اتصل بنا
 

عين على السلطة واخرى على الشارع .. مدنيو الأعيان يشكلون معارضة خجولة في مجلس الملك

نيسان ـ نشر في 2023-08-02 الساعة 05:58

x
نيسان ـ عين على السلطة وأخرى على الشارع، هكذا تعامل اتباع التيار المدني في مجلس الأعيان والذين ظهروا لأول مرة كتكتل معارض في مجلس الملك، مع قانون الجرائم الإلكترونية..
المعارضة على استحياء للقانون خلال جلسة الأعيان لم تؤد بالطبع إلى رد "الجرائم الإلكترونية" أو تغيير في محتواه، رغم طلب ذلك مباشرة من العين الدكتور مصطفى حمارنة والذي اقترح إعادته إلى اللجنة القانونية بهدف فتح حوار عميق حوله، إلا أن مقترحه فشل في التصويت.
بدا المشهد غريبا فالرفاق اليساريون يتحدثون وانصار السلطة نظارة كأنهم امام فيلم سينمائي يحضرونه لاول مرة..
الأعيان حمارنة، وبسام حدادين، وجميل النمري، والخالدان كلالدة ورمضان، وعبلة عماوي، واحسان بركات، وعلي السنيد، وجميعهم يجمعهم الفكر المدني باستثناء الأخير، وتفرقهم الأحزاب والصالونات السياسية، شكلوا لأول مرة تكتل معارض في مجلس الحكماء، مع الحفاظ على ارضاء اليمين، فخرجوا بعناوين ترضي قواعدهم المدنية، ونتائج تتوافق مع ما أرادته الحكومة.
العين حدادين طالب بالموازنة بين التصدي لموبقات الفضاء الإلكتروني وعدم المساس بحريات التعبير والرأي، واصفا القانون بأنه دفاع غير مبرر عن الشخصيات العامة.
ودعا إلى الأخذ بعين الاعتبار مصلحة صيانة حرية الرأي والتعبير داخل المجتمع الأردني والمصلحة الوطنية، عند محاولة معالجة الخلل في الفضاء الالكتروني.
وفي سابقة تحت قبة الأعيان، تحدث العين الكلالدة ملمحا إلى وجود قوى وأيد خفية تسيّر القانون في جميع مراحله، بدءا من اقراره في غرف الحكومة ثم انتقاله إلى النواب وبعدهم الأعيان، قائلا إن هناك دفع للاسراع في اقرار القانون ليس مجرد ضغط، جاء ذلك بعد اخفائه عن العامة من قبل الحكومة وعدم نشره في ديوان التشريع والرأي للنقاش على خلاف بقية القوانين، ثم إرساله إلى النواب ليلة جلسة مناقشته، رغم ان الحكومة بدأت بحثه منذ 3 سنوات وفق ما قالت.
ويسأل مراقب : هل عاد الكلالدة الى ماضيه وحن اليه..؟
"الرفيق" رمضان ورغم جلوسه تحت قبة الأعيان للمرة الاولى أصر على التذكير بأنه عين وكُلف بذلك من قبل الملك وادى اليمين، ناكرا على نفسه الحديث باسم اليسار الذي ينتمي اليه أو أي توجه حزبي، ربما اضطر لذلك حتى لا يأخذه أحد بعروة المناكفة السياسية، رغم ظهور ملالمح سردية جديدة للمئوية الثانية من عمر الدولة تؤكد ضرورة الاستماع لاتباع تياره والتيارات الاخرى.
وأعتبر أن قانون الجرائم الإلكترونية ليس قضية هامة في ظل مشروع الدولة العام وهو مسارات الإصلاح التي ادخلت الدستور، الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري، مؤكدا أن أي قانون مهما بلغت أهميته لن يكون هو المشروع الوطني بحد ذاته.
وعلى غرار المثلث الذهبي السياحي، افرز رمضان مصطلح المثلث الذهبي السياسي، والمتمثل بالعرش والجيش والشعب وهي المكونات التي "لا نسمح لأحد المساس بها".
محاولات رمضان استخدام كلمة "الملك" سواء في حمايته مسارات الاصلاح او اتاحة جلوسه تحت قبة مجلس الحكماء، او في المثلث الذهبي، جميعها لم تعط النتيجة التي ارادها في إعادة القانون إلى اللجنة القانونية لإعادة دراسته.
اما حمارنة فخاطب رمضان تحت القبة ب"الرفيق"، وهو مصطلح سياسي يستخدم بين اتباع الحزب الواحد، او التيار السياسي الواحد، منكرا على رمضان تخليه عن توجهه السياسي.
وألمح كذلك إلى ان آلية سير إقرار القانون ليست ديمقراطية لأن أهم ما في الديمقراطية هو التوافقات وبعكس ذلك يصبح الأمر انبطاحا، مؤكدا انه كلما طالت المرحلة الانتقالية تعقد الوصول إلى توافقات.
عماوي راحت إلى التحذير من تكريس عدم الديمقراطية في مرحلة بناء عقد اجتماعي جديد يقوم على الديمقراطية والحوار الوطني، طالبة في ذلك التريث باقرار القانون وفتح حوار وطني حوله لبناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
عضو اللجنة القانونية في المجلس إحسان بركات راحت إلى مخالفة وزيرة الشؤون القانونية نانسي نمروقة في أمر تعريف اغتيال الشخصية، موضحة أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص، ولتطبيق العقوبة لا بد من ان يكون الجرم ذو أركان محددة بوصف محدد، وكذلك علاقة السببية بين الاركان واضحة.
السنيد حذر من الاجهاز على التوافق الوطني حول سلسلة الإصلاحات الاخيرة، بإقرار قانون الجرائم الإلكترونية والذي يرى أنه تضمن عقوبات لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، ما يجعل القانون في حالة تحد مع المجتمع.
وأعرب عن مخاوف بالغة على الحريات العامة التي هي قيمة أساسية في الحياة، فيما تبدو المادة 15 من القانون كأنها تلاحق الناس الى اخر مساحة متاحة من الحريات.
حاول البعض تقديم المزيد من الانحناء والولاء بان طالب باضافة مسؤولية النشر في المواقع الالكترونية على المالك او الناشر .. المتحدث كان رئيس الوزراء الاسبق عبدالله النسور..
اما الملاحظة الاخيرة فقد كانت غياب الرئيس سمير الرفاعي رغم حضوره ..
سردية مختلفة هذا النهار.. لعل المئوية الثانية مختلفة.. لعل مجلس الملك مختلف هذه المرة ففيه حمائم وصقور كما قال العين ابراهيم البدور.. وإن كان الطعم والخلطة من نفس المنتَج..عبدالله مسمار/عمون

نيسان ـ نشر في 2023-08-02 الساعة 05:58

الكلمات الأكثر بحثاً