بيان (رقم صفر).. ماذا سيجري في الأول من أيار؟
نيسان ـ نشر في 2015-04-21
أمس الإثنين أصدرت وزارة الداخلية البيان رقم صفر، ذلك المتعلق بجماعة الإخوان المسلمين وفعاليتها التي تنوي الجماعة إقامتها في الأول من أيار المقبل. هل نحن إذاً على أعتاب البيان رقم واحد؟ فلننتظر، لكن هناك ما يجب أن يقال.
في الأول من أيار سيحتفل الاخوان بالذكرى السبعين لانطلاقتهم. عبد المجيد الذنيبات رئيس جمعية الاخوان يعترض ويشكوهم للداخلية؛ فتستجيب الداخلية وتصدّر بياناً تحذيرياً تنبّه في إحدى فقراته الجماعة بأن "من تسمى جماعة الاخوان تريد ان تقيم فعالية.." وفي فقرة أخرى ألمحت بأن الاخوان جهة غير مرخصة".
هذا عبث يدركه الناس، فيسكت البعض لكرههم الجماعة ويسخر آخرون من سذاجة قرار يريد الصدام مع الإخوان.. لماذا.. ولم يبق من تنازل تقدمه الجماعة للدولة سوى ان تخلع ثوبها.
"ثوب" استعدت الجماعة لخلعه منذ مدة، فانتبه أحد خصوم الجماعة فقال :"الجماعة تنحني إلى الحد الذي يغري النظام بالعفو".
الخصم نفسه كان يتحدث عن تسريبات من قريبين من دوائر صنع القرار تشي بأن قراراً وشيكاً بالعفو عن نائب المراقب العام للجماعة زكي بني أرشيد. إذا كان ذلك صحيحاً من كتب البيان رقم صفر؟
في خلفية مشهد "الفعالية والبيان" الكثير من الدخان. دخان أسود، أخذ لونه عبر سنوات من الإدارات المترهلة للمشايخ، كانوا فيها دعاةً في موضع السياسة، وسياسيين في موضع الدعوة. أحسنوا النية يوم كان عليهم أن يرتابوا، وارتابوا يوم كان عليهم ان يحسنوا.
بمثل تلك الإدارة لم يترك الاخوان لهم صاحباً، وبمثل القاعدة التنظيمية التي ينطلق منها الكثير من متحمسيهم، حين يرون تنظيمهم السياسي "الطائفة المنصورة"، نفّروا منهم حتى الاسلاميين المناصرين.
على أن الحكومة إن ظنت أن رؤيتها هذه ستفسح لها المجال للفتك بالاخوان، فستكون أكثر من ساذجة، فمعارضو الحكومات في الشارع أكثر من أن تحصوهم، وما وراء الحدود كرات من النيران تحتاج منا الى تبريد الساحة الداخلية لا أن نشعلها على نار لم تعد هادئة.
عموما، لقد قرأ الاخوان بيان وزارة الداخلية عصر أمس جيداً، الرسالة وصلت الى العبدلي. ولم تمض سوى دقائق حتى أجابوا عليها: (الفعالية قائمة).
ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الجماعة تنظر الى ما يجري بأنه ارتداد شخصي يتعلق بالذنيبات أولاً. ومؤسسي ثانياً متعلق بقرار اتخذته الدولة وتنتظر فرصة سانحة لإعلانه؛ "اخوان همام سعيد جماعة محظورة".
سيسجنون، ربما، وقبل ذلك سيلاحق بعضهم في الشوارع، ربما أيضاً، وربما تقع أخطاء وتسجل أحداث خطرة، لن تحتملها الساحة المحلية التي يكفيها سخونة اللهيب القادم من الخارج. فمن المستفيد؟ ومن يدفع الساحة المحلية الى العمل وفق سياسة "حدود الهاوية". ولماذا ونحن نعلم أنه لا تستقيم معادلة الحب والكراهية في السياسة!.
في البيان (رقم صفر) تأكيد على تنفيذ القانون في حال تمت الفعالية. هل ستنسحب الجماعة بدبلوماسيتها المعهودة.. أم أن أيارا سيكون تأريخاً جديداً في الساحة المحلية.
ستحاول الجماعة المضي في فعاليتها، على اعتبار انها جزء من الشعب وليس غريمة للدولة. وان الدولة إن هي مالت مع الذنيبات فهذا لا يعني ان تمضي معه حتى آخر شوطه. كيف يكون ذلك والدول لا تنضبط بمشاعر فرد كرهاً وحباً.
في البيان المنتظر "رقم واحد" ستكون الدولة حسمت موقفها من الملف الأبرز محلياً.