اتصل بنا
 

جرش .. تغييب الممثل الأردني

نيسان ـ نشر في 2023-08-13 الساعة 09:08

نيسان ـ على مدار الأيام القليلة الماضية، تابعت سجالات كثيرة دارت حول ما تم تقديمه في برنامج مهرجان جرش للعام الحالي، واستمعت إلى بعض الآراء التي ترى أن الدورة الحالية وضعت المهرجان على طريق العودة إلى التألق، لاسترجاع أمجاده الماضية. ويحق لي أن أسأل: كيف؟!
هل يشكل تجاوز الفنان الأردني و"تطنيشه" وتهميشه، وصفة النجاح للفعاليات الثقافية والفنية في الأردن، بينما نفتح ذراعينا لاحتضان عشرات الفنانين العرب وتكريمهم؟!
في ندوة اختصت بنقاش الدراما العربية وواقعها، وأقيمت بمؤسسة عبدالحميد شومان، استضاف المهرجان 4 نجوم عرب من؛ مصر وسورية والكويت، وقدمهم للجمهور نقيب الفنانين الأردنيين، من دون أن يفكر أحد أن هناك ممثلي دراما أردنيين نجوما، ولهم حضورهم على الساحة العربية، وكان يتوجب أن يكونوا حاضرين في هذه الندوة.
جمهور كبير غصت به قاعة شومان تابع هذه الندوة، وبعضهم أبدى تحفظه، وطرح سؤال سبب غياب النجم المحلي عن الندوة، وهو غياب تتحمل مسؤوليته جهتان؛ إدارة المهرجان التي توجب عليها العمل تحت مظلة مهرجان أردني يكرّس جهوده لمصلحة الفن والثقافة في الأردن. والجهة الثانية هي بلا شك نقابة الفنانين الأردنيين التي يتوجب أن تكون ممثلة لمصالح أعضائها، لكننا رأينا أنها فشلت في هذه المهمة، بينما كان حضور النقيب باهتا في خلفية المشهدين؛ فعضوية اللجنة العليا للمهرجان، وأيضا في إدارة تلك الندوة التي اكتفى بها لأن تكون تمثيلا لتاريخ طويل من الفن الأردني!
نقول إن مسؤولية هذا الإخفاق متساوية بين الجهتين، لأنهما أسقطتا من اعتباراتهما تكريم الممثل الأردني والدراما المحلية. بينما في مثال آخر، ومن خلال عضويتها في اللجنة العليا، نرى كيف أن رابطة الكتاب الأردنيين فرضت أعضاءها من الشعراء على معظم برنامج المهرجان الشعري، ليقدم الشعراء الأردنيون قصائدهم جنبا إلى جنب مع نظرائهم العرب. هذا هو صلب عمل النقابات والاتحادات والروابط، وهو ما يحدد النجاح من الفشل؟
الممثلون الأردنيون غابوا عن جميع أنشطة وبرامج المهرجان، حتى في مجال تقديم الفنانين العرب وتكريمهم، ورأينا كيف أن نجما إعلاميا عربيا كبيرا أخطأ في اسم فنان عربي نجم، وكيف أن هناك فعاليات معينة تم "تفصيلها" لأسماء بعينها، رغم تساؤلات عن مدى تمكن الضيوف من الخوض بمثل تلك المسائل!
هناك استياء كبير في أوساط الممثلين الأردنيين، وهناك حالة تتعدى العتب، نحو الشعور بالظلم والتهميش وعدم التقدير من إدارة المهرجان التي نجحت في التعامل مع المطربين الأردنيين، بينما فشلت في أن تعبر عن أي تقدير واحترام لنجوم الدراما الأردنية ومنجزهم عبر عقود طويلة.
كان الأولى أن يكون هؤلاء النجوم في صدارة فعاليات المهرجان، وأن يكونوا شركاء في جميع الأنشطة، وهم من يقومون بتكريم الضيوف، لا أن يتم التعامل معهم على أنهم "خردة"، ولا يصلحون لشيء، بينما يزج برئاسة نقابة الفنانين في اللجنة العليا إرضاء لها، ومن أجل ضمان صمتها على تهميش أعضائها، لا تقديرا لدورها وقيمة أعضائها.
نعم، لقد تميز مهرجان جرش لهذا العام. تميزه جاء من باب تكريس النظرة الدونية للفنان المحلي، والتهليل لكل ما يأتي من الخارج، فهل هذه هي العودة "المظفرة" لمهرجان جرش؟
الغد

نيسان ـ نشر في 2023-08-13 الساعة 09:08


رأي: مكرم الطراونة

الكلمات الأكثر بحثاً