اتصل بنا
 

الطفل سيف ليس آخر ضحايا 'الرصاصة القاتلة

رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

نيسان ـ نشر في 2023-07-07 الساعة 08:27

نيسان ـ »
رمزي الغزوي
نشر في: الخميس 6 تموز / يوليو 2023. 12:00 صباحاً
آخر تعديل: الخميس 6 تموز / يوليو 2023. 12:00 صباحاً
مرة أخرى تضرب «الرصاصة القاتلة». وهنا أتمسك بهذا الوصف الحقيقي، فهي القاتلة بحق وليست الطائشة، كما تصفها التقارير والأخبار. مرة أخرى، ولن تكون الأخيرة على ما يبدو، تضرب وتخترق الرؤوس الآمنة ونفقد إنسانا ذنبه أن رأسه كان بموضع سقوط رصاصة «طرطر» بها مستهتر بالحياة يعلم أنها إن أصابت قتلت.
قبل أيام كان الطفل سيف الزن ذو العامين يدبدب ويلعب في باحة بيتهم حين استقبل رأسه رصاصة جاءته من بعيد لتزرع أتراحا في أرواح عائلته وذويه. فيا الله، قل لنا أين يلوذ الواحد منا كي لا يكون رأسه مستقرا لرصاصهم القاتل. أين يلوذ الطفل؟ أثمة مكان أكثر أمنا من باحة بيته وحضن أمه؟
قبل أن ندين مطلق الرصاصة علينا أن نتحلى بروح المسؤولية ونغيّر مصطلح «رصاصة طائشة» إلى «رصاصة قاتلة»، فما دمنا نستخدم هذا فإننا نعطي هاجسا أن الأمر يحدث ببساطة دون قصدية. وللمرة الثالثة في هذا المنبر أطالب مديرية الأمن العام والصحافة والمجتمع أن يسموا الأشياء بمسمياتها الحقيقية الدقيقة. رصاصة قاتلة لا طائشة..
مع توجعي لفقد سيف سرني أن فريق التحقيق الخاص بمديرية الأمن العام ضبط وبطريقة احترافية تستحق التقدير مطلق الرصاصة الذي تبين أنه كان يجرّب سلاحه في الهواء، وهو بالتأكيد يعلم أن رصاصته لا بد وأن تعود أرضا لتفتك بمن يصدف أن يكون بطريقها.
حادثة هذا الطفل تذكرنا بالشاب اليافع الذي سقط في الشارع العام قبل أشهر بحي نزال في عمان بذات رصاصة قاتلة أطلقت من عرس بعيد. ونتذكر اليوم الطفلة جود التي اغتيلت قبل بضع سنوات بذات الطريقة وهي تلعب في باحة منزلها، والطفلة سلمى ابنة السنتين وقد دهمتها الرصاصة وهي في حضن أمها في شرفة منزلهم.
لو أن القانون لدينا طبّق بشكل صارم على كل من يجرؤ ويطلق النار في المناسبات والتجريبات الهوائية لما ظل البعض منا يشهرون أسلحتهم، ويطلقون رصاصها الذي يسقط موتاً متعمداً. لماذا لم تتوقف هذه العادة لو واجهناها ببسالة؟
من جهة أكثر ألما فنحن كمجتمع لا نتضامن اجتماعيا وعاطفيا مع هؤلاء الضحايا بكل أسف. بل ننساهم بسرعة وكأن الأمر لم يكن. فيوم مقتل سيف رجوت كما رجوت يوم مقتل سلمى لو نخرج بشموع نجوب ليل المدينة منددين بكل من يطلق طرطراته البغيضة.
نحن قتلنا كل هؤلاء بشكل أو بآخر؛ لأننا لم نقضِ على الظاهرة المتخلفة من جذورها. تهاونا وتساهلنا مع من لا يستطيعون أن يقيموا فرحهم ونجاحهم إلا بإطلاق الرصاص القاتل.
جميع الحقوق محفوظة.الدستور

نيسان ـ نشر في 2023-07-07 الساعة 08:27


رأي: رمزي الغزوي رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

الكلمات الأكثر بحثاً