اتصل بنا
 

ليبراليون ومحافظون..أما من خيار ثالث؟

نيسان ـ نشر في 2015-11-01 الساعة 09:30

x
نيسان ـ

يأخذ الليبرالي السياسة على جناح الشطط بدعوى التحيز للحرية، الى أن تنفلت من عقالها وتصل به الى دوائر العداء للوطن.

يربّط المحافظ دواليبها ويقيّدها الى درجة تتملكه الرغبة في أن يحصي على الناس أنفاسهم.

فهل يعقل أنه ليس من خيار ثالث ينهض بالبلاد، ويمنح الحرية للعباد، دون شطط أو مغالاة أو وقوع في المحظورات؟

يظل الليبرالي يتسكع في دروب السياسة ومراكز الدراسات وعلب الليل والفنادق والعواصم، فتقتنصه مراكز الاستخبار ملهمة إياه الفجور والتقوى، حتى يأنس لها كنصير له، فتجنده لينفذ أجنداتها.

أما رد فعل المحافظ، فيصير الحفاظ على الدولة والهوية، حيث يلتقي هذا الحرص عنده مع رغائب التشبث بالسلطة، فيعيد مخياله المتوجس خيفة من كل شيء اكتشاف قاعدة أنا الدولة والدولة أنا، وعندما يستشعر قوة وزخم مد الليبرالي، يلجأ الى داعمين فيضطر في آخر المطاف- هو أيضا- الى تنفيذ أجندات الغرباء.

تصير البلد مشدودة بين قطبين ومصلحتين خارجيتين، كل من الفريقين يريد أن يأخذها الى آخر شوطه، وعندما يستنفد قوته، يلجأ الى الأسلحة الرخيصة من متاجر الجهويات وأسواق الحرامية المتناثرة على أرصفة التشويه والبيع بالجملة.

حُسن النية يلهمنا أنه ليس من ضير في تجربة أخرى بأن يجتمع الأفرقاء تحت قبة واحدة للحوار، ويتجادلان في الوطن لا عليه، حتى يصلان الى حل وسط، تسير معه الأمور بأمن وسلام. لكننا سرعان ما سنكتشف أنهم محض أدعياء.

وما الديمقراطية في عرفهم ألا شبكة صيد أو غطاء مخاتل يرينا نصف حقيقتهم، وأن لا همّ لهم إلا الوصول الى السلطة، كل السلطة، فهؤلاء بكل أشكالهم وألوانهم، لا يقنعون بالشراكة، أنهم طلاب للكراسي وللأبد، لهم ولأنسالهم وأخلافهم من بعدهم.

الحقيقة أنهم ليسوا بالمحافظين أو الليبراليون الأصلاء، بل إنهم محافظون ولبراليون جدد، يجسدون ملهاة السياسة وهزالها، تجرفهم الأهواء والرغبات، ليس من قواعد أو نظرة أو برامج جادة من تلك التي تليق بالأوطان والشعوب والدول.

أين الخيار الثالث الذي يعيد للسياسة روحها، ففي غمرة هذا الشد والجدال نفتقد الى خط التوازن الذي ينظّر ويقيم أي أمر من زاوية الخطأ أو الصواب، فيصمم النظام السياسي الذي يفسح المجال للكفاءة والإبداع، ولا يتركها على عواهن وصروف ومخلفات الأزمان.

في السيادة فساد السياسة، يجب أن يظل السياسي- أي سياسي- محكوما لعملية تداول مستقلة غير خاضعة للتلاعب، وأن يظل مهددا ومراقبا وخاضعا لسلطات ومراكز وطنية أقوى منه، وإلا عاث في الأرض فسادا.

نيسان ـ نشر في 2015-11-01 الساعة 09:30

الكلمات الأكثر بحثاً