انتهازيون ومُتَكَسّبون يدافعون عن السياسات الرسمية
محمد قبيلات
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2023-08-09 الساعة 10:18
نيسان ـ محمد قبيلات
هؤلاء المُتكَسبون لا رادع لهم، يزاوِدون على الجميع بالوطنية والولاء، بينما هم أبعد ما يمكن عن ذلك، لكنه دأبهم في التزلف والسعي للأعطيات، هم فقط يحافظون على شبكة علاقات مصالح مريضة، ويَزْعَقون ليل نهار على شاشات التلفزة، ويُهرِقون أحبارهم المأجورة في الصحف الرسمية، مدعين أنهم خط الدفاع الأول عن الحكم والمؤسسات الرسمية، بينما وجودهم في مواقع متعددة برواتب مجزية، هو أكبر دليل على فسادهم وفساد الجهات التي تشغلهم.
تخيلوا يا سادة أن أكثر ما يطمح إليه شاب عاطل من العمل، هو وظيفة لا يتجاوز راتبها مئتين أو ثلاثمئة دينار، بينما هؤلاء السادة، الهادرة أصواتهم (وطنية)، يقبضون من خمسة إلى عشرة رواتب من مؤسسات حكومية مختلفة، وأن أحدهم يتجاوز مجموع رواتبه العشرة آلاف دينار.
ماذا يقدم مقابل ذلك؟! لا شيء، سوى أنه (ينبح) من على شاشات التلفزة طوال الليل والنهار، وربما يطرح مشاكل البطالة والفقر باحثاً عن حلول لها، متناسياً أنه يسرق رواتب أولئك الشباب والشابات المُعطّلين من العمل.
والمشكلة ليست آنية، فهم من زمن بعيد يقبضون مقابل مراءاتهم وتزلفهم وكذبهم على لحى المسؤولين، يسكنون الفلل والقصور، يدرس أبناؤهم في أعرق الجامعات العالمية بمنح حكومية من حساب الخزينة التي كان يجب أن توجه مُقدّراتها لسد رمق الفقراء من أبناء الوطن، ولا تتوقف سَرِقاتُهم ونَهبُهم للقمة عيش المساكين عند هذا الحد، بل عندما ينهي أبناؤهم، فلذات أكبادهم، الدراسة في الخارج، يعودون للوطن يمشون على جراح المعذبين في بلد الحرمان، فيحتلون أعلى الوظائف والمناصب، مستشارين وقناصل ووزراء وسفراء.
إنهم يفسدون الطبقة السياسية فوق فسادها، يزينون لها أفعالها، ويدافعون عن أخطائها، ويعملون ليل نهار على الترويج للقرارات، بغض النظر عن صحتها، ليعطلوا بذلك أية جدالات موضوعية تهدف إلى تجويدها، فتتحول القضية إلى نزاع بينهم كمدافعين عن الدولة، كما يقدمون أنفسهم، مع كل من يقدم أية ملحوظات نقدية على تلك المقررات، وليس ذلك فقط، بل يخلقون أجواء من الكراهية ضد المعارضين، فتتسمم أجواء النقاش كلها.
لقد لاحظنا مؤخرًا أنهم يَجرّون الفضاء العام إلى أجواء من الفتنة والجهويّات، وهذا ليس مصادفة أو نتاج زلة لسان أو خطأ في التعبير، بل هو تمهيد ممنهج لخلط الأوراق، من أجل خلق فضاءات خلافية جديدة في المجتمع الأردني، وذلك لإغلاق ملف الجدالات حول القضايا الخلافية الرئيسة.
كما لاحظنا افتعال خلافات مع شخصيات تتحدر من اليسار، وبدأ هؤلاء الأشاوس إعادة النقاشات إلى أيام الحرب الباردة، وذلك بحثاً عن مهمات جديدة تُشْعِر الرسمي بأهمية واستمرارية الدور الذي طالما لعبته هذه الفئة المُرتَزِقة، وهم يَشرَعون بهذه الهجمة خوفاً من أن تحل تلك الشخصيات ذات الأصول اليسارية محلهم وتأخذ دورهم.
لقد تغيّر الزمان أيها السادة، وتغيرت معه أدواته، وما عادت الأدوات والأفكار القديمة صالحة للزمن الجديد، فقد تغيرت أهداف وبرامج وأدوار المعارضة، كما تغيرت وظائف وأشكال ومهام المستويات الإدارية الرسمية في السلطات، وأصبحت القيادة الاجتماعية والسياسية بحاجة إلى شركاء في تحمل المسؤولية، فجاءت بالأحزاب والديموقراطية مكرهة، لا (منّة) لتتشدقوا وتمنون بها على خلق الله.
إنه زمن جديد متسارع أيها السادة؛ لا متسع فيه لبلادة السياسة وزيفها، ولم يعد زمن استئجار الأبواق التي تكذب وتَكْذِبُ حتى تُصَدِّق ويُصَدق الناس كذبَها.
هؤلاء المُتكَسبون لا رادع لهم، يزاوِدون على الجميع بالوطنية والولاء، بينما هم أبعد ما يمكن عن ذلك، لكنه دأبهم في التزلف والسعي للأعطيات، هم فقط يحافظون على شبكة علاقات مصالح مريضة، ويَزْعَقون ليل نهار على شاشات التلفزة، ويُهرِقون أحبارهم المأجورة في الصحف الرسمية، مدعين أنهم خط الدفاع الأول عن الحكم والمؤسسات الرسمية، بينما وجودهم في مواقع متعددة برواتب مجزية، هو أكبر دليل على فسادهم وفساد الجهات التي تشغلهم.
تخيلوا يا سادة أن أكثر ما يطمح إليه شاب عاطل من العمل، هو وظيفة لا يتجاوز راتبها مئتين أو ثلاثمئة دينار، بينما هؤلاء السادة، الهادرة أصواتهم (وطنية)، يقبضون من خمسة إلى عشرة رواتب من مؤسسات حكومية مختلفة، وأن أحدهم يتجاوز مجموع رواتبه العشرة آلاف دينار.
ماذا يقدم مقابل ذلك؟! لا شيء، سوى أنه (ينبح) من على شاشات التلفزة طوال الليل والنهار، وربما يطرح مشاكل البطالة والفقر باحثاً عن حلول لها، متناسياً أنه يسرق رواتب أولئك الشباب والشابات المُعطّلين من العمل.
والمشكلة ليست آنية، فهم من زمن بعيد يقبضون مقابل مراءاتهم وتزلفهم وكذبهم على لحى المسؤولين، يسكنون الفلل والقصور، يدرس أبناؤهم في أعرق الجامعات العالمية بمنح حكومية من حساب الخزينة التي كان يجب أن توجه مُقدّراتها لسد رمق الفقراء من أبناء الوطن، ولا تتوقف سَرِقاتُهم ونَهبُهم للقمة عيش المساكين عند هذا الحد، بل عندما ينهي أبناؤهم، فلذات أكبادهم، الدراسة في الخارج، يعودون للوطن يمشون على جراح المعذبين في بلد الحرمان، فيحتلون أعلى الوظائف والمناصب، مستشارين وقناصل ووزراء وسفراء.
إنهم يفسدون الطبقة السياسية فوق فسادها، يزينون لها أفعالها، ويدافعون عن أخطائها، ويعملون ليل نهار على الترويج للقرارات، بغض النظر عن صحتها، ليعطلوا بذلك أية جدالات موضوعية تهدف إلى تجويدها، فتتحول القضية إلى نزاع بينهم كمدافعين عن الدولة، كما يقدمون أنفسهم، مع كل من يقدم أية ملحوظات نقدية على تلك المقررات، وليس ذلك فقط، بل يخلقون أجواء من الكراهية ضد المعارضين، فتتسمم أجواء النقاش كلها.
لقد لاحظنا مؤخرًا أنهم يَجرّون الفضاء العام إلى أجواء من الفتنة والجهويّات، وهذا ليس مصادفة أو نتاج زلة لسان أو خطأ في التعبير، بل هو تمهيد ممنهج لخلط الأوراق، من أجل خلق فضاءات خلافية جديدة في المجتمع الأردني، وذلك لإغلاق ملف الجدالات حول القضايا الخلافية الرئيسة.
كما لاحظنا افتعال خلافات مع شخصيات تتحدر من اليسار، وبدأ هؤلاء الأشاوس إعادة النقاشات إلى أيام الحرب الباردة، وذلك بحثاً عن مهمات جديدة تُشْعِر الرسمي بأهمية واستمرارية الدور الذي طالما لعبته هذه الفئة المُرتَزِقة، وهم يَشرَعون بهذه الهجمة خوفاً من أن تحل تلك الشخصيات ذات الأصول اليسارية محلهم وتأخذ دورهم.
لقد تغيّر الزمان أيها السادة، وتغيرت معه أدواته، وما عادت الأدوات والأفكار القديمة صالحة للزمن الجديد، فقد تغيرت أهداف وبرامج وأدوار المعارضة، كما تغيرت وظائف وأشكال ومهام المستويات الإدارية الرسمية في السلطات، وأصبحت القيادة الاجتماعية والسياسية بحاجة إلى شركاء في تحمل المسؤولية، فجاءت بالأحزاب والديموقراطية مكرهة، لا (منّة) لتتشدقوا وتمنون بها على خلق الله.
إنه زمن جديد متسارع أيها السادة؛ لا متسع فيه لبلادة السياسة وزيفها، ولم يعد زمن استئجار الأبواق التي تكذب وتَكْذِبُ حتى تُصَدِّق ويُصَدق الناس كذبَها.