية للمشاركة في الأحداث والحروب بحجم 3000 دولار شهريا لكل محارب ، ويحتوي فصيل " فاغنر " على ضباط متقاعدين ومتطوعين في اطار نظام أمني وعسكري صارم .
وفي الوقت الذي بارك فيه الرئيس بوتين لبريغوجين زعيم " فاغنر " النصر في منطقة " أرتيومسك – باخموت بعد عام كامل من القتال الشرس بداية شهر أيار الماضي، اختلف بريغوجين مع وزارة الدفاع الروسية سابقا وقبل أيام على ضعف الإسناد العسكري والمالي، وغضب أكثر بسبب تلقي مؤسسة "فاغنر" ضربات صاروخية من داخل روسيا نفتها وزارة الدفاع الروسية في وقتها، فقرر اقتحام مدينة " روستوف " عاصمة روسيا الثالثة بعد موسكو وسانت بيتر بورغ، والسيطرة طوعا على مركزها العسكري وعلى مطارها، وحرك قواته التي قوامها حوالي 30 الف مقاتل تجاه مدينتي "فارونيج وليبتسك" بالقرب من العاصمة موسكو، وهدد بالوصول للعاصمة نفسها لتصفية حساباته وفصيله مع وزارة الدفاع الروسية وتحديدا مع وزير الدفاع سيرجي شايغو ومع رئيس هيئة الأركان فاليري قيراسيموف، واستُقبل فصيل "فاغنر" بترحاب كبير من قبل المواطنين الروس بصفتهم محررين، بينما أزعج حراكهم قصر "الكرملين " والرئيس بوتين شخصيا وكبار رجالات الدولة الروسية وفي مقدمتهم رؤساء الأعيان والنواب والوزراء والأجهزة الأمنية، وشكلت مبادرة رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكا خطوة فاصلة وفي مكانها وزمانها، ووضعت حدا للإحتمالية تفاقم حدث " فاغنر " السبت ولتحوله لدموي، وهو الذي لم يحدث وتمت السيطرة على الحدث بالكامل رغم حالة الهيجان داخل المدن الروسية، وليس صحيحا أبدا ما يتردد عبر وسائل الإعلام الغربية ذات التأثير على غيرها الشرقية من أن حدث "فاغنر" مسرحية لوجستية روسية – بيلاروسية ، أو أنه جرى بالتعاون مع الغرب ، ولم يرتقِ حدث " فاغنر " لمستوى الإنقلاب ، ولم يتمكن من توسيع شبكة الفوضى وعدم الإستقرار داخل البلاد الروسية بسبب سيطرة الأمن الروسي والعسكرة الروسية على مفاصل المدن الروسية وخاصة العاصمة موسكو ، وتعاقد جديد ملاحظ مع الفصائل الشيشانية "أحمد سيدو" ، واستمرار تعاقد " الكرملين ووزارة الدفاع الروسية مع فصائل " فاغنر " التي لم تشترك بمارش العدالة وصيحة المطالبة بالحقوق السيادية للمؤسسة وللإصلاح ، والإعلان في موسكو عن ضمانات أمنية لبربيغوجين ولعموم " فاغنر " ، ودعوة لزعيم " فاغنر " للتوجه للعاصمة البيلاروسية " مينسك " لتسوية العلاقة مع موسكو – بوتين ، وهو ما أكده مدير المكتب الإعلامي لقصر" الكرملين دميتري بيسكوف.
ولقد راقبت " كييف- زيلينسكي " ومعها الغرب الأمريكي حدث " فاغنر " وتمنوا أن تتوسع شبكته لتعم الفوضى وسط روسيا وأوقفوا العقوبات عن فاغنر ، لكن التنسيق الروسي – البيلاروسي ومع " فاغنر " أضاع فرصة الفرحة عليهم مجتمعين، ودخلت روسيا مرحلة إعادة ترتيب أوارقها السياسية واللوجستية والعسكرية لتتفرغ من جديد لمواصلة تحقيق أهداف العملية العسكرية الروسية الدفاعية التحريرية عبر اجتثاث التطرف الأوكراني المجاور الذي يمثله - التيار البنديري - المتعاون مع الغرب بهدف الحاق الضرر بسيادة روسيا وأمنها واستقراراها، وأثبتت روسيا بأنها دولة ذكية قادرة على الخروج من المطبات والمحن لتصبح أكثر قوة، ولتواصل نهوضها وقيادتها لعالم متعدد الأقطاب متعاون مع شرق وجنوب العالم ويرفض التعامل مع أحادية القطب الغربي الممارس للتعالي والغطرسة، والمفسر لسيادة أوكرانيا عام 2014 و2022 على أنها لا تنسجم واجتياح روسيا لأقاليم "القرم والدونباس" ، واعتباره احتلالا وعدوانية ، بينما هو الموقف الروسي مغاير تماما ويرتكز على الأحقية التاريخية وعلى القانون الدولي، وعلى صناديق الإقتراع ، وعلى اكتشاف المؤامرة الكبرى عليها ، وبأن عمليتها العسكرية تحريرية وليست حربا ضد الأوكران اشقاء الروس وانما اختلافا مع نظام " كييف " وتوجهه صوب حلف "الناتو" المعادي لروسيا .
وروسيا بالمناسبة كما أوكرانيا والغرب كانت باحثة ولازالت عن السلام وتدعو له، وكانت اللقاءات مفتوحة سارية المفعول، لكن " كييف " أفشلت الحوار الأوكراني – الأوكراني غربا وشرقا مبكرا، وماطل الرئيس الأوكراني السابق بيترو باراشينكا في تنفيذ اتفاقية " مينسك 1+2"، وعطلها الرئيس الأوكراني الحالي فلاديمير زيلينسكي، وتوجهت "كييف" لحفر الخنادق لضم "القرم والدونباس" قسرا وتسببت في جريمة حرب راح ضحيتها حوالي 15 الف مواطن أوكراني وروسي وأطفال، وطورت أفكارها وأصبحت تتلقى المال الأسود الوفير والسلاح الحديث من الغرب وبمبالغ مالية ضخمة تجاوزت الـ 150 مليار دولار، وتعاونت مع الغرب في نشر مراكز بيولوجية خبيثة في المنطقة السلافية – السوفيتية السابقة ، وفي التطاول على خط الغاز " نورد ستريم 2 " ، وعلى جسر "القرم" ، وعلى حياة الصحفيين الروس، وعلى أمن البلدات الروسية الحدودية وفي صداراتها مدينة "بيلغاراد" ، وفوبيا روسيا موجهة شملت محاربة اللغة الروسية ، والكنيسة الروسية ، والاقتصاد الروسي، ولإحداث شرخ اجتماعي بين المكونين الروسي والأوكراني، بينما هما جيران وأخوة ، وثمة فرق بين حصول أوكرانيا على الحرية بحكم الإستقلال عام 1991 وبين التواطؤ مع الغرب و "الناتو" ضد روسيا جارة التاريخ.
ونتيجة القول هنا هو بأن " فاغنر " و" روسيا ، و" بيلاروسيا ، ومعظم المنظومة السوفيتية السابقة جبهة واحدة الى جانب دول صديقة عديدة في شرق وجنوب العالم وسط تعدد الأقطاب ، وخلاف جديد نشب بين (تل أبيب وكييف ) بعد تصريح للسفارة الأوكرانية هناك بأن ( اسرائيل ) اختارت طريق التعاون الوثيق مع روسيا رغم المساعدات الإسرائيلية الكبيرة لأوكرانيا " كييف " على مستوى المال واللوجستيا وأجهزة الإنذار المبكر ، وروسيا ماضية الى الأمام لتحقيق الأهداف الدقيقة لعمليتها العسكرية الخاصة التي لا تعتبرها حربا ، وتعتبر الأوكران وأوكرانيا جيران وأخوة حتى في زمن الحرب ، والإستراتيجية العسكرية الروسية دفاعية رادعة غير هجومية ، ولن تحول عمليتها الى حرب الا مع حلف "الناتو" ان اختار الحرب الكارثة للحضارات والبشرية ، وتدعو للسلام وقت الحرب ، ولاتوجد حرب لم تنتهِ الى سلام عادل وتنمية شاملة مستدامة .
وفي الوقت الذي بارك فيه الرئيس بوتين لبريغوجين زعيم " فاغنر " النصر في منطقة " أرتيومسك – باخموت بعد عام كامل من القتال الشرس بداية شهر أيار الماضي، اختلف بريغوجين مع وزارة الدفاع الروسية سابقا وقبل أيام على ضعف الإسناد العسكري والمالي، وغضب أكثر بسبب تلقي مؤسسة "فاغنر" ضربات صاروخية من داخل روسيا نفتها وزارة الدفاع الروسية في وقتها، فقرر اقتحام مدينة " روستوف " عاصمة روسيا الثالثة بعد موسكو وسانت بيتر بورغ، والسيطرة طوعا على مركزها العسكري وعلى مطارها، وحرك قواته التي قوامها حوالي 30 الف مقاتل تجاه مدينتي "فارونيج وليبتسك" بالقرب من العاصمة موسكو، وهدد بالوصول للعاصمة نفسها لتصفية حساباته وفصيله مع وزارة الدفاع الروسية وتحديدا مع وزير الدفاع سيرجي شايغو ومع رئيس هيئة الأركان فاليري قيراسيموف، واستُقبل فصيل "فاغنر" بترحاب كبير من قبل المواطنين الروس بصفتهم محررين، بينما أزعج حراكهم قصر "الكرملين " والرئيس بوتين شخصيا وكبار رجالات الدولة الروسية وفي مقدمتهم رؤساء الأعيان والنواب والوزراء والأجهزة الأمنية، وشكلت مبادرة رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكا خطوة فاصلة وفي مكانها وزمانها، ووضعت حدا للإحتمالية تفاقم حدث " فاغنر " السبت ولتحوله لدموي، وهو الذي لم يحدث وتمت السيطرة على الحدث بالكامل رغم حالة الهيجان داخل المدن الروسية، وليس صحيحا أبدا ما يتردد عبر وسائل الإعلام الغربية ذات التأثير على غيرها الشرقية من أن حدث "فاغنر" مسرحية لوجستية روسية – بيلاروسية ، أو أنه جرى بالتعاون مع الغرب ، ولم يرتقِ حدث " فاغنر " لمستوى الإنقلاب ، ولم يتمكن من توسيع شبكة الفوضى وعدم الإستقرار داخل البلاد الروسية بسبب سيطرة الأمن الروسي والعسكرة الروسية على مفاصل المدن الروسية وخاصة العاصمة موسكو ، وتعاقد جديد ملاحظ مع الفصائل الشيشانية "أحمد سيدو" ، واستمرار تعاقد " الكرملين ووزارة الدفاع الروسية مع فصائل " فاغنر " التي لم تشترك بمارش العدالة وصيحة المطالبة بالحقوق السيادية للمؤسسة وللإصلاح ، والإعلان في موسكو عن ضمانات أمنية لبربيغوجين ولعموم " فاغنر " ، ودعوة لزعيم " فاغنر " للتوجه للعاصمة البيلاروسية " مينسك " لتسوية العلاقة مع موسكو – بوتين ، وهو ما أكده مدير المكتب الإعلامي لقصر" الكرملين دميتري بيسكوف.
ولقد راقبت " كييف- زيلينسكي " ومعها الغرب الأمريكي حدث " فاغنر " وتمنوا أن تتوسع شبكته لتعم الفوضى وسط روسيا وأوقفوا العقوبات عن فاغنر ، لكن التنسيق الروسي – البيلاروسي ومع " فاغنر " أضاع فرصة الفرحة عليهم مجتمعين، ودخلت روسيا مرحلة إعادة ترتيب أوارقها السياسية واللوجستية والعسكرية لتتفرغ من جديد لمواصلة تحقيق أهداف العملية العسكرية الروسية الدفاعية التحريرية عبر اجتثاث التطرف الأوكراني المجاور الذي يمثله - التيار البنديري - المتعاون مع الغرب بهدف الحاق الضرر بسيادة روسيا وأمنها واستقراراها، وأثبتت روسيا بأنها دولة ذكية قادرة على الخروج من المطبات والمحن لتصبح أكثر قوة، ولتواصل نهوضها وقيادتها لعالم متعدد الأقطاب متعاون مع شرق وجنوب العالم ويرفض التعامل مع أحادية القطب الغربي الممارس للتعالي والغطرسة، والمفسر لسيادة أوكرانيا عام 2014 و2022 على أنها لا تنسجم واجتياح روسيا لأقاليم "القرم والدونباس" ، واعتباره احتلالا وعدوانية ، بينما هو الموقف الروسي مغاير تماما ويرتكز على الأحقية التاريخية وعلى القانون الدولي، وعلى صناديق الإقتراع ، وعلى اكتشاف المؤامرة الكبرى عليها ، وبأن عمليتها العسكرية تحريرية وليست حربا ضد الأوكران اشقاء الروس وانما اختلافا مع نظام " كييف " وتوجهه صوب حلف "الناتو" المعادي لروسيا .
وروسيا بالمناسبة كما أوكرانيا والغرب كانت باحثة ولازالت عن السلام وتدعو له، وكانت اللقاءات مفتوحة سارية المفعول، لكن " كييف " أفشلت الحوار الأوكراني – الأوكراني غربا وشرقا مبكرا، وماطل الرئيس الأوكراني السابق بيترو باراشينكا في تنفيذ اتفاقية " مينسك 1+2"، وعطلها الرئيس الأوكراني الحالي فلاديمير زيلينسكي، وتوجهت "كييف" لحفر الخنادق لضم "القرم والدونباس" قسرا وتسببت في جريمة حرب راح ضحيتها حوالي 15 الف مواطن أوكراني وروسي وأطفال، وطورت أفكارها وأصبحت تتلقى المال الأسود الوفير والسلاح الحديث من الغرب وبمبالغ مالية ضخمة تجاوزت الـ 150 مليار دولار، وتعاونت مع الغرب في نشر مراكز بيولوجية خبيثة في المنطقة السلافية – السوفيتية السابقة ، وفي التطاول على خط الغاز " نورد ستريم 2 " ، وعلى جسر "القرم" ، وعلى حياة الصحفيين الروس، وعلى أمن البلدات الروسية الحدودية وفي صداراتها مدينة "بيلغاراد" ، وفوبيا روسيا موجهة شملت محاربة اللغة الروسية ، والكنيسة الروسية ، والاقتصاد الروسي، ولإحداث شرخ اجتماعي بين المكونين الروسي والأوكراني، بينما هما جيران وأخوة ، وثمة فرق بين حصول أوكرانيا على الحرية بحكم الإستقلال عام 1991 وبين التواطؤ مع الغرب و "الناتو" ضد روسيا جارة التاريخ.
ونتيجة القول هنا هو بأن " فاغنر " و" روسيا ، و" بيلاروسيا ، ومعظم المنظومة السوفيتية السابقة جبهة واحدة الى جانب دول صديقة عديدة في شرق وجنوب العالم وسط تعدد الأقطاب ، وخلاف جديد نشب بين (تل أبيب وكييف ) بعد تصريح للسفارة الأوكرانية هناك بأن ( اسرائيل ) اختارت طريق التعاون الوثيق مع روسيا رغم المساعدات الإسرائيلية الكبيرة لأوكرانيا " كييف " على مستوى المال واللوجستيا وأجهزة الإنذار المبكر ، وروسيا ماضية الى الأمام لتحقيق الأهداف الدقيقة لعمليتها العسكرية الخاصة التي لا تعتبرها حربا ، وتعتبر الأوكران وأوكرانيا جيران وأخوة حتى في زمن الحرب ، والإستراتيجية العسكرية الروسية دفاعية رادعة غير هجومية ، ولن تحول عمليتها الى حرب الا مع حلف "الناتو" ان اختار الحرب الكارثة للحضارات والبشرية ، وتدعو للسلام وقت الحرب ، ولاتوجد حرب لم تنتهِ الى سلام عادل وتنمية شاملة مستدامة .
نيسان ـ نشر في 2023-06-26 الساعة 10:33
رأي: د.حسام العتوم