اتصل بنا
 

لرئيس الحكومة.. رسالة من 'أهالي البطحاء' بالبترا

نيسان ـ نشر في 2023-09-06 الساعة 06:32

نيسان ـ امس اتصل بي مواطن من وادي موسى، وحملني رسالة مؤلمة وموجعة. ورسالة المواطن وجدت انه من الضروي كتابتها، ويجب ان تروى. و اخبار الاردنيين في الاطراف البعيدة بالجنوب الصابر يتقطع ويتعثر وصولها الى المركز.
و المواطن المتصل يقطن في منطقة اسمها «البطحاء»، وتبعد 4 كم جنوب عن قرية الطيبة في وادي موسى.
و يقطن القرية 4 الاف مواطن وعائلات عفيفة، ويعيشون في خيم وبيوت شعر. و في عهد حكومة الدكتور عبدالله النسور وصلت شكوى مواطني البطحاء الى دولته، واوعز بتخصيص تنكات مياه لمنطقة البطحاء، و ان تقوم سلطة اقليم البترا بتزويدها بالمياه في مواعيد مقررة. و مضى هذا العرف الخدماتي في ايصال المياه الى اهالي البطحاء المهمشين والمنسيين.
ومن حوالي عامين، بدأت سلطة اقليم البترا تماطل وتتخلى عن التزامها في تأمين المياه. و من هنا، انكشفت معاناة اهالي البطحاء، وهم طيبون وبسطاء، و في قاموسهم لا يعرفون مفردات الاحتجاج والاعتراض، والرفض.. و قاسوا موضوع ازمة المياه وتوقف سلطة اقليم البتراء عن تزويد التنكات بالمياه بالرهان على ضمائر المسؤولين في الاقليم. و قالوا برضا وصبر نتحمل، وننتظر متى سوف يعاود الاقليم بتزويد المياه الى التنكات.
نفد صبرهم، وحل صيف هذا العام الملتهب وشديد الحرارة، واهالي البطحاء دون مياه. عادوا الى حياتهم البدائية والاولى، وصاروا يجلبون المياه على ظهر حمير وجحوش.
و لو ان المقال يحتمل مهنيا نشر صور، لعرضت ما لدي من صور توثق المعاناة والماسأة اليومية لاردنيين يعيشون في المئوية الثانية من عمر الدولة.
و حينما انفك طوق الصبر والانتظار والرهان على ضمائر مسؤولي اقليم البتراء، لجأوا الى خيار مراسلة مسؤولي الحكومة، خاطبوا وارسلوا شكواهم الى سلطة الاقليم.
و تخيلوا، ماذا تلقوا ردا من مسؤول في سلطة اقليم البترا؟ من اين راح نجيب لكم ماء، دبروا حالكم بحالكم.
تعرفون ما هو الغريب في موضوع اهالي البطحاء، وعدا عن انعدام الخدمات والبنى التحتية وحرمانهم من الماء، وهو ابسط حق انساني وطبيعي وخدماتي، انهم يقطنون على ذراع البترا، كنز الاردن السياحي. و اذ ان اقليم البترا عاجز ان يفرد تنمية وخدمات عدالة على اقرب المناطق النائية المجاورة للبترا العظيمة.
كم هو غريب، وانا اقلب صورا وردت بريدي الالكتروني طلاب اطفال يذهبون الى مدراسهم سيرا على الاقدام، واطفال يركبون على ظهور حمير وجحوش ليعبروا الى مدارسهم، والبطحاء عدا عن حرمانها من الماء، فهي مقطوعة الوصل عن محيطها بالبترا وشوارعها عرجاء وترابية، والزفتة والرمل والحصمة لم تصل بعد الى شوارع البطحاء.
و انا اكتب عن البطحاء ومعاناة اهاليها، واعرف ان اللغة تعجز احيانا عن الوصف وايصال الرسالة، وكم اتمنى لو اني قادر على الوصول الى هناك، وان احمل كاميرا وقلما، وورقة، واذهب الى هناك لاعاين في عين وحس صحفي واحدة من صور وحكايا معاناة تهميش ونسيان الاهل والاحباب في الجنوب الاردني الصابر.
و ما دام الطريق الى البطحاء بعيدا وصعبا ولا تعرف سلطة اقليم البترا دروبها.. قد تكون اقرب الى ضمائر الحكومة ووزير الادارة المحلية واحساسهم بالمسؤولية ليلبوا نداء واستغاثة وصرخة اهالي البطحاء.الدستور

نيسان ـ نشر في 2023-09-06 الساعة 06:32


رأي: فارس الحباشنة

الكلمات الأكثر بحثاً