كأنك ترى المشهد ماثلاً أمامك.. تخيل نفسك أيها الظالم.

نيسان ـ (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار).
هذا وعيد للظالم، وتعزية للمظلوم .
أفلت أيها الظالم من العقوبة في الدنيا لكن ظلمك للعباد مسجل عند من لا تخفى عليه خافيه ولا يغفل عن شئ.
ظلمت الناس بالاعتداء عليهم وحرمانهم من حقوقهم ومن حريتهم وحسبت أن الله غافلا عن ذلك .
ستأتي إلى يوم لا تغمض فيه العيون من هول ما تراه في ذلك اليوم فلا يرمش طرفها، يوم تذهب فيه أبصار الخلائق إلى الهواء حيرة ودهشة وخوفا.
تبقى أبصارهم مفتوحة لا تتحرك أجفانها من الفزع والهلع، ولا تطرف العين من هول ما ترى.
(مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء) مسرعين لا يلتفتون إلى شئ ممن حولهم، رافعين رءوسهم إلى السماء ينظرون إليها نظر فزع وذل، لا ينظر بعضهم إلى بعض في ذل وخشوع، وقلوبهم خاوية خالية من كل خاطر من هول الموقف وقد وصلت إلى الحناجر.
تذكر ذلك، ثم أنه لن ينفعك من ظلمت العباد من أجله لأنه سيكون معك في هذا المشهد شاخص بصره، لا يراك ولا تراه من هول المشهد.
( فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا). إن أفلت من عدالة الأرض فلن تفلت من عدالة السماء أبدا، فاطمئنّوا، هذا وعد.