اتصل بنا
 

كيف تموت المرأة حية ؟

نيسان ـ نشر في 2023-07-23 الساعة 08:37

x
نيسان ـ تتواصل الحراكات الثقافية على منصة السلع وهنا طائفة مما كتب الادباء الاكاديمي د.محمد الحوراني ونسرين الطويل، وامينة الجمجومي، والشاعر زين العابدين الضبيبي ولينا الطويسي، وسهام بشنق
وتحت عنوان كيف تموت المرأة حية ؟ نقلت الاديبة امينة الجمجومي من اليوسفية في المغرب، ما قاله غابرييلغارسياماركيز :

رأيت امرأة ميتة يوم أمس، وكانت تتنفس مثلنا،
ولكن كيف تموت المرأة ؟ وكيف تراها تحت عنضر ؟؟
تموت إذا فارقت وجهها الابتسامة، إذا لم تعد تهتم بجمالها، إذا لم تتمسك بأيدي أحد ما بقوة، وإن لم تعد تنتظر عناق أحد، وإن أعتلت وجهها ابتسامة ساخرة إذا مر عليها حديث الحب، نعم هكذا تموت المرأة !!
نعم تموت المرأة وهي حية ترزَق، تعلن الحداد داخلها، تعيش مراسم دفنها لوحدها ثم تنهض، ترتّب شكلها، تمسح الكحل السائل تحت عينيها، تعيد وضعه، ثم تخرج للعالم، واقفة بكامل أناقتها، تتنفس وربما مبتسمة وتضحك، لكنها ميتة ولا أحد يعلم !
فكم من امرأةٍ تعيش بيننا تتنفس، لكنها ماتت منذ زمن،
انطفاء بريق الأمل والقوة في عينيها هو أولى علامات الموت
اما الشاعر اليمني، زين العابدين الضبيبي فقال في قصيدته الجديدة
مصابٌ صباحُ القُرى بدوارٍ غريبٍ
وعشبُ المراعي يئنُّ
كأنَّ غبارًا كئيبًا
جثا فوق أنفاسهِ
أو يدًا غير مرئيةٍ
طوَّقتْ ساعدَ الخضرةَ الموسميةِ بالجدبِ
لا شجنٌ في أغاني الرعاةِ
ولا عبقٌ في دخانِ المواقدِ
لا لهفةٌ في عيونِ الصغارِ
سوى لعبور التخومِ
وإهدارِ أعمارهمْ غربةً
فوقَ أرصفةٍ تتذكرُ
أوجهَ من عبروا قبلهم
مُثقلينَ بأحلامهم
قبلَ أن يغرقوا في السُدى.
يا لحزنِ الحقولِ
لقد شابَ شَعرُ الذُرى
من تأوهها
منذ أن جحدتها السنابلُ
لا يأسَ يُدركها
كلَّ يومٍ تنامُ
على أملٍ أن يؤوبَ
بنوها إلى حضنها في الصباحْ.
وحيدًا صباحُ القُرى
كان يفتحُ عينيهِ
فجرًا على ضحكاتِ الندى
كلما أيقظته خُطى القروياتِ
يحملُ جرَّتهُ مثلهنَّ إلى النبعِ
يحرسُ فاتنةً حسنها قهوةُ الطرقاتِ
إذا هطلت قطرةٌ من عذوبتها
أزهرَ الدربُ وامتدَّ عمر الشذا،
قبل أن يتسلل ليل المدينةِ يوماً
ويسرقها للأبد.
يقولون إن صباح القُرى مذنبٌ
فهو من شق ثوب الفضيلةِ بالصمت
مذ وجدوا قبلةً سقطتْ من شفاهِ
حبيبين فاض الهوى في ضلوعهما
فأراقا قليلاً من الوجدِ في المنحنى،
غير أن اللحى المكفهرة
جاءت إلى الصبحِ
تسأله عن دليل الجريمةِ،
إذ وحده من سيفضح سرهما
حين أطرقَ مبتسمًا،
ثم قال: ربما سقطتْ من يدِ الريحِ
أو ربما...
وأشارت أصابعه للسماء.
كان في وسع ليل القُرى
قبل أن يتسلقَ أسوارَ وحشتهِ
رتقُ هذي الشقوق التي اتسعتْ خلسةً
كانَ يُمكنَ أن يُخبرَ الحقلَ
أن الغيومَ تُعد لهُ فرحًا ممكنًا...
أن يصبَّ ربيعًا يلملمُ هذا الخرابَ لنشعرَ
أن الزمان النبي استعادَ فتوتهِ وابتدا.
وفي وسعِ ليل القُرى
أن يرشَّ قليلاً من الضوءِ
إن الحياةَ التي فرَّقتْ بين قلبين
صارتْ دُجى،
وفي وسعهِ
أن يمدَّ حبالًا من الذكريات
لمن رحلوا
أن يقول لهم: هل سنترك
كأسَ المنى المستحيلةِ
فوقَ سريرِ الطفولةِ كي تبردا؟
إن صبح القُرى الآن أعمىً....
وفي وسعنا أن نكون القميصَ
وفي وسعنا أن نكون الردى.
وفي رؤيته لموازين العدالة، نقل الاكاديمي د.محمد خير الحوراني لنا هذه القصة،
ذهبت سيِّدة ضخمة وطويلة وعريضة المنكبين ووجهها أسود مخيف.. إلى مكتب محاماه
فبدأ المحامون الرجال يتسلُّلون واحد تِلو الآخر إلى الخارج،
ولم يتبقَ سوى فتاة لاستقبالها،
كانت قلقة من شكلها وتتجنّب النظر إليها، حتَّى بدأت حديثها فقالت:
أنا سيِّدة كان الرجال ينفرون منِّي حتَّى وصلت لسن اﻷربعين ولم أتزوّج
وفي يومٍ زارتني جارتي وعرضت عليَّ الزواج من مقاول أرمل ولديه أربعة أطفال... بشرط أن أخدمهم وألاَّ يكون لي طلبات كزوجة،
فوافقت ...... وتزوَّجت!
ومرَّت سنوات وأنا أرعى الأولاد كأنَّهم أبنائي،
وغمرتهم بحناني حتَّى أصبحت لهم أُمَّا يحبُّونها ويقدّرونها.
وحدث أن نجح زوّجي واغتنى أكثر، والغريب...... أنَّه أحبَّني وبدأ يُعاملني كزوجة!
وقد أتيت إليكم ﻷنَّ زوجي مات وكتب لي عقارات تُقدّر بالملايين ولم يعترض أولاده!
ولكنِّي أُريد أن أُعيد إليهم أملاكهم وأخرجت اﻷوراق والعقود الَّتي تُثبت صحّة كلامها!!
فصمتت السيِّدة وتجمّد الكلام على شفتي الفتاة الَّتي كانت تشمئز منها،
عندما رأت سيِّدة تلفظ هذه الملايين بجرَّة قلم!
فسألتها وهى تشعر بالخجل من نفسها بعد أن شعرت نحوها بُحبٍ غريب لمس قلبها:
أليس أفضل لكِ أن تحتفظي ببيت تحسُّباً للزمن؟
فقالت: لا!
يكفيني حُب الأولاد لي،
واللهُ الَّذي رزقني الحُب بعد الجفاف سوف يرزقني ويهبني معه كل شيء !
يقول المثل الانجليزي :
( ليست كل إمرأة جميلة طيبة ... ولكن كل إمرأة طيبة جميلة !!)
لأن الإنسان ينظر إلى العينين، وأما الله فإنه ينظر إلى القلب»
سبحانك اللهم
ونقلت الفنانة التشكيلية الاديبة سهام بشنق من لبنان، عن سبب الحكمة التي جعلت عالم اللغويات الدنماركي راسموس رأسك مواليد ١٧٨٧ والذي توفي عام ١٨٣٢ الذي قضى عمره في دراسة لغات البشر ولهجاتهم ودرس ١٢٠ لغة و ٨٢ لهجة واعتبر العربية هي أم لغات العالم واعظم لغة اوجدها العقل البشري أو أوحيت له ...
وأوصى أن ينقش على قبره حكمة عربية قالها "أكْثَمُ بنُ صَيْفِي اَلتَّمِيمِيّ"، من قبيلة تميم والملقب بحكيم العرب، وهي: "الحق أبلج والباطل لجلج ". لأن القبر هو أول منازل انكشاف الحقيقة وزوال الباطل...
والعبرة من هذا هو أنه لا يكاد أحد المختصين يبدأ في دراسة اللغة العربية حتى يكتشف عظمتها وتفوقها على كل لغات العالم ..فمتى يدرك العرب هذه الحقيقة ويعودوا للتحدث والكتابة بالفصحى والاعتزاز بها لكونها لغة القرآن ولغة أهل الجنة حسب قول الفقهاء ..
ولحلول العام الهجري الجديد، كتبت الشاعرة ريما البرغوثي، ابيات جميلة لهذا العام قالت فيها
عام تجلى والظلام مخيم
فأتى كشمس للقلوب المظلمة
يذكي النفوس بمشعل الذكرى التي
هي بلسم تشفي الجراح المؤلمة
هي عطر زهر الروضة الخضرا إذا
فاحت عبيرا في الديار المسلمة
يا طيب أشذاء تناثر زهرها
لتكون في أرض الضلال الملهمة
يا رب في العام الجديد الغوث من
آباء جهل أو شبيه مسيلمة
وتحت عنوان الكاتب ضمير هذا العصر ، كتبت الاديبة نسرين الطويل، من لوس انجلوس في امريكا، تقول
لم تغب شمس المعرفة كثيراً وقد نكون الآن في مرحلة الغروب، وقبل أن تأفل شمس الثقافة يجب علينا أن نضع بعض النصائح لأنفسنا والمحيط حتى تشرق الشمس من جديد. في هذه الآونة لم يغب الكاتب العربي بالشكل الصحيح ولكن هناك من يدعي الكتابة والمعرفة مع وجود هذا العالم الافتراضي المتزاحم بمشاهير التفاهة والنسخ واللصق، وحتى مشاهير الخطابة لمن ادعى المعرفة في العلوم الدينية والطبية والتجميل وما إلى ذلك. المثقف الأديب هو حبر الأمة وهو من صنع ثورات فرنسا ودحر المستعمر الانجليزي من مصر ووثق أمجاد الأمم وحضارتها، والروائي من رسم ملامح الحارة المصرية مثل نجيب محفوظ ،والشاعر من وقف جندياً في الصف الأول من المعركة وصار شهيداً مثل عبد الرحيم محمود والأدباء هم من أسس الوحدة بين الشعوب مثل رابطة (ابوللو) و(رابطة ادباء المهجر)، ومن هنا نستطيع القول بأننا نحن الأدباء الأنجم التي تسطع في سماء الأمة، فيجب علينا أن نحمل هذه الفضاءات على محمل الجد.
ولعلنا نرى اليوم الأدباء في معزل عن الثقافة وقد تركوا المنصات لمن لا يستحقها، والبعض منهم مستهلك لدرجة قد لا يكون غيره في الساحة الأدبية، ومما نتعجب منه اليوم ظهور أنصاف المثقفين حسب ادعاءهم وقد زادوا من غرابة المشهد الثقافي بتمايلهم وبدمج الفن المعاصر والراقص على هذه الأماسي التي نفر منها جيل الشباب المقبل على الآداب والمتعطش لمواكبة الصالونات القديمة أمثال صالون (مي زيادة والعقاد). وفي منظور آخر دعونا نتطرق للمحاضرات الأدبية والعلمية والدينية لأولئك الذين أخذوا من الكتب ولم يذكروا أصحابها كمراجع قد يستفيد منه المشاهد والمتابع وقد يسحرون الناس بكلامهم المعسول دون أن يتأكدوا من المعلومة الصحيحة وعن غير علمٍ نافع، وهذه الفئة من الآفات التي تسيطر على العقل وتسحره بكلام مغلوط وقد اعتمد صاحبها على عدد المشاهدات والانتشار بين الناس لمكاسب دنيوية دون الحرص على الإفك الذي ارتكبه بين الناس وجعل هذا العلم وهو من دون علم مادة للتضليل الخاطئ مدى الحياة. وفي معرض حديثي سوف أتطرق للسرقات الأدبية والعلمية وقد أصبحت متاحة لتوفر وسائل الاتصال وعدم السعي لأجلها كما كان ذلك في سالف الزمان، أيام كانت المكتبات والكل يسعى لعمل الابحاث، وقد أصبحت السرقة الأدبية في وضح النهار مع وجود تقنية النسخ واللصق ودون أن يقرأ السارق ماذا سرق أو يعرف ما المقصود من هذا الكلام المسروق، وآخر قد يسرق معلومات من كتاب علمي ويبدأ بعمل محاضرات دون أن يذكر اسم المؤلف ولمن تعود هذه الأفكار. أخيراً، ولجميع هؤلاء أود أن أقول بأن العلم فريضة والعالم مؤتمن على علمه والأديب يتحمل وزر أدبه إذا استخدمه في غير خُلقه، والمثقف يجب أن يضع ثمرة جهده للناس بأسلوب الحكماء دون أن يتعالى عليهم وأن يكون ودودا فيهم، لا يملك مثقال ذرة من كَبر، حتى يكون قول الله فيه:
((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات))
وتكتب الاديبة لينا الطويسي من المدينة الوردية في وادي موسى خاطرة عما يفعله الطالب، استعدادا لقاعة الامتحان، فتقول
عشية سهر وانتظار....
لست أدري ولست أفهم لماذا تصر الوزارة وفي كل فصل على تصعيب أسئلة الامتحان وترشقنا بمعضلات رياضية وأخرى فيزيائية ومعادلات كيميائية غاية في التعقيد...أخال أن اللجنة نفسها تعجز عن فك غموضها وتحليلها..
البارحة كنت انظر من أصغر ثقب في الباب ثقب قد تراه أنت وقد لاتراه..كل العائلة كانت تنظر أيضا ..أخي الصغير كان ينظر من خلف الستائر تفضحه قدماه..
ان هذا فضول عادي يتمتع به أي إنسان قد حبس في غرفة طولها ٣ × ٤ لمدةشهر كامل..
هذه السنةلم تكن كغيرها من السنوات ولاني كنت محبوسا كانت الأمتع والأكثر اكتظاظا بالأحداث والمشوقات وأنا وكما ترون لا أستطيع الا ان أراقب بحذر خوفا من أن تراني أختي "الفسادة" وتخبر أمي فتزج أمي بالمزيد من البطانيات الكاتمة للصوت أمام باب الغرفة..
اللعنة كل هذا التشويق و"السسبنس" يحدث الان ..
البارحة كانت خطبة أختي الكبرى والأسبوع الماضي الرحلة إلى حيث الماء والخضراء والوجه الحسن..الرحلة التي لم أفز منها الا بقطعة شواء باردة بدرجة برودة أعصاب أخي الصغير وهو يناولني إياها..
اليوم عطلة وبما أن البيت أصبح مكتظا بالجارات الفضوليات اللواتي جئن يتلقطن أخبار الخطوبة كان علي ان احمل أمتعتي وأشد الرحال إلى الأعلى نحو السطح..
أمي لمحت مرارا للجارات أن يؤخرن الزيارة حتى أنهي امتحاناتي لكن الفضول أتى بهن سريعا..
ومن على السطح هنا يمكنك انت ان ترى كافة الزملاء .... زملاء التعب والمعاناة يتظاهرون بالأنشغال بكراساتهم بينما هم يتابعون حركة الحياة من الأعلى..
تنصرف الجارات وأعود ثانية للداخل..أخبر والدتي بمدى التعب الذي انتابني وأنني بحاجة إلى النوم فتحلف أمي "مية يمين وعظيم" أنني لن أنام ولن يغمض لي جفن قبل أن أنهي المقرر..
"لازم تبيض وجوهنا "تقول أمي ثم تتابع وهي تشير بأصابعها متوعدة "يا ويلك اذا سلمى بنت عمك جابت أعلى منك"
حسوهكذا يتناوب أفراد العائلة على السهر معي لأنهي المقرر أنام بعدها "بلا هز" لاستيقظ على صوت أمي تقول "اصحى ياولد راح الامتحان"فانهض مفزوعا وبسرعة أفتح الباب لأخرج فتعيدني أمي بشد ياقة قميصي قائلة "كلك لقمة بلكي تعرف تركز" وعندما نتحدث عن التركيز فإنني أخاف ويتصبب جسمي عرقا
في المدرسة و على المقعد الذي يحمل رقم جلوسي أجلس مستذكرا كل ما أحفظ من أدعية وآيات وأظل أتمتم وأتلو مغلقا عيناي حتى تصلني ورقة الامتحان فانقطع عن العالم الا ان هناك ما يزعج ويقطع التركيز صوت يضرب في الرأس كمسمار يدق في لوح خشب ..لحظة انه صوت طقطقة كعب المراقبة..أهمس لزميلي في المقعد المباشر "الدائرة الأخيرة ، يازم ما أني قادر اركز" دقيقة وأقول ضع الأقلام تصرخ المراقبة من نهاية القاعة .."طق..طق..طق" طقطقات حذائها تعد علينا الثواني الأخيرة "ضع الأقلام المراقبة تقول ..يشد المراقب ورقتي فأشدها وأقول له "يا أستاذ لسا ما قعدنا بدّي بس معدل الهندسة الله يخليك دقيقة" ويشد بقوة هذه المرة قائلا :"قوم يا بش مهندس لاتفوتك محاضرة الثمنية قوم يابه إوصلك اترك هالحرام يلا " افتح عيني اليمنى لاكتشف انني لا أحلم فعلا هذه المرة ثم افتح اليسرى فاتثبت من هذا الذي سمعت ..احتاج لصرخة لاتشبه صوتي ولا صوت ابي ولاصوت الأستاذ كدليل أخير على انني لا أهذي ..بل تناولت المخدة لاضرب بها جسد أخي الصغير الذي ينام على السرير المجاور فينهال أخي بالصراخ واللعنات على أهل البيت الذين يحرمونه النوم.. فأضحك من قلبي وأفقز عن سريري لأبدأ يومي....
يارب كن مع عبادك في ابتلاءاتهم انك قلت أني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان

لكل السهارى على أمل ورجاء أهدي خط قلمي
وتتوالى الاختبارات وينقذنا الأمل بالله









نيسان ـ نشر في 2023-07-23 الساعة 08:37

الكلمات الأكثر بحثاً