اتصل بنا
 

ردع القتلة الجوالين

رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

نيسان ـ نشر في 2023-09-01 الساعة 07:48

نيسان ـ على ما يبدو أننا نتألم ولا نتعلم. نمتعض ولا نتعظ ابداً. نحزن ونأسى ولكننا بسرعة ننسى، وكأن ذاكرتنا غربالية المزاج. لا نعتبر حتى من دمنا، ولا نعيد كَرة البصر لنطالع مصائبنا وأسبابها. نشب كنار قشّ القيصوم، ونخمد كانطفاءة ضوء الجدار. فقبل يومين قتل سائق طائش مستهتر يسابق سائقا آخر لا يقل عنه طيشا واستهتارا أما وأبناءها الثلاثة وهم على الرصيف.
نحن نسمح لهم بقتلنا وتحطيمنا حين نتركهم يركنون إلى قاعدة حفظوها عن ظهر قلب: (رأس مالك فنجان قهوة). فتباً للقهوة وفناجينها إن كانت ستمرر القتل بهذه الطريقة السهلة، وتبا للعطوات والجاهات والصلحات الكاذبة، وللعبي الهفهافة التي لا يهمها حجم الألم الذي تخلفه مثل هذه الحوادث في أنفس الناس. وتباً لعادات أوصلتنا إلى هذه الحالة الوضيعة، فسمحت لهؤلاء بقتلنا مرارا وتكرارا وإمعانا.
حين يقود أحدهم سيارته بطيش ورعونة وسرعة فضائية فهو قاتل جوال. هو قاتل مع سبق الإصرار. فهو لا يدري من سيكون هريسا تحت عجلات سيارته، ولا يعلم حجم الكارثة التي سيتركها خلفه. فكم من حالات دهس عشناها كلها بسبب السرعة الزائدة والطيش والرعونة.
للأسف فنحن غدا سننسى. ونصالح ونسامح؛ ليخرج القاتل من وراء القضبان بعد فنجان قهوة، ليتأكد ما يشاع في الناس، من أن الحياة لا تساوي إلا فنجاناً لعيناً أوصلنا هذا الحضيض من القتل الرخيص.
نحن أرخينا الحبل لكل طائش. فمن أمن العقاب؛ سار برقاً في شارع لا يحتمل سرعة راكض أو مهرول. أرخينا الحبل لطاش يدرك في قرارة نفسه، أن لا أرخص من دهس وردة، أو طفل بعمرها أو فتى يافعا، ما دام الأمر يوازي فنجاناً لن يبرد في حضرة الأجاويد. فأي أجاويد نحن؟. نحن بلهاء لم ندرك قيمة الحياة.
بحجة الفنجان أسقطنا حقوقا مدينة وجزائية عن مجرمين كان يقودون سياراتهم بنية قتلي وقتلك وقتل كل مرتاد للطريق. أليس من يطلق جنون السرعة ناوياً على القتل؟. أليس من يستهتر بقواعد المرور ويتجاوز ويعربد ناويا القتل، أو هو قاتل بالفعل.
علينا أن نعيد النظر بتكييف مثل هذا الجرائم البشعة. وأن نعد الدهس بهذه الطريقة الإجرامية قتلاً عمداً. ويبدو لي أن قانون السير الجديد خطوة في الاتجاه الصحيح المفضي إلى ردع هؤلاء القتلة الجوالين.
جميع الحقوق محفوظة.الدستور

نيسان ـ نشر في 2023-09-01 الساعة 07:48


رأي: رمزي الغزوي رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

الكلمات الأكثر بحثاً